ورواه أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن إسحاق. ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا عبيد الله بن موسى عن علي بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير وكانت النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به ، وإذا قتل رجل من النضير رجلا من قريظة ودي مائة وسق تمر. فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قتل رجل من النضير رجلا من قريظة فقالوا: ادفعوه إلينا فقالوا: بيننا وبينكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت: ( وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط) ورواه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم في المستدرك ، من حديث عبيد الله بن موسى بنحوه. تفسير قولة تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ). وهكذا قال قتادة ومقاتل بن حيان وابن زيد وغير واحد. وقد روى العوفي وعلي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس: أن هذه الآيات نزلت في اليهوديين اللذين زنيا ، كما تقدمت الأحاديث بذلك. وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد ، فنزلت هذه الآيات في ذلك كله ، والله أعلم. ولهذا قال بعد ذلك: ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين) إلى آخرها ، وهذا يقوي أن سبب النزول قضية القصاص ، والله سبحانه وتعالى أعلم. وقوله: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال البراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وابن عباس وأبو مجلز وأبو رجاء العطاردي وعكرمة وعبيد الله بن عبد الله والحسن البصري وغيرهم: نزلت في أهل الكتاب - زاد الحسن البصري: وهي علينا واجبة.
تفسير قولة تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) )
[٥]
مَعْلومَة: آيات أخرى عن الحكم بغير ما أنزل الله
جاء القرآن الكريم بالكثير من الآيات الأخرى التي تحدّثت عن الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، ومن أهم الآيات ما يلي: [٦]
قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [٧]. قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ} [٨]. قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [٩]. قال تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [١٠]. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾} [١١]. قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [١٢].
ولكنْ من استحلَّ تَرْكَ العملِ بأحكامِ القرءانِ من أجلِ قوانينَ وَضْعِيَّةٍ من صُنْعِ البشرِ فقد كَفَرَ الكُفْرَ الحقيقيَّ المُخْرِجَ من الإسلام.. قال الإمامُ أبو جعفرٍ الطَّحَاوِيُّ في (عقيدتهِ) "ولا نُكَفِّرُ أَحَدًا من أهلِ القِبْلَةِ بذنبٍ ما لم يستحلَّه " ا.. أي إلَّا إذا استحلَّه. ا من معاصي اللِّسانِ الحُكْمُ بغيرِ حُكْمِ الله أيْ بغيرِ شَرْعهِ الذي أنزلهُ على نبيِّه صلَّى الله عليهِ وسلَّم.. يقولُ الله تعالى في سورةِ المائدة { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُون}.. ا والْحُكْمُ بغيرِ ما أنزلَ الله من الكبائرِ إجماعًا دونَ الكُفْرِ الحقيقيِّ إلَّا إذا كانَ عن جُحُودٍ لأحكامِ الإسلامِ أو تفضيلِ حُكْمِ القانونِ على حُكْمِ القرءانِ أو استحلالِ الحُكْمِ بغيرِ ما أنزلَ الله. وأمَّا الآياتُ الثَّلاثُ التي في سورةِ المائدةِ { ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الكافرون} { ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الظَّالمون} ا { ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الفاسقون}.
[2]
قوله تعالى صنع الله الذي اتقن كل شي رد على
إنَّ في قوله تعالى: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ"، دليل على عظيم قدرة الله تعالى ورد على المُلحدين والمُنكرين لوجود الله تعالى، فإنَّ خلق الجبال على شكلها هذا وتسيرها في هذا الكون، دليل على وجود خالق عظيم مُتقن ومُحكم لكل ما في هذا الكون من المخلوقات، وإنَّ في الآية الكريمة إشارة إلى أحد أهوال يوم القيامة التي تحدث بعد النفخ في الصور، فإنَّ الجبال على الرغم من كبرها وسيرها إلَّا أنَّ الناس يظنونها ثابتة لا تتحرك، وذلك من إتقان خلق الله تعالى لكل شيء، والله أعلم. [3]
قدرة الله تعالى وسعت كل شيء
إنَّ قدرة الله تعالى في هذا الكون وسعت كل شيء، فهي قدرة ليس لها أي حد، وليس لها أي نهاية، لا يُعجزه شيء، وقد قال القرطبي في تفسيره:"القدرة صفة أزلية، لا تتناهى مقدوراته، كما لا تتناهى معلوماته"، وأيضًا فقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تُشير إلى عظمة قدرة الله تعالى وإعجازه في الخلق ، ومن هذه الآيات نذكر قوله تعالى: " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [4] ، والله أعلم.
