وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: "اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك". وقال أيوب السختياني: "لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره". وعن محمد بن زياد قال: "رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده, ويدعو ربه, فقال له أبو أمامة: أنت أنت لو كان هذا في بيتك". عمل السر دليل الصدق:
قال أيوب السختياني: والله ما صدق عبد إلا سرَّه ألا يُشعر بمكانه. وقال الحارث المحاسبي: الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه, ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله. وقال بشر بن الحارث: لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح. وقال بشر: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس. وقال أيضًا: لا تعمل لتذكر, اكتم الحسنة كما تكتم السيئة. وعنه أيضًا: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت, ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه. وعنه: ما اتقى الله من أحب الشهرة. الصالحون في سرهم..
عن عمران بن خالد قال: سمعت محمد بن واسع يقول: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به. الأمثال العامية بتطوان.. (120) - بريس تطوان - أخبار تطوان. وعن يوسف بن عطية عن محمد بن واسع قال: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه, لا تشعر به امرأته, ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه.
سورة البقرة الشيخ محمد ايوب
زاهر العبدالله/جهينة الإخبارية
————————
المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
[1] تفسير الميزان – السيد الطباطبائي – ج 5 – ص 254
[2] ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 3 – ص 1877. [3] ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 3 ص 1843.
البقرة محمد ايوب
ب - استواء ذم الناس ومدحهم: وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل السر, إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا, سواء مدحوه لفعله أو ذموه له؛ لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس, وقد سبق أن بعض العلماء كان يُعلم تلاميذه فيقول لهم: اجعلوا الناس من حولكم كأنهم موتى. جـ - تقوية مفهوم كمال العمل: وأقصد بذلك أن يتعلم المسلم أنه يجب أن يسعى إلى أن يكتمل عمله وتكمل كل جوانبه ليحسن ويقبل, وإن العمل الذي لا يراه الناس يُرجى فيه الكمال أكثر مما يرجى في غيره, فينبغي الاهتمام به أكثر. الدرس (7) من التعليق على تفسير ابن كثير سورة التكوير ج3. د - صدقة السر: قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271]. فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السر عمليًا, فبالإكثار من صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه, وقد ذكر أهل العلم بعضًا من الفضائل في صدقة السر منها:أن صدقة السر أستر على الآخذ وأبقى لمروءته وصونه عن الخروج عن التعفف, ومنها أنها أسلم لقلوب الناس وألسنتهم؛ فإنهم ربما يحسدون أو ينكرون عليه أخذه ويظنون أنه أخذ مع الاستغناء, ومنها أنها أقرب إلى الأدب في العطاء.
وقال «من عرف نفسه جاهدها، ومن جهل نفسه أهملها» وقال «من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم» وقال «من عرف الله توحد، من عرف نفسه تجرد، من عرف الدنيا تزهد، من عرف الناس تفرد». فيكون نتيجة هذه المعرفة قول سيدي أمير المؤمنين:
«أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه»
وهنا نختم بملخص هذه النقطة من النبي الأعظم محمد ﷺ حين سأله أحدهم كيف يعرف الله سبحانه وتعالى:
دخل على رسول الله ﷺ رجل اسمه مجاشع، فقال: يا رسول الله! كيف الطريق إلى معرفة الحق؟
فقال ﷺ: معرفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال: مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى رضا الحق؟
قال: سخط النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال: هجر النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال: عصيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال: نسيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال ﷺ: الاستعانة بالحق على النفس. سورة البقرة الشيخ محمد ايوب. [2] جميع الروايات.
(1) خلق الله عز وجل آدم وأسكنه الجنة وأباح له التمتع بنعيمها وثمارها، وكلَّ ما فيها إلا شجرة واحدة، منعه منها وحرم عليه مجرد قربها، فجاءه الشيطان مجيء الفاسق الواثق، وطرق أبواب قلبه وأذنيه بكل طارق، وأقنعه بأنه على الأقل لابد أن يجرب ويتعرف على الأسباب التي من أجلها مُنِع من هذه الشجرة خاصة، فأكل منها عليه السلام.
