أخرجه مسلم في صحيحه، ولا ينبغي لأمك أن تطلب منك ذلك، ويحسن أن تبيني لها هذا الأمر بلطف. وأما حكم هذه اليمين فإن كانت أمك أكرهتك عليها فلا تنعقد لأن من شروط انعقاد اليمين الاختيار، لحديث: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وابن حبان والدارقطني والطبراني والبيهقي ، وحسنه النووي رحمه الله تعالى. ما كفاره الدعاء على النفس في وقت الغضب ؟؟ - عالم حواء. وعلى هذا جمهور العلماء، خلافاً لأبي حنيفة، قال ابن قدامة في المغني: ولا تنعقد يمين مكره. وبه قال مالك، والشافعي، وقال أبو حنيفة: تنعقد، لأنها يمين مكلف، فانعقدت، كيمين المختار، ولنا ما روى أبو أمامة، وواثلة بن الأسقع، أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ليس على مقهور يمين. ولأنه قول حمل عليه بغير حق، فلم يصح ككلمة الكفر. والإكراه المعتبر هو الإكراه الملجئ بالتهديد بالضرب أو نحوه مما يتأذى منه عادة، وإن كانت لم تكرهك وإنما طلبت منك ذلك وشددت عليك في القول ولو أنك خالفت أمرها لما أوقعت بك العقوبة فلست بمكرهة ويمينك منعقدة وعليك كفارة للمخالفة، وكفارة اليمين قد بيناها في فتاوى سابقة فراجعي في ذلك الفتوى رقم: 204 ، والفتوى رقم: 17345. وأما هل سينزل الله العقوبة بك لكونك خالفت ما حلفت عليه؟ فالجواب: أننا نرجو أن لا يقع ذلك، فأكثري من دعاء الله تعالى، فإن الدعاء من الأسباب الدافعة للبلاء، ونحذرك من عقوق أمك ومخالفتها إذا أمرتك بفعل شيء ليس فيه معصية لله عز وجل.
كفاره الدعاء علي النفس حرام
السؤال: إذا دعا الإنسانُ على نفسه - في قلبه - بقصدٍ، أو بدون قصدٍ، بدون أن يتلفَّظ به، فهل يستجيب الله لهذا الدعاء؟ أُعاني من هذه المشكلة، فهل يعدُّ هذا من حديث النفس الذي لا يُحاسِب الله عليه؟ وهل هذا وِسواسٌ؟ غالبًا ما يصيبُني في الصلاة، وعند الأكل والشرب، حتى إنني إذا أتيت أشرب عصيرًا - مثلًا - يقول لي: ادعُ على نفسك أنك إذا شربت هذا العصير، يصيبك الله ببلاءٍ، ونفسُ الحال مع الأكل، وأحيانًا أدعو على نفسي في قلبي، وخوفي مِن أن يستجيبَ اللهُ لدعائي!
قال الحافظ في الفتح: قال ابن المنذر: اختلف فيمن قال أكفر بالله ونحو ذلك إن فعلت كذا، ثم فعل، فقال ابن عباس وأبو هريرة وعطاء وقتادة وجمهور فقهاء الأمصار لا كفارة عليه، ولا يكون كافراً إلا إن أضمر ذلك بقلبه، وقال الأوزاعي والثوري والحنفية وأحمد وإسحاق وهو يمين وعليه الكفارة، قال ابن المنذر والأول أصح لقوله: من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ولم يذكر كفارة. انتهى
ولا يلزمك الوفاء بالنذر في قولك: وكنت أعلق قسمي على أن أصوم شهوراً أو سنوات إن أنا خضعت للوسواس وكنت أنذر الصوم لمدة طويلة. لأن هذا النذر يسمى نذر اللجاج وهو الذي يخرج مخرج اليمين، بأن يمنع نفسه أو غيره به شيئاً أو يحث به على شيء. كفاره الدعاء علي النفس حرام. والإنسان يخير فيه بين فعل ما نذر وبين كفارة يمين وهذا هو مذهب ا لشا فعي ، ومشهور مذهب أحمد، وإحدى الروايتين عن أبي حنيفة، وهو الراجح. والحاصل أن عليك الابتعاد عن الدعاء على النفس وعليك بالإقبال على دعاء الله، نسأل الله سبحانه أن يفرج همك وغمك ويعجل لك بالشفاء إنه أكرم مسؤول. والله أعلم.
