[3]
فضائل علي بن أبي طالب ومكانته
إنّ علي بن أبي طالب هو أول من أسلم من الصبيان وهو واحدٌ منّ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المقرّبين، وهو من آل بيته وأقاربه، وقد ربّاه النّبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته، وعلي واحدٌ من العشرة المبشرين بالجنّة، ومما ورد فيه: [6]
عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى تَبُوكَ، واسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أتُخَلِّفُنِي في الصِّبْيَانِ والنِّسَاءِ؟ قَالَ: ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي".
أول من أسلم من الصبيان - ما الحل
من اول من اسلم من الصبيان ؟ من التساؤلات الدينية التي يجب على كلّ مُسلم ومسلمة في معرفتها؛ لأن العلم الشرعيّ يجب على كل مسلم ومسلمة دراسته؛ حتى يتفقّه في دينه، ويتحرّى الحلال والحرام، وكذلك السّيرة النبويّة من ما يحسُن على المسلم تعلّمه؛ حتى يتعرّف على سيرة النبي، والصّحابة، ويحذو حذوهم؛ حتى ينال القبول من رب العالمين، وفيما يلي سنتعرف على من هو أول من أسلم من الصّبيان. (1)
معنى الإسلام
قد ورد في المعاجم العربية معنيان للإسلام، فأولّهما هو: الخضوع لله بغضّ النّظر عن هذا الدين سواء أكان الإسلام أو غيره، والمعنى الآخر: الدين الذي بُعث به محمد -صلى الله عليه وسلّم- (2) ، وقد عرّفه العُلماء بأنه الاستسلام لله بالطّاعة، والخضوع له، والانقياد له، وعلى هذا التعريف؛ فهم لم يُحدّدوا دينًا مُحدّدًا، فقبل النبي بُعث الأنبياء بالتّوحيد، وهذه هي مهمة الأنبياء، الدعوة إلى التوحيد، وجاء الإسلام ليكون آخرها،ولذا قال -تبارك وتعالى- في كتابه العزيز: " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ.. من أول من أسلم من الصبيان – عرباوي نت. " (3) سورة آل عمران، وكان النبي خاتم الأنبياء والمُرسلين. (4)
أول من أسلم من الصبيان
كانت الدّعوة أوّل ما بدأت سريّة؛ حتى لا يتعرّض المسلمون لأذى من المُشركين؛ لأن عددهم كان قليلًا، وفي تلك الأثناء كان يجتمع المسلمون في دار الأرقم بن أبي الأرقم يتلون كتاب الله، ويُردّدونه فيما بينهم، وكان أول من أسلم مع النبي -صلى الله عليه وسلّم- من الرّجال هو أبو بكر الصدّيق، وأول من أسلمت من النساء هي خديجة بنت خُويلد، وأول من أسلم من الموالي هو زيد بن حارثة، أما أول من أسلم من الصبيان فهو سيدنا عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد كان ابن عمّ النبي، وكان من المُقرّبين له.
من أول من أسلم من الصبيان – عرباوي نت
لا ريب في أن من تربى على أيدي النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد نجى بأخلاقه،
فتربى على الحكمة والخلق والكرم والشجاعة والإحسان والأمانه والصدق
والعفة والخوف من الله عز وجل، وتتمثل أهم صفات علي بن أبي طالب في:
كان عليم بأمور القضاء، حيث ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب". عرف بالكرم والسخاء وحب العطاء، فكان يقضي حاجة الآخرين ويرى في ذلك خير كثيراً، فكان قضاء حاجة الناس أقرب إلى قلبه من الذهب والفضة،
حيث بلغت الأوقاف التي أوقفها أربعين ألف دينار. كان من الصابرين، حيث رأى علي ف حياته الكثير من المتاعب، فمنذ نعومة أظافرة وهو يجاهد مع النبي
ويحفظ أسرار الرسول وأسرار الحرب وواجه فيما بع الكثير من المتاعب والفتن أثناء خلافته. الشجاعة والإقدام من أهم ما يميز علي بن أبي طالب فكان يظهر ذلك في كل مواقفه منذ كان صغيراً فدخل الإسلام قلبه منذ وقت مبكر مما غرس في نفسه الخوف من الله وحده عز وجل. كان قوام صوام متعبد لله عز وجل يتهجد الليل ويحث الغير على الخوف من الله وتتبع هديه، وكان داعي لله بالقول الحسن والعمل الصالح.
[٣] وقيل إنّه بقيَ مع النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بعد أن وهبته زوجته خديجة -رضيَ الله عنها- وبقي عنده حتى بعثه الله -تعالى-، فصدّق النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وأسلم وصلّى معه. [٤]
التعريف بزيد بن حارثة
هو زيدٌ بن حارثة بن شراحيل الكعبي، وأمهُ هي سعدى بنتُ ثعلبة بن عامر، من بني معن من طيء، وكان يُنادى بزيد بن مُحمّد. حتى أنزل الله -تعالى-: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا). [٥] وذلك لما جاء في الحديث الصحيح: (إنَّ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ما كُنَّا نَدْعُوهُ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ حتَّى نَزَلَ القُرْآنُ، (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هو أقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ). [٦] وكان السبب وراء جعله من الرقيق: أن أُمّه سعدى زارت قومها ومعها ابنها زيد، فأغارت عليهم خيل من بني القين بن جسر، فأخذوا زيداً وهو غلامٌ صغير، وعرضوه للبيع في سوق عُكاظ.