أكمل الملك الحسين تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية، وفي عام 1951 التحق بكلية هارو بانجلترا، ثم تلقى بعد ذلك تعليمه العسكري في الأكاديمية الملكية العسكرية في ساند هيرست في انجلترا وتخرج منها عام 1953. وفي الحادي عشر من شهر آب عام 1952 نودي بـ "الحسين"، طيب الله ثراه، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية وتسلم سلطاته الدستورية يوم الثاني من أيار عام 1953. وللمغفور له الملك الحسين، خمسة أبناء وست بنات، هم جلالة الملك عبدالله الثاني، وأصحاب السمو الأمراء والأميرات فيصل وعلي وحمزة وهاشم وعالية وزين وعائشة وهيا وإيمان وراية. تربى أبناء الحسين في كنفه، فاستقوا منه محبة الناس والتواضع لهم وحسن معاملتهم والأخلاق النبيلة المستندة إلى تقوى الله، سبحانه وتعالى، وإلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والخلق الهاشمي ومبادئ الثورة العربية الكبرى.
الملك الحسين بن طلال واشراف مكة
آمن المغفور له الملك الحسين بأن الجندية شرف وواجب وانضباط وتمثل إيمانه ذلك بحرصه على تشجيع نجله الأكبر جلالة الملك عبدالله الثاني على الانخراط في الحياة العسكرية، فيصحبه في جولاته إلى الألوية والوحدات العسكرية منذ كان طفلا فأنشأه جنديا عربيا هاشميا. ومنذ تسلم المغفور له الملك الحسين سلطاته الدستورية، وهو يجهد في بناء الدولة الأردنية في ظروف صعبة بسبب الأوضاع المحيطة والتحديات، إضافة إلى قيود المعاهدة الأردنية البريطانية ووجود القيادة الأجنبية في أجهزة الدولة، فبدأ بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار عام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الأكفياء، ومن ثم إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في آذار 1957. وأولى جلالته القوات المسلحة الاهتمام الخاص لتطويرها وتحديثها، منذ البدء لتكون قوات تتميز بالاحتراف والانضباطية حتى غدت قوات عالمية تطلب للاشتراك بمهام حفظ السلام الدولية في مناطق النزاع في العالم. وكان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية هاجس الملك الحسين، لذلك أولى جلالته جل اهتمامه لتحديث التشريعات وترسيخ الديمقراطية.
انجازات الملك الحسين بن طلال الانسانية
كان قد سبق الملك عبد الله شقيقا الملك الحسين، الأمير حسن والأمير محمد ، ووقفا مباشرة أمام صورة الملك الحسين هناك، واقفين الوقفة العسكرية وأيديهم مشدودة بإحكام على جانبيهم مما أثار المزيد من التصفيق. ثم تلا الملك عبد الله الثاني يمين والده الذي تلاه قبل ذلك بحوالي خمسة عقود. «أقسم بالله العظيم أن أحافظ على الدستور وأن أكون أميناً للأمة». افتتح زيد الرفاعي ، رئيس مجلس الأعيان (مجلس الأمة) الجلسة مع الفاتحة، ثم بدأوا بالصلاة على الملك الحسين، تصدّع صوت زيد الرفاعي بالعاطفة وهو يقود التلاوة ودعى للملك عبد الله «حفظ الله جلالته». [15]
الجنازة [ عدل]
حشود من الناس ينتظرون الموكب الملكي الذي يحمل نعش الملك الحسين. شخص بين عائلته في شارع زهران يحمل صورة الملك الحسين. نُقل نعش الملك حسين المغطى بالعلم، برفقة حراس يرتدون الكوفية، في موكب استمر 90 دقيقة في شوارع العاصمة عمّان. على الرغم من الرياح الباردة والشتاء، خرج حينها ما يقدر بنحو 800, 000 أردني لرؤية وتوديع زعيمهم، كما كان الكثير منهم يبكون حينها. تمركزت شرطة مكافحة الشغب على طول الطريق الذي بلغ طوله تسعة أميال لمحاولة كبح الحشود التي تدافعت من أجل التابوت.
جلالة الملك الحسين بن طلال
لعب الحسين دور الوسيط بين مختلف الأطراف المتصارعة في الشرق الأوسط الذي أظهره كصانع سلام، على الرغم من تعرض الملك حسين لعدد كبير من محاولات الاغتيال والانقلاب عليه إلا أنه يعتبر الحاكم الأطول حكماً في المنطقة. توفي الحسين عندما كان عمره 63 سنة بمرض السرطان في سنة 1999 وتعد جنازته الأكبر في التاريخ من حيث عدد القادة الدوليين الذين قاموا بالحضور، ثم خلفه نجله الأكبر الأمير عبد الله بن الحسين الذي أصبح اسمه الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
صور الملك الحسين بن طلال
85 مقولة عن اقوال الحسين بن طلال:
وقد كانت الأبيات التي ذكر الشاعر فيها مرض الملك ودعاءه المخلص له، قد جعلت الدمعة تترقرق في عيني الملك، فيما كانت القاعة المحتشدة بوجوه الدولة الأردنية ومثقفي البلد تلتهب بالتصفيق والإعجاب والتأثر البادي على أغلب الوجوه الحاضرة. كان الشاعر الأردني الكبير حيدر محمود من بين هؤلاء الحضور، وقد جلس صامتا دون حركة، ينظر إلى الشاعر العراقي نظرات خاصة ذات معنى، كما لو كان يبدو فيها صورة أخرى لأبي فراس الحمداني، وهو يرى المتنبي يستأثر بمدح ابن عمه سيف الدولة واهتمامه. ومن أجل معرفة الظروف المحيطة بالشاعر والسبب الذي هيأ له هذه المناسبة المنتظرة في مدح الملك الهاشمي، لا بد أن نشير إلى أن الجواهري كان قبل ذلك في القاهرة يفكر في العودة للعراق عن طريق عمان التي كانت، كما نعرف، الممرَّ البري الوحيد للعراقيين إلى بغداد أيام الحصار وتوقف الطيران. وحين قرر الجواهري التوجه الى بغداد، كان لابد ان يحصل على فيزا الى الأردن، وهنا تذكر قصيدته التي كتبها عن ثورة 14 تموز وفيها بيت يقول فيه:
وغدا نحرّرُ من حسين أردنا"! وظن أن المسؤولين الأردنيين يتذكرون القصيدة، ويتذكرون ذلك البيت، فأراد معالجة الأمر فكتب سبعة أبيات في مديح الملك حسين، وبعث بها الى السفير الاردني مع طلب الفيزا.