ولم أجد في استجابة له خيرا من أن أبدأ بالمقدمة التي أسلفت، والتي قاربت عناصرها بين طرفي الأمل والعمل في حياتي. وحقيقة لم يفارقني الأمل أن أبدأ مع كل فكرة أو خاطرة، وكم كان ينهرني حين أتوقف لبرهة عن عمل في يدي، وكأنه يقول «الأمل يا صالح وحده ما يؤكّل عيش، اعمل لاستمر في داخلك يافعا مزدهرا، اعمل لتحقق ما تأمل، وأتقن ما تعمل». وكنت دائم الاستجابة لندائه، حتى غدا الإتقان همي، وصار عبئا على كل من تشرفت بالعمل معهم وعملوا معي. ولا أعني بالإتقان أني أمسيت عارفا أو خبيرا، لدرجة أنني أقرر الإتقان فأجده حاضرا بين يدي، ولكنني تعلمت أن الإتقان هو وليد عشرات التجارب وأنه الصديق المخلص لكل محارب، ومثلي (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). وتعلمت أن النية الصالحة مع الإتقان هي التي تجلب الخير، وعلى قدر النوايا تكون العطايا. على قدر النوايا تكون العطايا - ملتقى الشفاء الإسلامي. لذا أقول لأبنائي وبناتي وللأحفاد حتى: ضعوا النية الحسنة في قلوبكم، وترجموها إلى أفعال، وسيتولى الله جميع أموركم، وتجاهلوا ثلاثا: «سمعت - وقالوا - ويقولون». وكم أغبط هذه الأجيال المتلاحقة على كل ما يتوفر لهم منذ حين، من مصادر ونظريات تعج بها قاعات الدرس، وبطون الالكترون. ولكني ما زلت مصرا على أن التجارب الشخصية تبقى مصدرا موثوقا للمعرفة واكتساب الخبرات، ويعلم الله أنني ما زلت متدرجا في الإحاطة بكل جديد ومفيد، ذلك أنه فوق كل ذي علم عليم.
على قدر النوايا تكون العطايا - ملتقى الشفاء الإسلامي
- أصلح ما في قلبك؛ ينزل الله عليك السكينة، ويفتح لك الأبواب ويحميك، مهما ظهر الأمر بخلاف ذلك، يقول الحق سبحانه: { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا}[الفتح:18، 19]. النية الصالحة تفتح أبواب الخير والتوفيق والمعونة:
- من أوجد نية الخير في قلبه أعانه الله على عمله، وفتح له من أبواب التوفيق والتيسير على قدر نيته، يقول سبحانه: { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ}[الأنفال:23]. على قدر النوايا تكون العطايا لذا ضع نية الخير في قلبك وسيتولى الله امرك. . . تتف - فكس 🇦🇪 Fex. - والله لا يضيع صدق النوايا ولو خفيت عن عباده، فأرح قلبك مهما أُسيئت بك الظنون، وإياك أن تدخل في نوايا الناس فلا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، يقول الله تعالى: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا}[الإسراء:25]. - كتب سالمُ بنُ عبد الله إلى عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ-رحمهم الله جميعاً- في بداية خلافته: "فإن نويت الحقَّ وأردته أعانك الله عليه، وأتاحَ لك عُمَّالا، وأتاك بهم من حيث لا تحتسب، فإنَّ عونَ الله على قدر النية؛ فمن تمَّت نيتُه في الخير تمَّ عونُ الله له، ومن قَصُرَت نيتُه قصر من العون بقدر ما قصر منه" أخرجه أحمد في كتاب الزهد.
على قدر النوايا تكون العطايا لذا ضع نية الخير في قلبك وسيتولى الله امرك. . . تتف - فكس 🇦🇪 Fex
وفي قصة أصحاب الجنة الذين أضمروا النيةَ بحرمان المساكينِ فعاقبهم الله، فتحولت بَساتينُهم إلى سواد وجناتهم إلى رماد يقول سبحانه: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}[القلم:17ـ20]. اللهم أصلح لنا النيات، وحقق لنا الأمنيات، وبلغنا الغايات في أعلى الجنات. اللهم أصلح نوايانا، وأكرم عطايانا، واجعلنا من عبادك المحسنين.
وهذا ما ينبغي أن نعتقده اعتقاداً جازماً، وإلا لما أصبح بيل جيتس أو ستيف جوب أغنياء رغم بعدهم عن الله، ذلك لأنهم أخذوا بأسباب الرزق التي لم يحجب الله آثارها عن الفاجر والكافر،
فكيف أنت أيها المسلم المؤمن بالله؟
وهنا تحضرني قصة عن ثلاثة كانوا محدودي الدخل فسأل بعضهم بعضا عن أمانيهم، فكانت أمنياتهم بسيطة متواضعة، عدا واحدًا منهم كان غريبا، جعل من نفسه طُرفة كما يعتقدون، إذ قال: أتمنى أن أصبح سلطاناً، وشاء القدر أن يسهل الله له السبل حتى تزوج بنت السلطان وورثه في الحكم. واترك لكم نسج بقية القصة كما تشاؤون، وقد قِيل: "وعلى نياتكم ترزقون"، وإن كانت ليست حديثا إلا أن معناها صحيح مستمد من الأدلة الشرعية. وعودةً إلى المثل:"المكتوب على الجبين تراه العين"، حتى لا أترك علامة استفهام لدى البعض، إن الله عالم الغيب، الغيب المطلق الذي لا يخفى عنه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو أعلم بتصرفات من خلق ويعلم ما سيقترف من أفعال، وكل ذلك كُتب عنده مسبقاً، لكنه قد جعل لنا إرادة واختيارا، فلم يجبرنا على الإيمان أو الكفر، ولم يجبرنا كذلك على السعي أو التقاعس، وقد يرزقنا الله من حيث لا نحتسب بأن يسوق لنا الأرزاق هدية منه دون عناء إن سعينا إلى رضاه جل في علاه، خاصة إذا عجز الإنسان عن التكسب.