ولنعد الآن إلى جانب آخر من حياته فنقول: انه اختص بالأشراف أمراء مكة المكرمة فلقد مدحهم ومجدهم بقصائده وقربوه فأصبح نديما لهم لايكاد يفارقهم ونال جوائزهم كما أن جل قصائده فيهم كانت بالشعر النبطي وبعضها بالفصيح إذ أنه ممن أجاد النوعين وبرع فيهما. هذه نبذه عن الشاعر بديوي الوقداني رحمه الله تعالى المتوفى سنة (1296هـ) وسنه عند وفاته كان (52) سنة فهو لم يعمر طويلاً ولو أن الله سبحانه وتعالى أمد في عمره لكان عطاؤه أكثر ولكنها الآجال وأقدار العباد فلكل أجل كتاب.
- )*( ألشاعر الفذ بـــديوي الوقداني)*(
- رائد الشعر النبطي بديوي الوقداني رحمه الله – صحيفة البلاد
- شرح حديث العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ
- ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ - إقرأ يا مسلم
- معنى العبادة في الهرج | المرسال
)*( ألشاعر الفذ بـــديوي الوقداني)*(
ومن حدة ذكائه وسرعة بديهته أنه دخل مرة على ابن عون وكان عنده بعض القناصل الأجانب فطلب منه ابن عون مرافقتهم لمشاهدة بعض الضواحي، وكان الوقداني يكره رؤية هؤلاء وابن عون يعرف ذلك، وتقديراً للشريف استسلم الشاعر ونفذ الأمر. رائد الشعر النبطي بديوي الوقداني رحمه الله – صحيفة البلاد. وعندما عاد من الجولة سأله أحدهم: «مالي أراك تقنصلت يا بديوي؟» فأجاب: «القدم يتبع الراس»، فنقل ذلك لابن عون. فلما زاره بديوي في اليوم التالي سأله: ماذا قلت ؟ قال ارتجالاً:
فأعجب ابن عون من رده
رحم الله بديوي الشاعر المدرسة الذي نقل إلينا عبر شعره صوراً عن المجتمع الذي عاش قبل ما يزيد عن مائة وثلاثين عاماً. وتجربة الشاعر أغزر مما أوردنا من نماذج، والاطلاع عليها أيسر من الاطلاع على تجارب آخرين لأنه نشأ في بيئة احتفظت بكثير من شعره، ولأن شعره جدير بالعبور إلى الحاضر والمستقبل. 18-02-2009, 11:48 AM
سعد الحامد
ابو عبدالرحمن
شقراء 1
بارك الله فيك
ورحم الله الشاعر بديوي ، شاعر الحكمة
لك كل التقدير
رائد الشعر النبطي بديوي الوقداني رحمه الله – صحيفة البلاد
كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه.
)*( ألشاعر الفذ بـــديوي الوقداني)*(
بديوي الوقداني العتيبي. من فطاحلة الشعر الشعبي في اواخر القرن الثالث عشر الهجري له
الكثير من القصائد الحسان. والشاعر لم يقتصر شعره على الشعر الشعبي او العامي بل نظم
شعرا فصيحا بعد أن تعلم القراءة وشيئا من النحو الا انه وحسب رأيي
الشخصي في شعره الشعبي كان احسن سبكا واجزل عبارة واعمق
معنى من شعره الفصيح. ومن اروع قصائده.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد آية 10: "لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَل"، وإن الهجرة بهذا الأجر العظيم لا تتجلى فقط من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، وإنما هجرة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا فقد قال كهجرة إلي، فإن عبادة الإنسان في الهرج لها أجر عظيم لأن هذا الإنسان يعيش في زمن يتخلله:
في زمن الفتن واختلاط الأمور. الزمن الذي تكثر فيه الشهوات. فيه خفاء كثير من الأحكام على الناس. ففي الوقت الذي يسيطر فيه الاضطراب والجها يتمكن هذا المؤمن من معرفة الله وعبادته، حيث أن الناس في هذه البيئة ينشغلون عن العبادة، حيث أن عقولهم تغيب ويعيشون في غفلة، ولهذا فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ". أما الشق الثاني الذي سنتطرق إليه هو العبادة وقت الغفلة وانتشار المعاصي:
حيث أن نبينا عليه الصلاة والسلام أوضح بأن العبد إذا ترك العبادة في أوقات الغفلة غدا كعامة الناس أي من الغافلين، فقال رسولنا الكريم: "شهر يغفل الناس عنه". قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله: «وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن»، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم».
