فقال في ذلك عبد الله بن الزّبير الأسديّ من أبيات: تَجَهَّزْ فَإِمَّا أَنْ تَزُورَ ابْنَ ضَابِئٍ عُمَيرًا وَإِمَّا أَنْ تَزُورَ المُهَلَّبا [الطويل] وكان الحَجَّاجُ قال له: ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال: حبس أبي وهو شيخ كبير، فقال: هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلًا. وكان السّبب في حَبْس عثمان له أنه كان استعار مِنْ بعض بني حنظلة كلبًا يصيد به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قَهْرًا، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات: وَأُمَّكُمُ لاَ تَتْرُكُوهَا وَكَلْبَكُمْ فَإِنَّ عُقُوقَ الوَالِدَيْنِ كَبِيرُ [الطويل] فاستعدَوْا عليه عثمان فحبسه. عمير بن ضابئ - يونيونبيديا، الشبكة الدلالية. روى القصّة بطولها الهيثم بن عديّ، عن مجالد وغيره، عن الشّعبي. وقال مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الجَوْهَرِيُّ في أخبار الخوارج له: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: كان عثمان يحبس في الهجاء، فهجا ضابئ قومًا فحبسه عثمان، ثم استعرضه فأخذ سكينًا فجعلها في أسفل نَعْلِه، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردَّه إلى الحبس. ]] <<من ترجمة ضابئ بن الحارث بن أَرْطَأة "الإصابة في تمييز الصحابة". >>. )) الإصابة في تمييز الصحابة.
عمير بن ضابئ - يونيونبيديا، الشبكة الدلالية
وصل لهذا المسار في 19 سبتمبر 2016
هذه الموضوعة تعبير عن بذرة بحاجة للنمووالتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. تاريخ النشر:
2020-06-04 21:02:30
التصنيفات:
بذرة, أشخاص من الكوفة, وفيات 75 هـ
ولأن الهجاء يعتبر عدوانا لفظيا، وإيذاء بالغا، نجد ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه الزواجر 2/351 يعده من الكبائر، إن كان في حق مسلم، وتُرَدُّ شهادةُ الهاجِي لفسقِه، قال: "وممن صرح بأن هجو المسلم فسق العمراني في البيان حيث قال: إن هجا مسلما فسق…، والروياني في البحر حيث قال: أما إذا آذى في شعره بأن هجا المسلمين أو رجلا مسلما فسق به لأن إيذاء المسلم محرم…". والمتتبع لسيرة الخلفاء الراشدين يجد أنهم عاقبوا على الهجاء، بل نجد عثمان بن عفان رضي عنه يقول هذه العبارة "لَو كنت فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لنزل فِيك وَحي" مستعظما ما نطق به الشاعر من هجاء للقوم الذين أحسنوا إليه فبادل إحسانهم بإساءة وهو ضابئ بن الحارث البرجمي. ومن خبره أنه كان مولعا بالصيد، ولأجل ذلك استعار من بني نهشل كَلْبا اسْمه قُرحان وَكَانَ يصيد بِهِ الْبَقر والظباء فطال مكثه عِنْده، فطلبه أصحابه فَامْتنعَ ضابئ من رد الكلب إليهم، فَرَكبُوا إليه يطْلبُونَ كلبهم حتى نزلوا عنده وأخذُوا كلبهم، فَغَضب ضابئ وهجاهم بشعر هجاء مرا بل قذف أمهم بالكلب. فقال:
تَجشّمَ نحوي وفْدُ قُرحانَ شُقة … تَظَل بِهِ الوَجناءُ وَهِي حَسيرُ
فأردَفتهُم كلْباً فراحـــــوا كَأَنَّمَا … حَباهْم بتاج الهُرمزانِ أميــرُ
وقلَدْتهم مَا لَو رميْت مُتالِــــعاً … بِهِ وَهْوَ مُغْبر لكـــــاد يَطـــير
فَيا رَاكباً إِمَّا عرضت فبلغن … أسامَةَ عني والأمورُ تـــــدورُ
فأمُّكمُ لَا تترُكُوها وكلْبَـــــكم … فَإِن عقوقَ الْوَالِدين كَبيـــــــر…
فَلَمَّا بَلغهُمْ هذا الشّعْر وَرأوا أَنه رمى أمّهم بالكلب اسْتَعدوا عَلَيْهِ عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وشكوه إليه وأسمعوه ما قال فيهم ليؤدبه.