تفسير قوله تعالى: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ). - الإسلام سؤال وجواب
إنها صناعةُ الله للأمة؛ رجلاً رجلاً، وقائدًا قائدًا، كما صنَع ربُّنا عز وجل رجالاتِ ذاك الزمان، من الأنبياء، والصحابة، والتابعين، فكذا يصنَعُ سبحانه في كلِّ زمان. تفسير قوله تعالى: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ). - الإسلام سؤال وجواب. يروي ابنُ كثير في " البداية والنهاية " قصةً لصناعة عالم، وهو الإمام أبو يوسف - تلميذ أبي حنيفة - رحِمهم اللهُ جميعًا، قال: توفِّي أبي وأنا صغير، فأسلمَتْني أمِّي إلى قصّار، فكنتُ أمرُّ على حلقة أبي حنيفة فأجلس فيها، فكانت أمي تتبَعُني فتأخُذُ بيدي من الحلقة، وتذهب بي إلى القصَّار، ثم كنت أخالفُها في ذلك، وأذهبُ إلى أبي حنيفة، فلما طال ذلك عليها، قالت لأبي حنيفة: إن هذا صبيٌّ يتيم ليس له شيءٌ إلا ما أُطعِمُه من مِغزلي، وإنك قد أفسدتَه علَيَّ. فقال لها: اسكتي يا رعناءُ، ها هو ذا يتعلَّم العلمَ، وسيأكل الفالوذج بدُهن الفُسْتق في صحون الفيروزج، فقالت له: إنك شيخٌ قد خرفتَ. قال أبو يوسف: فلما وليتُ القضاء - وكان أول من ولاه القضاء الهادي، وهو أولُ مَن لقِّب قاضي القضاة، وكان يُقال له: قاضي قضاة الدنيا؛ لأنه كان يستنيبُ في سائر الأقاليم التي يحكُم فيها الخليفة - قال أبو يوسف: فبينا أنا ذاتَ يوم عند الرشيد إذ أُتِي بفالوذج في صَحن فيروزج فقال لي: كُلْ من هذا؛ فإنه لا يُصنَع لنا في كل وقت.
صنع الله الذي اتقن كل شيء | مصراوى
واسال الله الكريم الحليم رب العرش العظيم ان يجعل عملي هذا خالص مبارك لوجهة الكريم وسلطانة العظيم الاوسمة لهذا الموضوع لماذا,
ماهي,
أنواع,
مضاعفات,
الله,
الاعضاء,
التي,
الخبراء,
الوقت,
الكريم,
تصميم,
بهذه,
تكون,
خلال,
يمكن,
يكون,
صغيرة,
علية,
عنها,
واحد معاينة الاوسمة
خلق الزرافة قال الله تعالى: ﴿صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل:88] ، وقال سبحانه: ﴿مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ﴾ [الملك:3]. إنّ الزرافةَ هي ذلك الحيوانُ الذي يُعَدُّ من أطولِ الحيوانات قامةً، طولُها يزيدُ على ستة أمتار، هذا الحيوان من أشدِّ المخلوقاتِ تيقظاً وخفةً، زوَّدَها اللهُ بعينين جاحظتين، تستطيعانِ أنْ تَرَيَا ثلاثمئة وستين درجةً، وهي واقفةٌ رأسُها كالبرج، وعيناها تجوسانِِ الأفقَ كلَّه من كلِّ الزوايا، وتزنُ طناً واحداً، وإذا عَدَتْ تجازوتْ سرعتُها الستينَ كيلومتراً في الساعة. صنع الله الذي أتقن كل شيء. لها رغامى تُعَدُّ أطولَ رغامى في الكائنات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، رغامتها تزيدُ على مترٍ ونصفٍ، رأسُها ضخمٌ. أريدُ من هذا الموضوع شيئاً واحداً، أنّ هذا الرأسَ الضخمَ، وهذه الرقبة الطويلةَ التي تزيدُ على مترين إذا أرادتْ أنْ تضعَ رأسها في الأرض لتأكل ممّا عليها ينهمرُ الدمُ كلُّه إلى رأسها، فإذا تدفّق الدمُ إلى رأسها احتقنتْ شرايينُ الدماغ، فإذا رأسها فجأةً فلا بد أنْ تصابَ بالدُّوَارِ، والإغماءِ قطعاً، لذلك جهَّزَها اللهُ بآليةٍ عجيبةٍ حَيَّرتِ العلماءَ، شرايينُ رأسِ هذه الزرافةِ من طبيعةٍ خاصّةٍ، لهذه الشرايينِ عضلاتٌ إذا جاءها الدمُ تتّسع بفعلِ انبساطها حتى تستوعبَ جميع الدم الذي جاء إلى الرأس بفعل الجاذبية.