مهما كان من الحكمة ، فهو لن يتنبأ بالجحيم الذى نعايشه فى القرن العشرين. القرآن يتكلم بصوت أكبر من صوت محمد " عليه الصلاة والسلام ". ************
لقد انقشع الظلام … وها أنا هنا فى ساحة المسجد النبوى ، والمضاء بمصابيح بالغاز المعلقة على الأعمدة بالأروقة. يجلس الشيخ " عبد الله بن بلهيد " ورأسه محنية على صدره ، وعيناه مغمضتين. من لا يعرفه يظن أنه نائم ، ولكنى أعرفه ، وأعلم أنه يستمع إلى بكل حواسه وخبرته فى الرجال ، ويحاول أن يزن كلامى ويضعه موضعه. حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ-آيات قرآنية. وبعد فترة طويلة فتح عينيه ورفع رأسه: وحينئذ ، ماذا فعلت ؟؟؟ من الواضح ياشيخ بحثت عن صديق لى مسلم ، كان هنديا ، رئيسا لمجموعة مسلمة فى برلين ، وقلت له أننى أريد اعتناق الإسلام. مد يديه فى اتجاهى ، فوضعت يديى فيهما ونطقت بالشهادتين " أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " ، وبعد بضعة أسابيع أعلنت زوجتى إسلامها وفعلت ما فعلت.
حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ-آيات قرآنية
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا النضر بن شميل ، عن قتادة عن مطرف بن عبد الله الشخير ، عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ هذه الآية: " ألهاكم التكاثر " ، قال: " يقول ابن آدم: مالي مالي ، وهل لك من مالك ، إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ". أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يتبع ، الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ، يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أى: بقيتم على هذه الحال، حتى أتاكم الموت، ودفنتم في قبوركم، وانصرف عنكم أحب الناس إليكم، وبقيتم وحدكم. والخطاب عام لكل عاقل، ويدخل فيه المشركون والفاسقون، الذين آثروا الدنيا على الآخرة دخولا أوليا. فالمراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال، والدفن في القبور بعد الموت.
وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتوفي فيها ودفن في غرناطة. ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيراً, وفيما يلي قصة إسلامه من كتابه الطريق إلى مكة:
بالنسبة لى ، فقد كنت أعرف أننى منجذب إلى الإسلام لا محالة ، ولكن التردد جعلنى أؤجل القرار الأخير ، القرار الذى لا رجعة فيه. فكرة إعتناق الإسلام ، هى كرحلة على جسر طويل جدا بين عالمين مختلفين: جسر إذا وصلت لنهايته ، فلن ترى بدايته. كنت على بينة ، بأنني لو أسلمت ، فسأفصل نفسي عن العالم الذى نشأت فيه. لأدخل آخر سأعيش به. لا يمكن لمن يجيب حقيقة دعوة الرسول " عليه الصلاة والسلام " ، أن يبقي صلة داخلية مع المجتمع الذى يعيش على مفاهيم مغايرة … هل الإسلام حقيقة رسالة من الله " سبحانه وتعالى " ، أم هو مجرد حكمة من رجل عظيم ، ولكنه غير معصوم ؟؟؟
فى أحد الأيام — كان ذلك فى سبتمبر 1926 — كنت أنا وإلسا نستقل مترو الأنفاق فى برلين ، كنا فى الدرجة الأولى. وقعت عيني بالصدفة على رجل أنيق ، يظهر أنه من رجال ا لأعمال ، ويحمل حقيبة جميلة على رجليه ، وبيده خاتم كبير الحجم من الماس!!! ولم يكن هذا المنظر للرجل غريبا فى هذه الأيام ، وهو يعكس الرخاء الذى حل بوسط أوروبا ، ب عد سنوات التضخم التى قلبن الموازين رأسا على عقب.
خالد بن سنان فى منظور الكثير من الرّواة هو آخرهم، وينجرّ عن ذلك أنّه أقربهم إلى زمن الإسلام، إذ انقضت حياته، مثلما سيتبين ذلك، فى القرن السّادس.
ذاك نبي ضيعه قومه، يعنى خالد بن سنان
(*) قال الفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ: دخلت على أبي حمزة السكري. فحدثته بهذا عن الكلبيّ، فقال: أستغفر الله، أستغفر الله، أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور. ورواه أبو محمد بن زَبْر، عن الخضر بن أبان، عن عمرو بن محمد، عن سفيان الثوريّ، عن سالم نحوه. وذكر أَبُو عُبَيْدَة مَعْمَر بْنُ المُثنى في كتاب "الأرجاء والجماجم"؛ خالد بن سنان أحد بني مخزوم بن مالك العَبْسي لم يكن في بني إسماعيل نبيّ غيره قبل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم وهو الذي أطفأ نارَ الحَرّة. وكانت حرّة ببلاد بني عبس يُستضاء بنارها مِنْ مسيرة ثلاثة أيام، وربما سطعت منها عُنقُ فاشتعلت في البلاد، فلا تمرّ على شيء إلا أهلكته، فإذا كان النهار فإنما هي دخان يفور، فبعث الله خالدَ بن سنان العبسي فاحتفر لها سربًا ثم أدخلها فيه، والناسُ ينظرون، ثم اقتحم فيها حتى غَيَّبها، فسمع بعضَ القوم وهو يقول: هلك الرّجل. فقال خالد بن سنان: كذب ابن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقًا وهو يقول عودي بدّا، كل شيء يُؤدى، لأخرجن منها وجسدي يندَى. فلما حضرته الوفاة قال لقومه: إذا أنا مِتّ فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيْرًا يطوف بقبري، وإذا رأيتم ذلك فإني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
حول العالم
جاء في السنة المطهرة أن عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله لخلقه بلغ 24 الفا لم يذكر منهم فى القرآن سوى خمسة وعشرين {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك}. وكان من بين هؤلاء (نبي) عربي ظهر قبل الاسلام يدعى «خالد بن سنان» قال عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ذاك نبي ضيعه قومه!! وقد جاء في بعض المصادر أنه كان يحث العرب على دين عيسى عليه السلام ولم يكن في نسل إسماعيل نبي عربي غيره (قبل ظهور خاتم الأنبياء).. وقال عنه ابن الأثير: من معجزاته أن ناراً ظهرت بين العرب فافتتنوا بها وكادوا يدينون بالمجوسية من أجلها فأطفأها وهو في وسطها تتأجج..
وقد جاء في بعض الأحاديث أن ابنة خالد بن سنان (وتدعى محياة) وفدت على رسول الله فبسط لها رداءه وأجلسها عليه وقال: ابنة نبي ضيعه أهله.. وفي رواية أخرى مرحباً بابنة أخي (كما جاء في كتاب الإصابة للعسقلاني، وتاريخ الخميس للبكري، والأعلام للزركلي، وزاد المعاد لابن القيم الجوزية)!!