بقلم |
أنس محمد |
الاثنين 31 يناير 2022 - 10:51 ص
يقول الله تعالى في سورة النساء: "﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾. من العادات المنتشرة بين الناس في الوقت الحاضر، دون حساب جدواها وأثرها على المجتمع، النجوى، ولقد وصف الله عز وجل بأن النجوى كلها لا خير فيها إلا إذا كانت لصدقة أو إصلاح بين الناس أو أمر بمعروف، فأكثرها من أفعال الشيطان الرجيم يزين ذلك الفعل الشنيع ليحزن به أهل الإيمان؛ كما قال من يعلم السر والنجوى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة المجادلة(10). فالنجوى وهي المسارة حيث يتوهم مؤمن بها سوءاً: {مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني إنما يصدر هذا من المتناجين عن كوسواس شيطاني {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ليسوءهم وليس ذلك بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، ومن أحس من ذلك شيئاً فليستعذ بالله وليتوكل على الله.
لا خير في كثير من نجواهم | موقع البطاقة الدعوي
وقال الأستاذ هنا: إن الكلام في الذين يختانون أنفسهم ويستخفون من الناس ، ولا يستخفون من الله ، ومعناه أن الغالب عليهم الشر ، فهو الذي يجري في نجواهم لأنه أكبر همهم وذكر مسألة الاستثناء ثم قال: إن النكتة في ذكر الكثير هنا هو أن من النجوى ما يكون في الشئون الخاصة كالزراعة والتجارة مثلا فلا توصف بالشر ، ولا هي مرادة من الخير ، [ ص: 331] وإنما المراد بالنجوى الكثيرة المنفي الخير عنها النجوى في شئون الناس; ولذلك استثنى الأمور الثلاثة التي هي مجامع الخير للناس اهـ.
وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد اللّه أن يخفف عن نبّيه عليه السلام، فلما قال ذلك جبن كثير من المسلمين، وكفوا عن المسألة، فأنزل اللّه بعد هذا: { أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} فوسع اللّه عليهم ولم يضيق. وقال قتادة ومقاتل: سأل الناس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، ففطمهم اللّه بهذه الآية، فكان الرجل منهم إِذا كانت له الحاجة إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها، حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم، فأنزل اللّه الرخصة بعد ذلك: { لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. اقرأ أيضا: رمضان فرصتك لذكر الله.. اغتنمه قبل الرحيل
الم نشرح لك صدرك صوت جميل مكرره #مولانا_كورتش - YouTube
الم نشرح لك صد ووضعنا عنك
نت – " وهو موقع عربي لـ تحميل كتب الكترونية PDF مجانية بصيغة كتب الكترونية في جميع المجالات ، منها الكتب القديمة والجديدة بما في ذلك روايات عربية ، روايات مترجمة ، كتب تنمية بشرية ، كتب الزواج والحياة الزوجية ، كتب الثقافة الجنسية ، روائع من الأدب الكلاسيكي العالمي المترجم إلخ … وخاصة الكتب القديمة والقيمة المهددة بالإندثار والضياع وذلك بغية إحيائها وتمكين الناس من الإستفادة منها في ضل التطور التقني...
الم نشرح لك وسع صدرك Mp3
ألم نشرح لك صدرك ( صوت رائع) مولان كرتيسي - YouTube
قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. 3 - قال ابن القيم في بدائع الفوائد (2/155): «المعرف وإن تعدد ذكره واتحد لفظه فهو شيء واحد بخلاف المنكر، ومن فهم هذا فهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يغلب عسر يسرين»، فإنه أشار إلى قوله تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا». الم نشرح لك صدرك لقضاء الحاجة. فالعسر وإن تكرر مرتين فتكرر بلفظ المعرفة فهو واحد، واليسر تكرر بلفظ النكرة فهو يسران، فالعسر محفوف بيسرين: يسر قبله، ويسر بعده، فلن يغلب عسر يسرين». وقد نظم الإمام السيوطي هذا المعنى بقوله كما في «عقود الجمان»:
ثم من القواعد المشتهرة إذا أتت نكرة مكرَّرة تغايرت، وإن يعرَّف ثاني توافقا، كذا المعرفان
فالعسر في الآية مكرر بلفظ التعريف فكان عسرا واحدا، واليسر مكرر بلفظ التنكير فكانا يسرين، فكأنه سبحانه قال: «فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» آخر.