والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
- من ادلة وجود الله تعالى
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- ويل لكل أفاك أثيم - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
- ويل لكل أفاك أثيم
- ويل لكلّ أفّاكٍ أثيم في القرآن الكريم
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجاثية - الآية 8
من ادلة وجود الله تعالى
فما بقي إلا الثالث، وهو أن خالقهم على تلك الكيفية البديعة، والهيئة المتقنة العجيبة، هو الله الواحد سبحانه. وهذا هو المطلوب. وهذا الاستدلال يدركه كل أحد من نفسه. واشتهر في كتب التراث قول الأعرابي معبّرا عنه كما استقر في الفطرة التي لم يلحقها تغيير: '' إن البعرة تدلّ على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير ''. ادلة وجود ه. وكلام هذا الأعرابي على ما فيه من ''سذاجة'' في التمثيل توافق بيئته ومعارفه البدوية، يلخص – بتركيز شديد – ما سنبسطه بشيء من التفصيل والبيان، مع التمثيل الموافق لعصرنا، في ما يأتي من المباحث، في هذا المقال والمقالات التالية. ومن المحور الثاني قول الله عز وجل: { وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم أفلا تبصرون} (الذاريات:20-21). فأرشد سبحانه إلى أن في خلق الإنسان منذ أن كان في رحم أمه، وتطوره من حال إلى حال، وما في بدنه من الإحكام البديع، والإتقان العجيب، دليلا على وجود الخالق الحكيم. وكذلك فإن ما في الكون من عجائب الإحكام والإتقان، والتنظيم الدقيق الذي يحير الألباب، أعظم برهان على أن له خالقا خلقه بعلم وحكمة. وحث القرآن في مواضع كثيرة على النظر والتفكر في الكون، والسير في أرجائه للاعتبار، كما في قوله تعالى: { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة، إن الله على كل شيء قدير} (العنكبوت:20)، وفي قوله عز وجل: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} (فصلت:53).
قال تعالى: { قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} (النحل:102). وهذه الهداية الموجودة في القرآن، قد تكون على شكل إشارات عامة، تحتاج إلى إعمال الفكر والتدبر العميق لاستخلاص الدلائل منها، في صيغةٍ تكون في متناول جميع الناس. وقد ورد في كتاب الله تعالى أصول البراهين على وجود الله وربوبيته، وإن كان أكثر الحوار القرآني مع المشركين في جانب إثبات الألوهية، واستحقاق الله تعالى للعبادة دون غيره من المعبودات الباطلة. وتدور البراهين القرآنية على محورين:تدبر فعل الخلق، والتفكر في عظمة المخلوقات. وكلاهما يفضي إلى وجود الخالق سبحانه، واتصافه بصفات الكمال. أدلة وجود الله 8..دليل الفطرة - موقع مقالات إسلام ويب. فمن المحور الأول قول الله سبحانه وتعالى: { أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} (الطور:35). فبيّن الله سبحانه أن القسمة لا تخرج عن أحد أمور ثلاثة، أنكر على المخالفين اثنين منها، فما بقي غيرُ الثالث. فإما أن يكونوا من غير خالق خلقهم، وإما أن يكونوا خلقوا أنفسهم، وإما أن يوجد خالق خلقهم، هو الله سبحانه وتعالى. والأول والثاني، كلاهما مرفوض بضرورة العقل والحس والواقع، التي لا يمكن جحدها، إذ لا يعقل معدوم يَخلُق، ولا مخلوق بغير خالق.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستسلموا لأمره، والتزموا دينه، وسلوه الثبات إلى الممات، وتعوذوا من الزيغ والضلال؛ فإن الإيمان ومتعلقاته هبة من الله تعالى للمؤمنين، ولا يقود إليه العقل وحده، فكم من الأذكياء من صدف عن الحق، وتنكب الطريق، وكان من الضالين {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17]. أيها الناس: آيات الله تعالى يسمعها الناس كلهم، فالمؤمن يزداد بها إيمانا، والكافر قد يهتدي بها، وقد تزيده عتوا ونفورا. ويل لكل افاك اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه السلام. وهذا النوع الذي ينفر من آيات الله تعالى إذا تليت عليه لهم علامات ودلالات وأوصاف، وأهله متوعدون بأشد العذاب {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية: 7] وَالْأَفَّاكُ: كَثِيرُ الْإِفْكِ، وَهُوَ أَسْوَأُ الْكَذِبِ، وَالْأَثِيمُ: هُوَ مُرْتَكِبُ الْإِثْمِ بِقَلْبِهِ وَجَوَارِحِهِ. فتوعده الله تعالى بالويل، وهو تهديد ووعيد بما ينتظره من العذاب. وهذا الأفاك الأثيم الذي توعده الله تعالى موصوف في الآيات بوصفين: فالوصف الأول لهذا الأفاك الأثيم: الإصرار على الكفر بعد سماع الآيات والاستكبار عن قبولها رغم وضوحها {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الجاثية: 8].
