وقد ضرب لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أروع الأمثلة في قيامه بمثل هذه الأمور؛ حيث كان أول الناس امتثالاً لما يأمر به، وأول الناس انتهاءً عما ينهى عنه، قال فيه ربه -سبحانه وتعالى- {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، كما حثّ الأمة على التأسي به - صلى الله عليه وسلم- فقال -سبحانه-: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. حرص النبي - صلى الله عليه وسلم- على تبليغ الرسالة ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حريصًا كل الحرص على أن يُبلّغ رسالة ربه، فما من خير يعلمه لأمته إلا ودلّها عليه، وما من شر يعلمه إلا وحذّر أمته منه، فكان لزاما على المسلم أن يعرف ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا سيما في سيرته العطرة التي تُعد ترجمة عملية لأقواله الشريفة - صلى الله عليه وسلم-، فإن الأوامر والنواهي والمندوبات والمكروهات التي بيّنها النبي - صلى الله عليه وسلم- في أقواله، ترجمها لنا عمليا في أفعاله من خلال سيرته - صلى الله عليه وسلم. الحث على الخلق الكريم لا شك أن النصوص كثيرة في الحث على الخلق الكريم، وعلى التحلي بالأخلاق والحرص عليها؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حديثه -صغُر مبناه لكن عظُم معناه- ما يدلنا على أهمية الأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»!
- خطبة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
- إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه مالك
- انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق حديث صحيح
- قصيده عن السفر والتخزين
- قصيده عن السفر لها
خطبة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
الخلق مقياس الإيمان عند الإنسان:
ومادام النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
من هنا قال عليه الصلاة والسلام في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ:
(( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا))
[الترمذي عن أبي هريرةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
فإذا أردت مقياساً لإيمانك فهو خلقك، وحينما تمثَّل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بالأخلاق الفاضلة رفرفت راياتهم في المشرقين، وحينما فهِم المسلمون الدين صوماً، وصلاةً، وحجاً، وزكاةً ليس غير، تراجعوا وغُزوا في عقر دارهم. لمزيد من الفائدة بالمصدر:
إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه مالك
وأشار حسان إلى أن العبادات في الإسلام لم تقتصر على الشعائر التعبدية المعروفة من صلاة وزكاة وصوم وحج، بل تشمل كل حركة وكل عمل ترتقي به الحياة ويسعد به الناس.. ولابد للصائم أن يصوم الجوارح عن كل ما حرمه الله (عز وجل) موقنًا أن الله سبحانه يحاسب على النية وليس على الكمية ، فغاية الصيام أن تتحقق التقوى في نفس العبد المؤمن، حيث يقول الله (عز وجل): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". من جانبه، أكد الشيخ إسلام النواوي أن شهر رمضان هو شهر الغنيمة والفوز بمضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات شهر العمل وليس الكسل والخمول وإهمال الواجبات، فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنية والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصدق الحديث أداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهد ومن العبادات أيضا القيام بقضاء حوائج الناس والسعي على مصالحهم خاصة في المصالح الحكومية، فالصوم لا يعوق المرء عن أداء واجبه وعمله حيث إن العمل عبادة وقد يكون فريضة فالعمل حق من حقوق الخلق لابد للمسلم أن يؤديه.
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق حديث صحيح
وأفاد بأنه إذا نظرنا إلى الصلاة مثلا فإنها ليست مجرد عدد من الركعات يؤديها المسلم وينتهي الأمر عند خروجه من المسجد، ولكنها من أقوى العبادات التي تقوي صلة العبد بربه، وتعود المسلم على النظام وضبط الوقت، وتبعده عن ارتكاب المعاصي، وتطهره من سوء القول وسوء العمل.
والإنسان الذي عنده معاص وشر وفسوق يمشي مع من يكون على شاكلته. وهذا عدي بن حاتم كان من نصارى العرب - رضي الله عنه - فلما أسلموا جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- واستضافه، يقول: في الطريق لقيته امرأة عجوز، يقول عدي: فوقف النبي معها طويلا، فعلمت أن هذا خلق نبي. قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وفي قصة الأعرابي الذي دخل المسجد فبال في ناحيته دليل واضح على حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم- وحسن خلقه، فقد فقام الصحابة -رضي الله عنهم- ليقعوا به -يريدون ضربه- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: دعوه، لا تذرموه -أي لا تقطعوا عليه بوله- فلما فرغ، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا هذا، إن هذه المساجد لم تُبن لمثل هذا وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن». فلما رأى حُسن تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم- معه قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا؛ فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال: «لقد حجّرت واسعا». فهذا يدل على حُسن تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الجاهل الذي أخطأ ولم يعنّف عليه ولم يؤذه. إنما بُعثت لأتمــــم مكــــارم الأخــــلاق. حديث معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه وهذا معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - يقول: صليت مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم- فعطس رجل من القوم؛ فقلت يرحمك الله؛ فرماني القوم بأبصارهم؛ فقلت واثكل أمياه!
الأخلاق في الإسلام
الإسلام دين السَّلام والعدل والمحبة بغض النظر عن كل الإشاعات التي تدور حوله ولكنّ المسلمين في هذه الأيام تعاملوا مع الدين بطريقة خاطئة جعلت الناس تنفر منه وتظنه ينادي بالوحشية والهمجية، وخير الأمثلة على أن الإسلام دين أخلاق وسلام هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي محمد في أخلاقه آية لكل من هم حوله، فكل من تعامل معه من المؤمنين بدينه وغير المؤمنين شهد له بالصدق والأمانة والعدالة والخير [١].
