قال شيخ الإسلام رحمه الله: " تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها ، فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها ، وهى التي فرضت على من كان قبلنا ، فضيعوها " انتهى من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (22/54). ثانياً:
اختلف العلماء رحمهم الله في الوعيد الوارد فيمن ترك صلاة العصر ، هل هو على ظاهره ، أو لا ؟ على قولين:
القول الأول: أنه على ظاهره ، فيكفر من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى خرج وقتها ، وهو اختيار إسحاق بن راهويه ، واختاره من المتأخرين الشيخ ابن باز رحمهما الله.
- "كنت أعتقد أن طعام المنزل فقط هو المفطر" ذكريات الفنان حسن يوسف عن شهر رمضان
- من ترك صلاه العصر
"كنت أعتقد أن طعام المنزل فقط هو المفطر" ذكريات الفنان حسن يوسف عن شهر رمضان
عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَكَ صلاةَ العصرِ فقد حَبِطَ عَمَلُهُ». [ صحيح. ] - [رواه البخاري. ]
من ترك صلاه العصر
ثالثاً: تأويل العمل: وقيل المراد بالحبط نقصان العمل في ذلك الوقت الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله فكأن المراد بالعمل الصلاة خاصة أي لا يحصل على أجر من صلى العصر ولا يرتفع له عملها حينئذ وقيل المراد بالحبط الإبطال أي يبطل انتفاعه بعمله في وقت ما ثم ينتفع به كمن رجحت سيئاته على حسناته فإنه موقوف على المشيئة فإن غفر له فمجرد الوقف إبطال لنفع الحسنة إذ ذاك وإن عذب ثم غفر له. وقد شرح الترمذي الحبط على قسمين:
القسم الأول: حبط إسقاط وهو إحباط الكفر للإيمان وجميع الحسنات. القسم الثاني: وحبط موازنة وهو إحباط المعاصي للانتفاع بالحسنات عند رجحانها عليها إلا أن تحصل النجاة فيرجع إليه جزاء حسناته. وقيل المراد بالعمل في الحديث عمل الدنيا الذي يسبب الاشتغال به ترك الصلاة بمعنى أنه لا ينتفع به ولا يتمتع. من ترك صلاه العصر. قال ابن حجر:" وأقرب هذه التأويلات قول من قال: "إن ذلك خرج مخرج الزجر الشديد وظاهره غير مراد والله أعلم". لماذا خصَّ صلاة العصر:
قال النووي:" وإنما خصها بالذكر لأنها تأتي وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم وحرصهم على قضاء أشغالهم وتسويفهم بها إلى انقضاء وظائفهم". و قال ابن تيمية- رحمه الله - في الفتاوى:" وحبوط العمل لا يتوعد به إلا على ما هو من أعظم الكبائر، وكذلك تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها:
-…فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها.
يقول: يتعاقبون فيكم ملائكة اللغة المشهورة، وهي لغة عامة العرب بما في ذلك قريش "يتعاقب فيكم ملائكة" فالفعل يفرد، فهنا جمعه يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار وهذه لغة قليلة، هي التي يسمونها لغة: أكلوني البراغيث، يعني: يجمع الفعل (أكلوني) والأصل (أكلني) أو (أكلتني) لكن هنا جمع الفعل، مع الجمع الذي بعده، وهو الفاعل يتعاقبون فيكم ملائكة وهذا من شواهد هذه اللغة، من حديث رسول الله ﷺ. قال: ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون طيب الذي جاءت الملائكة في وقت الفجر وهو نائم، وجاءت ملائكة في صلاة العصر، وهو نائم، جاء من العمل ونام؟ ينام عن الفجر، وينام عن العصر، كيف تكون حاله مع مثل هذه المقامات والفضائل العظيمة؟! الآن -أيها الأحبة- لو أنه جاء وفد من الإدارة العليا في الجهة التي تعمل فيها إن كان تعمل في جامعة، فجاء مثلاً إدارة الجامعة ومدير الجامعة ووكلاء الجامعة، ونحو ذلك، وزاروا هذه الأقسام، وسألوا عنه، فقالوا: نائم، ما جاء، وجاؤوا مرة أخرى، وقالوا: ما هو موجود، نائم، وجاؤوا المرة الثالثة نائم، ومرة رابعة، من الذي يسره ذلك؟!