موقع هدى القرآن الإلكتروني
أي: يصير مثل غير السامع "وإذا" بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها "اتخذها" أي اتخذ الآيات "هزوا" ولم يقل: اتخذه; للإشعار بأنه إذا أحس بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات التي أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم: خاض في الاستهزاء بجميع الآيات. ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه، ويحتمل: وإذا علم من آياتنا شيئا يمكن أن يتشبث به المعاند ويجد له محملا يتسلق به على الطعن والغميزة: افترصه واتخذ آيات الله هزوا، وذلك نحو افتراص ابن الزبعرى قوله عز وجل: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم [الأنبياء: 98] ومغالطته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: خصمتك. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجاثية - الآية 8. ويجوز أن يرجع الضمير إلى شيء; لأنه في معنى الآية كقول أبي العتاهية [من البسيط]: نفسي بشيء من الدنيا معلقة ألله والقائم المهدي يكفيها
حيث أراد عتبة. وقرئ: (علم أولئك) إشارة إلى كل أفاك أثيم; لشموله الأفاكين. والوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام. قال [من الطويل]: أليس ورائي أن تراخت منيتي؟ أدب مع الولدان أزحف كالنسر [ ص: 484] ومنه قوله عز وجل: من ورائهم أي من قدامهم ما كسبوا من الأموال في رحلهم ومتاجرهم ولا ما اتخذوا من دون الله من الأوثان.
ويل لكل أفاك أثيم - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
وقد تقدم في أول { لقمان} القول في هذه الآية. وتقدم معنى { فبشره بعذاب أليم} في { البقرة}. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي كلمة (ويل) قالوا: وَادٍ في جهنم، أو هلاك لا مفرَّ منه ولا نجاة، وكلمة الويل تختلف حَسب قائلها المنذِر بها، فحين يقول لك واحد مثلك: ويلٌ لك. تتوقع أن يكون الويل على قدره، ويتناسب مع قدرته عليك، وتمكّنه من تنفيذ ما هدَّدك به من بطشه وفتكه. فإذا كان المتكلم بذلك التهديد هو الحق سبحانه فهمنا أنه هلاكٌ مُحتَّم لا قِبَلَ لأحد به، ويل كبير لا يُردُّ ولا يُدفع. فلمَن هذا التهديد؟ { لِّكُلِّ أَفَّاكٍ.. } [الجاثية: 7] الأفَّاك من الإفك، وهو قَلْب الشيء على وجهه أو قلْب الحقائق عَمْداً، ومن ذلك قوله تعالى: { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ} [النجم: 53] وهي القرى التي قَلَبها الله تعالى رأساً على عقب وجعل أعلاها سافلها. موقع هدى القرآن الإلكتروني. ومن ذلك أيضاً قصة الإفك في حَقِّ السيدة عائشة { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ.. } [النور: 11] إذن: الإفك هو أفظع أنواع الكذب؛ لأنه كذب متعمد يصرف الناسَ عن الحق إلى الباطل. وهو لا يضر واحداً، إنما يقع ضرره على جَمْع من الناس فشرُّه يتعدَّى ويلزمه عقوبة تناسب هذا التعدِّي على الخَلْق، لذلك ساعة تسمع كلمة (ويل) فاعلم أنها لذنب كبير.