عبدالحليم الطيطي
قصيده عن السفر والتخزين
لو أكتب به لإرضائك … وخفق الروح لن يجزي … عبيرأ فاح بعطائك… أمي الغالية: خلق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور.. تشرق الشمس.. لتلف بدفئها الصحاري والبحور.. توجد الفراشات دائمأمع أرق الورود والزهور.. أماه يابحري.. أجمل كلام عن السفر - موضوع. وشمسي.. وباقة زهوري.. أحتاجك دومأ أحبك للأبد __________________
كثر ماعشت أنا الفرحه بقربك واضحكت لي عين وكثر ماعشت متهني وكثر ماابتسمـت اشفاتـي
وكثر ماقلت فـي حبـك قصايـد جمّعـت قلبيـن أشوف الوقت من دونك جمـع همـي ومعاناتـي
غدا وقتي مثـل ليـلٍ طويـلٍ ماانتهـى للحيـن سواده امتلـى بصـدري وسالـت منـه دمعاتـي
حشا من يوم ماغبتي وربي ماغفـت لـي عيـن طغى همي على عيوني ولعب في حسبتي وذاتي!!
قصيده عن السفر لها
نُسَافِرُ في عَرَبَاتِ المَزَامِيرِ، نَرْقُدُ فِي خَيمْةِ الأَنْبِيَاءِ، ونَخْرُجُ مِنْ كَلِمَاتِ الغَجَرْ نَقِيسُ الفَضَاءَ بِمِنْقَارِ هُدْهُدَةٍ، أَو نُغَنِّي لِنُلْهِي المَسَافَةَ عَنَّا، وَنَغْسِلُ ضوءَ القَمَرْ طَوِيلٌ طَرِيِقُكَ فَاحْلُمْ بِسَبْعِ نِسَاءٍ لِتَحْمِلَ هَذَا الطَّرِيقَ الطَّوِيلْ عَلَى كَتِفَيْكَ. وَهُزَّ لَهُنَّ النَّخِيلَ لِتَعْرِف أَسْمَاءَهُنَّ وَمِنْ أَيِّ أُمَّ سَيُولَدُ طِفْلُ الجَليلْ لَنَا بَلَدٌ مَنْ كَلاَم. تَكَلَّمْ تَكَلَّمْ لأُسْنِدَ دَرْبِي عَلَى حَجَرٍ مِنْ حَجَرْ لَنَا بَلَدٌ مِنْ كَلاَم. تَكَلِّمْ تَكلَّمْ لِنَعْرِفَ حَدّاً لِهَذَا السَّفَرْ! قصيدة نسر على ارتفاع منخفض ويقول درويش أيضاً: قال المسافرُ في القصيدة للمسافر في القصيدة: -كم تبقَّي من طريقكَ؟ ـ كُلُّهُ ـ فاذهبْ إذاً، واذهبْ كأنَّكَ قد وصلتَ... قصيده عن السفر والتخزين. ولم تصلْ ـ لولا الجهات، لكان قلبي هُدْهُداً ـ لو كان قلبُــكَ هدهداً لتبعتُهُ ـ مَنْ أَنتَ؟ ما اسمُكَ؟ ـ لا اسمَ لي في رحلتي ـ أأراك ثانيةً؟ ـ نعم. في قِمَّتَيْ جَبَــلَيْن بينهما صديً عالٍ وهاويةٌ.. أراكَ ـ وكيف نقفز فوق هاويةٍ ولسنا طائِرَيْنِ؟ ـ إذنْ، نغني: مَنْ يرانا لا نراهُ ومَنْ نراهُ لا يرانا ـ ثم ماذا؟ ـ لا نغنِّي ـ ثم ماذا؟ ـ ثم تسألني وأسألُ: كم تبقَّي من طريقكَ؟ ـ كُلُّهُ ـ هل كُلُّهُ يكفي لكي يَصِلَ الـمُسَافِرُ؟ ـ لا.
قصيدة جواز سفر يقول محمود درويش: لم يعرفوني في الظلال التي تمتصُّ لوني في جواز السفرْ وكان جرحي عندهم معرضاً لسائح يعشق جمع الصور لم يعرفوني، آه... لا تتركي كفي بلا شمسٍ، لأن الشجر يعرفني... تعرفني كل أغاني المطر لا تتركيني شاحباً كالقمر! كلُّ العصافير التي لاحقتْ كفى على باب المطار البعيد كل حقول القمح، كل السجونِ، كل القبور البيض كل الحدودِ، ل المناديل التي لوَحتْ، كل العيونِ كانت معي، لكنهم قد أسقطوها من جواز السفر! قصيده عن السفر اليها. عارٍ من الاسم، من الانتماءْ؟ في تربة ربَّيتها باليدينْ؟ أيوب صاح اليوم ملء السماء: لا تجعلوني عبرة مرتين! يا سادتي! يا سادتي الأنبياء لا تسألوا الأشجار عن اسمها لا تسألوا الوديان عن أُمها من جبهتي ينشق سيف الضياء ومن يدي ينبع ماء النهر كل قلوب الناس... جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر! قصيدة نسافر كالناس يقول محمود درويش في قصيدة أخرى: نُسَافِرُ كَالنَّاسِ، لَكِنَّنا لاَ نَعُودُ إلَى أي شَيْءِ... كَأَنَّ السَّفَرْ طَرِيقُ الغُيُومِ. دَفَنَّا أَحِبتَّنَا فِي ظِلاَلِ الغُيُومِ وَبَيْنَ جُذُوعِ الشَّجَرْ وَقُلْنَا لِزَوْجَاتِنَا: لِدْنَ مِنَّا مِئَات السَّنِين لِنُكملَ هَذَا الرَّحِيلْ إِلَى سَاعَةٍ مِنْ بِلادٍ، وَمِتْرٍ مِنَ المُسْتَحيلْ.