(4) * * * ثم اختلف أهل العلم في المعنيّ ب "آزر ", وما هو، اسم هو أم صفة؟ (5) وإن كان اسمًا, فمن المسمى به؟ فقال بعضهم: هو اسم أبيه. * ذكر من قال ذلك: 13434 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر " ، قال: اسم أبيه "آزر ". 13435 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل قال، حدثني محمد بن إسحاق قال: "آزر " ، أبو إبراهيم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 74. وكان، فيما ذكر لنا والله أعلم، رجلا من أهل كُوثَى, من قرية بالسواد, سواد الكوفة. 13436 - حدثني ابن البرقي قال، حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يذكر قال: هو "آزر ", وهو " تارح ", مثل " إسرائيل " و " يعقوب ". * * * وقال آخرون: إنه ليس أبا إبراهيم. * ذكر من قال ذلك: 13437 - حدثنا محمد بن حميد وسفيان بن وكيع قالا حدثنا جرير, عن ليث, عن مجاهد قال: ليس "آزر " ، أبا إبراهيم. 13437- حدثني الحارث قال، حدثني عبد العزيز قال، حدثنا الثوري قال، أخبرني رجل, عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر " ، قال: "آزر " لم يكن بأبيه، إنما هو صنم. 13439- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن يمان, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: "آزر " اسم، صنم.
- وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا
- واذ قال ابراهيم ربي
- واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتي
- واذ قال ابراهيم رب اجعل
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم. معطوف على قوله: أو كالذي مر على قرية فهو مثال ثالث لقضية قوله: الله ولي الذين آمنوا الآية ، ومثال ثان لقضية: أو كالذي مر على قرية فالتقدير: أو هو كإبراهيم إذ قال رب أرني ، إلخ ، فإن إبراهيم لفرط محبته الوصول إلى مرتبة المعاينة في دليل البعث رام الانتقال من العلم النظري البرهاني إلى العلم الضروري ، فسأل الله أن يريه إحياء الموتى بالمحسوس. واذ قال ابراهيم رب اجعل. وانتصب ( كيف) هنا على الحال مجردة عن الاستفهام ، كانتصابها في قوله تعالى: هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء. وقوله: أولم تؤمن الواو فيه واو الحال ، والهمزة استفهام تقريري على هذه الحالة ، وعامل الحال فعل مقدر دل عليه قوله: أرني ، والتقدير: أأريك في حال أنك لم تؤمن ، وهو تقرير مجازي مراد به لفت عقله إلى دفع هواجس الشك ، فقوله: بلى ولكن ليطمئن قلبي كلام صدر عن اختباره يقينه وإلفائه سالما من الشك. [ ص: 39] وقوله: ليطمئن قلبي معناه: ليثبت ويتحقق علمي وينتقل من معالجة الفكر والنظر إلى بساطة الضرورة بيقين المشاهدة ، وانكشاف المعلوم انكشافا لا يحتاج إلى معاودة الاستدلال ودفع الشبه عن العقل ، وذلك أن حقيقة ( يطمئن) يسكن ، ومصدره الاطمئنان ، واسم المصدر الطمأنينة ، فهو حقيقة في سكون الأجسام ، وإطلاقه على استقرار العلم في النفس وانتفاء معالجة الاستدلال أصله مجاز بتشبيه التردد وعلاج الاستدلال بالاضطراب والحركة ، وشاع ذلك المجاز حتى صار مساويا للحقيقة يقال: اطمأن باله واطمأن قلبه.
واذ قال ابراهيم ربي
ا لخطبة الأولى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. واذ قال ابراهيم ربي. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (260) البقرة
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع هذه الآية الكريمة من كتاب الله العزيز ، نتدبرها ، ونتفهم معانيها ، ونبحث عن مراميها ، ونعمل بما جاء فيها.
واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتي
فإبراهيم قال: بلى، وهذا أيضًا يدل على أنه يجوز الاقتصار على مثل ذلك في الإقرار، يعني: حينما يقول الإنسان مثلاً لغيره: أنكحتك موليتي، فيقول: نعم، فهذا يعتبر قبول، يعني: لا يحتاج أن يقول: قبلت نكاحها، أو قبلتها زوجة، فيكفي أن يقول: نعم، وحينما يُقال: ألا توافق على بيع هذه السعة بكذا؟ فإذا قال: بلى، فهذا إقرار، يعني: لا يحتاج أن يقول: بعتها لك، أو قبلت البيع، أو نحو ذلك، فيكفي أن يقول: بلى، فهنا إبراهيم اقتصر على ذلك، فقال: بلى، ولو قيل لإنسان: ألم تُطلق امرأتك؟ إذا قال: نعم، معناه: أنه لم يُطلق، وإذا قال: بلى، معناه: أنه طلق. ويُؤخذ أيضًا من هذه الآية: إثبات صفة الكلام لله -تبارك وتعالى: قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ، قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ هذا كلام الله -تبارك وتعالى- يخاطب به إبراهيم ، فالله يتكلم متى شاء، وكيف شاء، وكما يليق بجلاله وعظمته، يتكلم بحرف وصوت يُسمع، فسمع إبراهيم كلام الله.
واذ قال ابراهيم رب اجعل
ثم قال: وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أمره أن يعلم، وهذا توكيد، و(أن) هذه بمنزلة إعادة الجملة مرتين أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ولم يقل: واعلم أني عزيز حكيم، وإنما أظهر لفظ الجلالة لما فيه من تربية المهابة، فهذا مقام عظمة لله -تبارك وتعالى، وهو إحياء للموتى، ولا أحد يستطيع أن يُحي الموتى إلا الله -تبارك وتعالى. وجاء بالجملة الاسمية وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ التي تدل على الثبوت، فهذه أوصاف ثابتة لله -تبارك وتعالى، وكذلك (العزيز) و(الحكيم) كل ذلك على وزن (فعيل) يعني صيغة مبالغة، فالله -تبارك وتعالى- بالغ العزة، وهو أيضًا بالغ الحكمة، لا يُغالب ، وأيضًا يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، واجتماع هذين الاسمين فيه كمال ثالث، وهو أن العزة في المخلوقين قد تكون سببًا لشيء من العسف والقهر والتسلط بغير حق والظلم، ونحو ذلك، لكن إذا كان معها حكمة، فهذا هو الكمال، فتكون هذه العزة مزمومة بالحكمة. وكذلك قد توجد الحكمة بالنسبة للمخلوقين، لكن ليس معها عزة، فيكون ضعيفًا، ولا رأي لمن لا يُطاع مهما كانت حكمته، لكن إذا كان معها عزة، فيستطيع أن يُحقق بها ما يُريد، فهذا لا شك أنه غاية الكمال، فلا تكتمل الحكمة إلا مع العزة، ولا العزة إلا مع الحكمة.
الدعاء