ويل لكل أفاك أثيم
إعراب الآية 7 من سورة الجاثية - إعراب القرآن الكريم - سورة الجاثية: عدد الآيات 37 - - الصفحة 499 - الجزء 25. (وَيْلٌ) مبتدأ (لِكُلِّ) جار ومجرور خبر (أَفَّاكٍ) مضاف إليه (أَثِيمٍ) صفة والجملة مستأنفة.. وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) { يُؤْمِنُونَ * وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ ءايات الله تتلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ} { أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءاياتنا شَيْئاً اتخذها هُزُواً أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}. أعقب ذكر المؤمنين الموقنين العَاقلين المنتفعين بدلالة آيات الله وما يفيده مفهوم تلك الصفات التي أجريت عليهم من تعريض بالذين لم ينتفعوا بها ، بصريح ذكر أولئك الذين لم يؤمنوا ولم يعقلوها كما وصف لذلك قوله: { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} [ الجاثية: 6].
ويل لكل أفاك أثيم - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. وافتتح ذكره بالويل له تعجيلاً لإنذاره وتهديده قبل ذكر حاله. و ( ويل له) كلمة دعاء بالشكر وأصل الويل الشر وحلوله. و ( الأفَّاك) القويّ الإفك ، أي الكذب. والأثيم مبالغة أو صفة مشبهة وهو يدل على المبالغ في اقتراف الآثام ، أي الخطايا. وفسره الفيروزآبادي في «القاموس» بالكذّاب وهو تسامح وإنما الكذب جزئي من جزئيات الأثيم.
ويل لكلّ أفّاكٍ أثيم في القرآن الكريم
ولذا دعا الخليل ربه سبحانه فقال {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 87 - 89]، فلا المال ينفع، ولا الجاه يشفع، ولا كثرة الجمع تنصر.. فما ثم إلا الحساب والجزاء على الأعمال. وأولياؤهم في الدنيا لا ينفعونهم شيئا في ذلك اليوم {وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} سواء كان هؤلاء الأولياء من معبوداتهم من دون الله تعالى وهي الأصنام والأنداد التي عبدوها، أم كانوا من البشر الذين صرفوهم عن الدين، وأغووهم بعدم اتباع الحق، وزينوا لهم ركوب الباطل؛ كما فعل رؤوس الكفر في مكة بأبي طالب وهو في سياقة الموت؛ إذ كاد أن يسلم فقالوا له: «أترغب عن ملة عبد المطلب»، فمات وهو يقول: «على ملة عبد المطلب»، فحقت عليه كلمة العذاب. ومن اتخذوا في الدنيا أولياء من دون الله تعالى يستنصرون بهم فإنهم يخذلوهم أحوج ما يكونون إليهم. والآيات في تقرير هذه الحقيقة كثيرة جدا سواء كان خذلانهم لهم حال نزول العذاب الدنيوي بهم كما قال الله تعالى {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101] وفي آية أخرى {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} [القصص: 64].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الجاثية - الآية 8
1 - يمكن أن تكون عبادة (يسمع آيات الله) جملة مستأنفة، أو هي وصف آخر ل- (كل). 2 - ينبغي الإلتفات إلى أنّ ضمير (اتخذها) لا يعود على (شيئاً)، بل على (آياتنا). 3 - سورة الدهر، الآية 27. 4 - قال البعض أيضاً: إنّ كلمة (وراء) إنّ أضيفت إلى الفاعل أعطت معنى الوراء، وإن أضيفت إلى المفعول أعطت معنى الأمام. روح البيان، المجلد 8، صفحة 439. لكن لا دليل على هذا المدعى.
فالمنافقون الخلص ضاقوا ذرعا بالنصوص والأحكام الشرعية، ووقفوا منها موقف المعاندين المستكبرين المستهزئين، فيردونها جملة وتفصيلا، ويقدمون عليها ما نتج عن أهوائهم أو أهواء غيرهم.