حكم المسح على الجوارب
يجوز المسح على الجوارب وذلك باتفاق من المذاهب الأربعة، وذلك مع مراعاة الشروط اللازمة لمسح الخف والمدة والمبطلات، ونوع الخف المسوح في المسح عليه، وقد يتداول بعض الناس كلامًا حول عدم جواز المسح على الجورب المصنوع من القماش وهذا غير صحيح وغير وارد، فقد وضّح الحنابلة أنَّه يجوز المسح على الجورب المصنوع من القماش على أن يكون ثخينًا أو سميكًا، ويستطيع المرء المشي فيه ومتابعة السير، أمّا إذا كان الجورب شفافًا يظهر القدم، ولا سماكة فيه فالمسح عليه غير جائز مطلقًا عند المذاهب الأربعة. مدة المسح على الجوارب
بعد ذكر حكم المسح حكم المسح على الجوارب، سنذهب لتوضيح مدة المسح على الجوارب والتي تكون للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاث أيام بلياليها، ويكون ذلك للمقيم بعد الحدث، فإذا صار الضحى وتوضّأ ومسح على الخفين، ثم بطل المسح بحدث، وتوضّأ للعصر فذلك يستمر حتى عصر اليوم التالي، فإذا خلعهما عليه غسيل قدميه وتطهيرهما جيدًا، ثم يجوز المسح لليوم التالي، وإذا خُلع الخف للراحة أو النوم فعلى المرء غسل قدميه قبل انتعال الخف مرّة ثانية، والله أعلم. مبطلات المسح على الخفين
بعد الحديث عن مدّة المسح على الجوارب، لابدَّ لنا ن النعرّف على مبطلات المسح على الجوارب، وهي:
انتهاء المدّة: أي انقضاء الوقت المحددة للمسح على الجوارب والمذكور سابقًا.
مدة المسح على الجوارب
الحمد لله. أولا:
ثبتت السنة النبوية بالمسح على الخفين. وقد ألحق بهما جمهور العلماء: الجوربين. والجَورب كما قال الخليل الفراهيدي: هو لِفافةُ الرَّجلِ. ينظر: "العين"
(6/113). وفي "مواهب الجليل" (1/318): " الْجَوْرَبُ مَا كَانَ عَلَى شَكْلِ الْخُفِّ مِنْ
كَتَّانٍ ، أَوْ قُطْنٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ " انتهى. والفرق بين الجورب وبين الخف: أن الخف يكون مصنوعاً من الجلد ، أما الجورب فلا
يكون من الجلد ، بل من الصوف أو الكتان ، أو القطن ، ونحو ذلك. وفي وقتنا الحاضر يصنع الجورب أيضاً من النايلون. ثانياً:
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في المسح على الجوربين. وأما الحديث الذي رواه الترمذي (99) من طريق أبي قيس عن هُزَيل بن شُرَحبيل عن
المُغيرِة بن شُعبة قال: " تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ ". فهو حديث شاذ ضعيف. قال أبو داود في "السنن" (159): " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا
يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْرُوفَ عَنْ الْمُغِيرَةِ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ".
هل يجوز المسح على الجوارب
كيفية المسح على الجوارب
بعد التعرّف على شروط مسح الجوارب، سنتطرق إلى شرح كيفية المسح على الجورب وهي كالتالي:
يستحب البدء بمسح القدم اليمنى باليد اليمنى، وذلك لإنَّ التيمّن مستحب في الوضوء وجميع الأعمال، ولا غثم في عكس ذلك. يفضّل بدء المسح على الجوارب من الأسفل حيث أصابع القدم بإتجاه الأعلى إلى الساق. لا يشترط في مسح الخف قدرٌ معيّن عند الشافعية. يذهب الحنابلة إلى عد جواز أسفل الخف وذلك لقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه، لقد رأيت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يمسح على ظاهر خُفيّه". الفرق بين الخف والجوارب
يكمن الفرق بين الخف والجورب في المكونات والمواد التي يُصنع كلّ منهما، وطريقة الاستعمال، وفي ذلك نوضّح:[8]
الخف: وهو ما يصنع من الجلود، ويفصل القدم عن موطئها، أي أنَّه سميك بما يكفي ليحمي القدم أثناء السير، ويحاط بجلود أخرى تستر القدم حتى الكعبين، ويمكن أن يكون مصنوع منغير الجلد على أن تكون المواد غليظة وسميكة كفايةً لتحمي القدم، وتحقق شرطي التدفئة والستر، فالخف هو ما يستطيع الإنسان المشي به ومتابعة المسير. الجوارب: هو ما يصنع من الصوف الغليظ، أو النسيج الرقيق، أو الوبر أو غيرها من النسائج، والتي يرتديها المرء في قدمه، لكنها لا تكفي الإنسان لمتابعة المسير فيها فهي لا تحمي القدم أثناء السير.
نشرت في مجلة الدعوة في العدد (948) بتاريخ 26 / 9 / 1404هـ. وفي كتاب الدعوة (الفتاوى) لسماحته، الجزء الثاني، ص62-63، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 110). فتاوى ذات صلة