أضف إلى ذلك أنّ الروايات لم تتفق حتى على ردّ فعل النبي بعد أن أتاه ملكان في صورة رجلين، وأخبراه بمكان السحر، فمنها ما يؤكد أن النبي قد اكتفى بدفن البئر دون استخراج السحر، ومنها ما يؤكد أنه استخرجه!.
من هو اليهودي الذي سحر رسول اشواق
إذا وصلنا إلى تلك المرحلة فلن يتوقف الشك عند حد معين، حتى يأتي على الدين كله. ولأن صيانة الدين تقتضي تنزيه الله – سبحانه وتعالى - عن ترك نبيه بعد أن تكفل بحفظه وعصمته من الناس، وتنزيه النبي – صلى الله عليه وسلم - عن الوهم والجنون، وبالنظر إلى ما سبق من كلام حول أسانيد ومتون ما ورد في صحيحي «البخاري» و«مسلم»، من روايات تخبر عما تعرض له الرسول من سحر، فها هو العقل يصدر حكمه النهائي في المسألة قائلا: لم يُسحَر النبي.. رُفِعَت الجلسة.
من هو اليهودي الذي سحر رسول الله
قال: ومن بنى زريق: لبيد بن أعصم وهو الذى سحر رسول الله ﷺ. ومن يهود بنى حارثة: كنانة بن صوريا. ومن يهود بنى عمرو بن عوف: قردم بن عمرو. من هو اليهودي الذي سحر الرسول صلى الله علية وسلم - ملك الجواب. ومن يهود بنى النجار: سلسلة بن برهام. قال ابن إسحاق: فهؤلاء أحبار يهود وأهل الشرور والعداوة لرسول الله ﷺ، وأصحابه رضى الله عنهم، وأصحاب المسألة الذين يكثرون الأسئلة لرسول الله ﷺ على وجه التعنت والعناد والكفر، قال: وأصحاب النصب لأمر الإسلام ليطفئوه إلا ما كان من عبد الله بن سلام ومخيريق. ثم ذكر إسلام عبد الله بن سلام وإسلام عمته خالدة بنت الحارث كما قدمناه، وذكر إسلام مخيريق يوم أحد كما سيأتى وأنه قال لقومه - وكان يوم السبت -: يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم. ثم أخذ سلاحه وخرج وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالى لمحمد يرى فيها ما أراه الله - وكان كثير الأموال - ثم لحق برسول الله ﷺ فقاتل حتى قتل رضى الله عنه. قال فكان رسول الله ﷺ يقول فيما بلغني: "مخيريق خير يهود".
قال: وما طب ؟ قال: سحر. قال: ومن سحره ؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي. قال: وبم طبه ؟ قال: بمشط ومشاطة. قال: وأين هو ؟ قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان - والجف: قشر الطلع ، والراعوفة: حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح - فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورا ، وقال: " يا عائشة ، أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ ". من هو اليهودي الذي سحر رسول ومنال. ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود ، فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر. فأنزل الله تعالى السورتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، وجعل جبريل عليه السلام ، يقول: باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حاسد وعين الله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله ، أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن يثير على الناس شرا ". هكذا أورده بلا إسناد ، وفيه غرابة ، وفي بعضه نكارة شديدة ، ولبعضه شواهد مما تقدم ، والله أعلم.