قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [٦] قيل إنّ هذه الآية نزلت بعد هجرة رسول الله إلى المدينة بعامٍ واحد، وقد نزلت في المنافقين، حيث سألوا سلمانَ الفارسيّ أنْ يقول لهم ما في التّوراة وما فيه من العجائب، ووقيل إنّها نزلت بالمؤمنين، فكانوا كلّما قَرَأ عليهم رسول الله ما نزل عليه من القرآن الكريم، طلبوا المزيد، فتارةً يقولون لولا تَقصّ علينا، وأخرى يقولون لولا تُحدّثنا، وفي مرّة قالوا لولا ذكّرتنا، فنزلت الآية الكريمة فيهم. مناسبة سورة الحديد لما قبلها
سُبِقَتْ سورة الحديد بسورة الواقعة المختومة بطلب التّسبيح وتنزيه الله -تعالى-، فجاءت سورة الحديد مُبتدئةً بتسبيح الله -تعالى- وتنزيهه، ومكملة للمعنى ذاته، وتؤكّد على أنّ الله -تعالى- هو المالك لأمر السّماوات العُلى والأرض، القدير المستحقّ للتّعظيم والتّنزيه. [٧]
موضوعات سورة الحديد
اشتملت سورة الحديد على موضوعاتٍ عدّة ، وفيما يأتي ذكر أهمّ المواضيع التي بيّنتها السّورة وتحدّثت عنها: [٨]
تنزيه الله -تعالى- وتقديسه، وبيان صفاته وقدراته سبحانه. لماذا سميت سورة الحديد بهذا الأمم المتحدة. التّأكيد على وجوب الإيمان بالقرآن الكريم وبالرسول الكريم.
لماذا سميت سورة الحديد بهذا الاسم - مجتمع الحلول
مقاصد سورة الحديد
إنّ لتنزيل سورة الحديد العديد من المقاصد، وفيما يلي أهمها [١]:
بيان فضل وأهميّة الجهاد في سبيل الله تعالى. إقرار مخلوقات العالم كاملةً بالله وحده عزّ وجل وتسبيحها بحمده. حثّ المسلمين على الإنفاق في سبيل الله تعالى لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، فالمال زائل ولا يبقى منه إلّا ثواب ما أنفق في محلٍّ مشروع. لماذا سميت سورة الحديد بهذا الاسم - مجتمع الحلول. تحذير المسلمون من الإبتعاد عن هديه سبحانه وتعالى كما فعل أهل الكتاب من قبلهم، لما له من آثار لاحقة لقساوة القلوب والتي تُؤدي إلى الوقوع بالفسوق والعياذ بالله. حثّ المسلمين على اتّباع ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإخلاص الإيمان لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. بيان حسن عاقبة المؤمنين بالله عزّ وجل وأنّ الله فضَّلهم على غيرهم من الأمم، فالفضل كلّه بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء. بيّنت السورة الكريمة أنّ الدنيا زائلةً مهما تكاثرت الأموال والأولاد والرزق، فسوف يأتي يومًا تزول الدنيا بأكملها مهما تزيّنت. بيان صفات الله سبحانه وتعالى العظيمة وقدرته وسعة ملكوته وعلمه، فالأمر كلّه بيّده وهو القادر على كلّ شيء. ذكر أسماء الله تعالى التي تدّل على تفرّده وتوّحده، وبيان أنّ ملك السماوات والأرض لله تعالى الذي يعلم ما ينزل من السماء وما يخرج من الأرض.
لماذا سميت سورة الطارق بهذا الاسم – المنصة
2- البراء بن العازب
ذكر رضي الله عنه أن عددًا من الصحابة الأجلاء عندما أقدموا إلى المدينة المنورة، من ابن أم كلثوم ومصعب بن عمير جعلوهم يقرؤون القرآن الكريم، ثم من بعدهم جاء عمر بن الخطاب –رضي الله عنه وبلال بن رباح وعمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاس، وبالأخير الرسول –صلى الله عليه وسلم-. عندما جاء النبي الكريم أخذ الصبيان بالمدينة يقولون إنه الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ومن هنا بدأ بقراءة وحفظ سورة الأعلى، وبعض السور الأخرى من المفصل، أي السبع الأخير من القرآن الكريم. لماذا سميت سورة الطارق بهذا الاسم – المنصة. 3- عمران بن الحصين
يقول الصحابي الجليل –رضي الله عنه ـ إن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم كان قد صلى الظهر، وكان خلفه من المأمومين من يقرأ سورة الأعلى في الصوت المرتفع، وبعد أن انتهى الرسول الكريم من الصلاة، سأل عن الشخص الذي كان يقوم بذلك، فقال أحدهم أنا، وهنا قال النبي أنه كان يظن أن البعض منازعها، أي نزع الشيء من اللسان. 4- أبي بن كعب
يسرد لنا الصحابي الجليل –رضي الله عنه- ان النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بصلاة الوتر سورة الأعلى بالركعة الأولى، وفي الثانية سورة الكافرون، وبالركعة الأخيرة سورة الإخلاص، ولا يقوم بالتسليم إلا في الأخير، ولا يفصل بين الركعتين الأولى أي تشهد أو تسليم.
[٤] [٥]
سبب نزول سورة الشعراء
سبب نزولها هو الردّ على ادعاءات المشركين حين افتروا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقالوا عنه: إنه شاعر يبتدع الكلام من عنده ولا يُوحى إليه، أو ردًّا على هجومات شعراء المشركين، حيث ردَّ الله تعالى عليهم مستثنيًا بأداة استثناء صريحة الشعراءَ الذي آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا، فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (قال الله -تعالى-: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)، فنَسَخَ مِن ذلك واسْتَثْنى، فقال: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [٦])). [٧]
موضوعات سورة الشعراء
تضمّنت سورة الشعراء الكثير من الموضوعات، نذكر بعضها فيما يأتي: [٨]
نزلت سورة الشعراء لإظهار مكانة وعظمة القرآن الكريم ، وعجز المشركين عن معارضة آياته العظيمة. [٩]
نزلت سورة الشعراء للحديث عن الأمور العقائدية والإيمانية، وإثبات التوحيد والرسالة الإسلامية، وتحدثت عن البعث بشكل موجز قصير ليكون أثره شديداً على النفس. [١٠]
نزلت سورة الشعراء تسلية لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما يراه من إعراض قومه عن الدين الإسلامي ورسالة التوحيد، وتهديد المكذبين الضالين بعذاب الله -تعالى-، وضرب الأمثال من الأمم السابقة الذين أصابهم غضب الله -تعالى- بتكذيبهم وعنادهم.