شرح حديث العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ
قال ابن العربي: وجْه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرِّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعَت الفتن تعيَّن على المرء أن يفرَّ بدينِه من الفتنة إلى العبادة، ويَهْجُر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة". في رحاب التوجيه النبوي
- ارتقت العبادة في زمن الغفلة والفتنة إلى المنزلة الرفيعة للهجرة لأسباب متعددة؛ ذكرها الأئمة في شروحهم للحديث، نورد منها ما يلي:
السبب الأول: أن الناس يَغْفُلون عنها ويَشْتَغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد، كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله. السبب الثاني: أن الناس في زمن الفتن يتَّبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين؛ فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم مَن يتمسَّك بدينِه ويعبد ربَّه، ويتَّبع مراضيه، ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة مَن هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله. السبب الثالث: أن المتمسك في ذلك الوقت، والمنقطع إلى العبادة، المنعزل عن الناس، أجرُه كأجر المهاجر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لأنه ناسبه من حيث إن المهاجر فرَّ بدينه ممن يصده عنه للاعتصام بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكذا هذا المنقطع للعبادة فرَّ من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة ربه، فهو في الحقيقة قد هاجر إلى ربه، وفرَّ من جميع خلقه، كما ذكر ذلك الإمام القرطبي رحمه الله.
ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ - إقرأ يا مسلم
ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ أما أسباب نشوء فضيلة العبادة وظهورها في زمن الفتنة فتتمثل في مجاهدة العبد لطاعة ربه سبحانه وتعالى وأسباب قيام فضيلة العبادة وظهورها في زمن التجربة، عندما يشتت الآخرون بمشاكل تافهة واهتمامات دنيوية، يكون العبد وحده، وقليل من العبيد يستعيذون بالله تعالى ويلجأ إليه لأن طريق الله لا يعرفه إلا المتقين. فضل العبادة في مواطن الغفلة
يوجد الكثير من الفضائل المتعلقة بالعبادة وذلك فيما يتعلق بمواطن الغفلة وهي:
العبادة في الهرج أمر ليس بالسهل، لأن الله تعالى لم يخلق الخلق والجن إلا ليعبدون ويوحّده ويذكره في كل وقت وفي كل مكان، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم، وكل ما عدا ذلك إهمال وفساد شديد، فالهدف الحقيقي للوجود البشري هو عبادة الله تعالى. إضافة إلى أن فضيلة العبادة في الهرج يرمز إليها في صعود الإنسان إلى مكانة عالية وكرم كبير، كالذي انتقل إلى رسول الله وأدى العمرة. العبد المطيع مثل المحارب والمقاتل الذي يمسك بإيمانه وكأنه وقع في فحم ملتهب، في زمن انتشرت فية الخمور والنساء والقمار والكثير من المتعة. لأن أعظم الجهاد هو جهاد النفس وجهاد الشهوات، فمن يغفر لنفسه وحسن معاملته ولا يظلم نفسه ولا أحد ولا يغري بالإغراءات الباطلة والضعيفة بكون منصبه عظيمًا، أجره عظيم كالمجاهدين، لأن أعظم الجهاد جهاد الروح.
معنى العبادة في الهرج | المرسال
فيتذكر الإنسان هذا المعنى في مثل هذه الأيام؛ العبادة في الهرج كالهجرة إلى النبي ﷺ، وكلام أهل العلم في هذا المعنى كثير، وما ذكرته يقرب غيره، ويجمعه بإذن الله ويتضمنه. أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجنبنا وإياكم مضلات الفتن، وأن يرحمنا ويجبر كسرنا ويلطف بنا وبإخواننا المسلمين، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد. انظر: لسان العرب (2/389)، وتاج العروس (6/275). أخرجه البخاري، أبواب الاستسقاء، باب ما قيل في الزلازل والآيات، برقم (1036)، وبرقم (7061)، كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، برقم (157). أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب فضل العبادة في الهرج، برقم (2948). لطائف المعارف لابن رجب (ص: 132). انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/309).
وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، هي من العبادة لله. وذلك أن العبادة لله هي: الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خَلَق الخلق لها، كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، وَبهَا أرسل جَمِيع الرُّسُل، قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25). فمهمَّتنا في هذه الدنيا، ورسالتنا العظمى: أن نحقِّق العبودية لله وحده؛ من توحيده، وعبادته بما افترضه علينا من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر... إلخ. والعبادة أصل معناها الذل أيضًا، يقال: طريق معبَّد، إذا كان مذلَّلاً، قد وَطِئته الأقدام، لكنَّ العبادة المأمور بها: تتضمَّن معنى الذل، ومعنى الحب؛ فهي تتضمَّن غاية الذل لله، بِغَاية المحبَّة له، نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على طاعته وعبادته ومحبته، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.