الصدق مناجاة والكذب مهاوة بين المحسن البديعي
الصدق منجاة والكذب مهواة. مثل عربى مثل عربي
فكان الصدق هو ما مدَحهم الله به، وأخبرنا الله أنَّ مرتبة الصِّديقين بعد مرتبة الأنبياء، وقبل مرتبة الشهداء ، فأيُّ فضل يَعدِل هذا! إن الصدق ليس شعارًا يرفع أو حُلَّة تُلبَس، إنما هو أقوال عليها من الفعل دليلٌ، وحذَّر الله الذي يفعله ويخالف قوله، فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3]. الصدق منجاه والكذب مهواه تعليم الاطفال. فالصدق يدعو إليه العقل لحُسنه، وقُبح ضدِّه، والدين أمر به ورغب فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلاَءِ، لاَ يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ »؛ الحديث، فكان سبب نجاتهم صدقهم مع الله، والمروءة داعية إلى الصدق باعثة عليه، وكانت العرب تأنف أن يؤثر عنها الكذب، وتحب الاشتهار بالصدق، وعُدَّ الكذب من علامات المنافق. وفي قصة كعب بن مالك رضي الله عنه لعبرة لأولي الألباب، فعندما تخلف رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وبعد أنْ تاب الله عليه قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَنْجَانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَلَّا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ.
لقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك فقال: «ويل للذي يحدث بالحديث ليُضحِك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له» (الراوي: معاوية بن حيدة القشيري- المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم: 2944- خلاصة حكم المحدث: حسن)
وللأسف هناك من وضع ألوان للكذب ويردد هذا كذب أبيض وكذب أسود,
حتى ظن بعض الناس أن الكذب الأبيض وهو الحلال، والكذبً الأسود وهو الحرام. والأمر ليس كذلك، فالكذب كله حرام, وأن حقيقة الكذب يستوي بعضه ببعض لا فرق بينهم ولا لون له
ختاماُ: الكذب من صفات المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه). ولنعلم جميعاٌ بأن هناك علاقة قوية بين الصدق وبين الإيمان بالله عز وجل, ومعناه أن صلة وثيقة بين الصدق وبين العمل الصالح.. الصدق منجاة والكذب مهواة. مثل عربى مثل عربي. فالصدق أمان الصدق سلام الصدق راحة للنفس وانشراح للصدر الصدق طمأنينة بالصدق تصان الحقوق وبه تحفظ العهود وبه تراعي مصالح العباد الخير كل الخير أن نبتعد عن الكذب ونتحرى نحن النساء خاصة بالتمسك بالصدق في اقوالنا وافعالنا..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدق طمأنينة، والكذب ريبة» (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح)