أول هذه الأسئلة: ما سر اهتمام دوائر الاستشراق في المجال العلمي الأكاديمي بالتصوف في الإسلام بعامة والاتجاهات المنحرفة بخاصة؟ وثانيهما: ما سبب التعايش السلمي - لو صح التعبير - بين مشايخ الطرق الصوفية والأنظمة الاستعمارية إلا فيما ندر؟ ولا بد من التوقف برهة لنستخلص مغزى تحذير ماسينيون عند تقويمه للحركات الإسلامية في الجزائر وشمال إفريقيا من التيار الفلسفي.
- ابن تيمية وعلي بن أبي طالب .................................................
- آراء علماء المذاهب حول ابن تيميّة
ابن تيمية وعلي بن أبي طالب .................................................
المبحث الثاني: الذم المطلق على التصوف والصوفية. المبحث الثالث: تفصيل الموقف من التصوف والصوفية. نسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المبحث الأول
الثناء المطلق على التصوف والصوفية
قال الغزالي رحمه الله تعالى: (ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرهم أحسن السير وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق). [1]
وقال مالك بن أنس رحمة الله تعالى: (من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق). ابن تيمية وعلي بن أبي طالب .................................................. [2]
وقال النووي رحمه الله تعالى: (أصول طريق التصوف خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، إتباع السنة في الأقوال والأفعال، الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، الرضا عن الله تعالى في القليل والكثير، الرجوع إلى الله في السراء والضراء). [3]
وقال تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى: (حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة نحن وإياهم وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها، والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا بهم).
آراء علماء المذاهب حول ابن تيميّة
وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذا كثير من كلامهم). ومع هذا فلم يمنعه ذلك من نقد سلوكيات بعض المنتسبين إليهم سواء من العلماء أو العوام، ومن ذلك قوله: ( منها أن طائفة منهم تدعي أن أكل الحشيشة المخدرة تنشط على أداء الصلوات وتعين على استنباط العلوم وتصفية الذهن. حتى أنهم يسمونها معدن الفكر والذكر، ومحركة الغرام الساكن. وهذا كله من خدع النفس ومكر الشيطان بهؤلاء لأن تلك الحشيشة هي عمى للذهن، تجعل آكلها أبكما مجنوناً لا يعي ما يقول). آراء علماء المذاهب حول ابن تيميّة. [9]
وعاب ابن تيمية على أبي حامد الغزالي تقسيمه للذكر إلى ثلاث مراتب، الأولى: قول العامة لا إله إلا الله. والثانية: قول الخاصة الله، الله. والثالثة: قول خاصة الخاصة، هو، هو. وبدّعه في ذلك لأن الذكر المفرد: الله، الله والمضمر: هو، هو بدعة في الشرع، وخطأ في القول واللغة. لأن الاسم المفرد ليس هو كلاماً، ولا إيماناً، ولا كفراً. والمضمر ليس بمشروع، ولا هو بكلام يعقل، ولا فيه إيمان، وهو معارض للشرع. [10]
وكفّر ابن تيمية كبار الصوفية الاتحاديين القائلين بوحدة الوجود كعمر بن الفارض ومحي الدين بن عربي الطائي الأندلسي وقطب الدين بن سبعين الإشبيلي والتلمساني، وعدهم من ملاحدة الاتحادية وجعل كفرهم أعظم من كفر اليهود والنصارى.
من علماء أهل السنة الذين ردوا على ابن تيمية الحرّاني ذِكر بعض العلماء والفقهاء والقضاة الذين ناظروا ابن تيمية أو ردوا عليه وذكروا معايبه ممن عاصروه أو جاءوا بعده الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وقدوتنا محمد الأمين وبعد قال الله وتعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وروى الإمام أحمد من طريق اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس أنكم تقرءون هذه الآية: (يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإنّـا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". فلهذا وجب التحذير من أهل البدع والضلال الذين انحرفوا عن جمهور الأمة الإسلامية. ومن هؤلاء ابن تيمية الحراني. وقد رد عليه عدد كبير من علماء أهل السنة وبينوا انحرافه. يلي ذكر أسماء بعض من ناظر ابن تيمية المتوفى سنة 728 ص أو ردّ عليه من المعاصرين له والمتأخرين عنه من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، ونذكر رسائلهم وكتبهم التي ردوا عليه فيها فمنهم: ا- القاضي المفسر بدر الدين محمّد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي المتوفى سنة 733هـ.