تتألف معظم البيوت الدمشقية من 3 أقسام وهي "السلام لك" لاستقبال الضيوف، و"الحرملك" الخاصة لأهل البيت، و"الخدملك" وتضم غرفاً للخدم والحرس والاسطبلات.. بيت شامية أواخر القرن التاسع عشر. وبهذا فإن بيت "لزبونا" قد شيد على مرحلتين في الأولى بني من المداميق الأبلقية البيضاء والسوداء، وكذلك المزية الصفراء في الطابق الأرضي والمزدان بالصفوف الحجرية الأفقية، بألوان صفراء وبيضاء وترابية وتم استخدام الأملق ذو الزخارف المركبة وهي حشوات دائرية ومستطيلة ومطعمة بالأحجار المزية البيضاء والسوداء وكذلك بالمثمنات، وكذلك الليوان شيده الأخوان "إسحاق بن يعقوب لزبونا" وشقيقه "إبراهيم" عام 1810. أما المرحلة الثانية، في نهاية القرن 19 وشيده حينها "مائير بن يوسف بن موسى بن شحادة بن يعقوب لزبونا" بحسب ما ورد في السجلات بالمحاكم الشرعية في "دمشق" عام 1865 تم تشييد الليوان وعلى جانبيه محرابان للمشكاة وهي مصباح نحاسي للإضاءة يُشعل من خلال الزيت أو زيت الكاز، واكتملت أعمال البناء عند القاعة الرئيسية جنوب شرق أرض الديار فأصبح من أجمل القصور المحلاة بالرخام البلجيكي والإيطالي. في منتصف القرن 19 تحديداً بين عامي 1864 و1875 أعيد بناء هيكلة بيت "لزبونا" بشكل منمق وإعادة تجديد النوافذ على الطراز العثماني المتأخر.
- جريدة الرياض | البيت الدمشقي.. هندسة اختزلت الجمال
- بيت شامية أواخر القرن التاسع عشر
- رحلة إلى داخل البيوت الدمشقية القديمة و10 حقائق عنها – سوريات
جريدة الرياض | البيت الدمشقي.. هندسة اختزلت الجمال
الفرن البارد
في مقابل ذلك، عزفت ورش الخزف الدمشقي عن العمل، مغلقةً أبوابها لأسباب مالية بحتة بعدما وضعت الحرب بصمتها على أكثر الحرف اليدوية شهرةً، فنالت منها، من دون طائل من عودتها إلاّ باستقرار الأوضاع في بلد استُنزِفت مقدراته الاقتصادية. وزادت الأزمة المالية وغلاء الأسعار من الفتك بالحرفة وطمسها وكانت أشدّ وطأة على معلّمي الحرفة وصنّاعها. جريدة الرياض | البيت الدمشقي.. هندسة اختزلت الجمال. في أحد أماكن عرض التحف في دمشق، يجلس أحمد الرباط، متحسراً على حرفته التي سادت ثم بادت، فلا وجود لتحف القيشاني سوى تلك المصنوعة في السابق أو عدد قليل منها صُنِع حديثاً وذلك لأسباب تتعلّق بمستوى الطلب وعدد الزبائن. واقع الصنعة
يرى رباط أن واقع حرفته لا ينبئ بالخير، إذا ظلت الأسواق تعاني الجمود وتصريف المواد غير متاح. ويقول "الحرفة وصلت إلى درجة الصفر، ولا يوجد أي إنتاج وهناك نضوب في تصريف المنتجات". صعوبات تواجه الحرفيين، من بينها، كما ذكر حرفي القيشاني، وأبرزها، عدم توفر الكهرباء وعوامل الطاقة لإنتاج العمل، موضحاً "لا بُد من أن يبقى العمل في الفرن مدة لا تقل عن 12 ساعة متواصلة وهذا الفرن يعمل على التيار الكهربائي، لكن هذا الأمر غير ممكن بسبب ساعات التقنين الطويلة.
بيت شامية أواخر القرن التاسع عشر
مكتب عنبر في العهد العربي "عهد الملك فيصل"
بعد جلاء السلطة التركية عاد الوجه العربي إلى البلاد، وأطلق على مكتب عنبر اسم (مدرسة التجهيز ودار المعلمين) بدلاً من سلطاني مكتبي، وتم اختيار أساتذة عرب للتدريس فيه، فقاموا بإذكاء الروح العربية وبعث التراث العربي في صفوف طلاب مكتب عنبر، ولم يبق من آثار التركية في مكتب عنبر سوى كاظم آغا؛ حارس المكتب، ورجب آغا؛ نجار المكتب، وشاكر آغا؛ طباخ المكتب.
رحلة إلى داخل البيوت الدمشقية القديمة و10 حقائق عنها – سوريات
يُذكر أن محفوض استلمت إدارة متحف بيت التراث الدمشقي "بيت خالد العظم" وقامت بتصميم بروشور عنه بالانكليزية والفرنسية، كما اشتغلت في بيت العقاد لمدة سنتين وتمّ إيفادها إلى الدانمارك ونالت شهادات خبرة لإشرافها على أعمال الترميم فيه من قبل المتحف الوطني الدانماركي. أمينة عباس
وأصبح منذ عام 1988م أصبح مقراً "لمديرية دمشق القديمة" التي تُعنى بكل ما يتعلق بالمدينة القديمة داخل السور. وبه الآن قاعة للمكتبة ومتحف وورش للعمل اليدوي. رحلة إلى داخل البيوت الدمشقية القديمة و10 حقائق عنها – سوريات. في عام 2012م افتتحت محافظة دمشق مركز لخدمة المواطن في مكتب عنبر اسمته (البوابة الالكترونية)، ويتضمن عمل المركز معاملات ترخيص، خدمات وشكاوى، وإخراج قيود وتراخيص وسجلات إدارية، وتقديم معاملات واقعة ضمن المدينة القديمة داخل السور وخارجه وشرائح والمباني الأثرية. كان الهدف من إطلاق برنامج إعادة الترميم هو إعادة شكله كما كان آنفاً بقدر المستطاع، وتمت أعمال إعادة الزخارف التي ببدأها يوسف عنبر بناءاً على أبحاث ومعلومات تاريخية، ولكن لم تتم علمية ترميم الجناحين المضافين من قبل الدولة العثمانية حسب وثائق تاريخية، وبعد ما ابتدأت الترميم، تم تغيير الخطة ليدخل ضمن برنامج اعادة استخدام تلاؤمية، ليصبح مكتبة، و متحف، ومركز معارض، و ورش عمل حرفية. يعد مكتب عنبر من اجمل القصور التراثية الدمشقية على غرار شقيقه قصر العظم "متحف التقاليد الشعبية" و"متحف دمشق التاريخي" فقد كان "مكتب عنبر" صرح حضاري هام، ومركز تعليمي رائد كان له أثر كبير في النهضة العلمية والثقافية في عهود مظلمة شهدتها البلاد.