معنى عزم في قواميس ومعاجم اللغة العربية
يعنى أن الفشل خطر ببالهم، ولو كان هنا عزما لما كان الله وليهما، لان العزم على المعصية معضصية. ولا يجوز أن يكون الله ولي من عزم على الفرار عن نصره به، ويقوي ذلك قول كعب بن زهير بن أبي سلمى: ومن فاعل للخير إن هم أو عزم وكم فيهم من فارس متوسع ففرق بين الهم والعزم. ومنها: أن يكون بمعنى المقاربة. قال ذو الرمة: وقد هم دمعي أن تلج أوائله أقول لمسعود بجرعاء مالك والدمع لا يجوز عليه العزم. ومعناه كاد وقرب. علي جمعة: الإخوان تدربوا على يد قوات هتلر. ومنها الشهوة وميل الطبع. يقول القائل فيما يشتهيه، ويميل طبعه إليه: هذا أهم الاشياء إلي. وفي ضده: ليس هذا من همي!. الفرق بين النية والعزم أن النية إرادة متقدمة للفعل بأوقات من قولك إنتوى إذا بعد، والنوى والنية البعد فسميت بها الارادة التي بعد ما بينها وبين مرادها، ولا يفيد قطع الروية في الاقدام على الفعل، والعزم قد يكون متقدما للمعزوم عليه بأوقات وبوقت، ولا يوصف الله بالنية لان إرادته لا تتقدم فعله ولا يوصف بالعزم كما لا يوصف بالروية وقطعها في الاقدام والاجحام.
علي جمعة: الإخوان تدربوا على يد قوات هتلر
الخلافة كما يعرِّفها الفراهيدي في كتابه العين: (والخليفةُ: من استخلف مكان من قبله، ويقوم مقامه)، فجلوس موجود مكان موجود آخر يسمى: خليفة. وهذا المعنى اللغويُّ أشار إليه كلُّ المفسرين، قال السيد الطباطبائي في الميزان: (والخلافة: وهي قيام شيء مقام آخر، لا تتم إلا بكون الخليفة حاكيا للمستخلف). وذكر الرازي في تفسيره: (الْخَلِيفَةُ مَنْ يَخْلُفُ غَيْرَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ)، بعد هذا يتَّضح أنَّ الخليفة هو من يقوم مقام غيره، وهذا (الغير) هو الذي يحدد خليفته، ولهذا وجب أن يكون المستخلَف موافقا للمستخلِف، لا معاندا له، ولا مخالفا. الخلافة في القرآن الكريم. وأوضحت آية الخلافة- وهي الآية الثلاثون من سورة البقرة- أنَّ لله خليفة، وهذه الخلافة هي خلافة الهيَّة، وليس المقصود منها خلافة رسول الله، أو الخلافة السياسية، إنّما هي خلافة عن الله سبحانه، وهي بهذا أعظم شأنا من الخلافة عن رسول الله. تقول الآية الثلاثون من سورة البقرة: (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً). من الواضحات أنَّ الخلافة التي أشارت إليها الآية الكريمة لم تكن لزمان واحد، إنما هي مستمرة، غير منقطعة، بدليل اسم الفاعل (جاعل)، الذي ورد ذكره في الآية المباركة، فاسم الفاعل يدلُّ على استمرار الحدث، كما يدلُّ الفعل المضارع على الاستمرار، وذلك من المسلمات في اللغة العربيّة، التي ذكرها اللغويون.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - القول في تأويل قوله تعالى " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما "- الجزء رقم18
فكيف ومتى أصبحت فتنة النساء عنوانا عريضا لدى المسلمين؟ الجواب والرواية لا تزال على عهدة الكاتبة أن هذه المخالفة الصريحة لروح العدالة والمساواة القرآنية، إنما تسربت للفكر الإسلامي عبر رواة الإسرائيليات التي ملئت بها كتب الحديث، وكان من أشهر من حدث عن النساء وهب بن منبه وكعب الأحبار وكانا حاخامين من العارفين بالدين اليهودي قبل اعتناقهما الإسلام. ولم يكن ثمة حرج في الرواية عن بني إسرائيل لدى عدد ممن جمعوا الروايات. الكتاب رحلة استكشافية ومحاولة استقراء للأسباب الحقيقية وراء تضخيم أمر فتنة النساء، وكيف أصبح المسلمون يرددونها ويدورون في فلكها رغم تعارضها مع ما جاء في القرآن عن حواء الأم التي خضعت للاختبار الإلهي بالمساواة مع آدم. معنى عزم في قواميس ومعاجم اللغة العربية. بل إن القارئ لتاريخ المجتمع المدني في صدر الإسلام، يرى الاختلاف الكبير بين اليهوديات اللواتي كن حبيسات الدور، والمسلمات من نساء المهاجرين والأنصار صاحبات الحضور الاجتماعي والحقوق المدنية والجدل المسموع في السماوات، كن يرتدن المسجد ويعملن في السوق ويشاركن في الحرب، إذا هكذا ترجم المسلمون (العرب) النص القرآني العربي وهكذا فهموه. لقد حان الوقت لنضع عن كواهلنا الإصر التاريخي الذي حمله علينا الأولون، ونقوم بإصلاح ثقافي واجتماعي في كل ما يتعلق بالنظرة للمرأة.
الخلافة في القرآن الكريم
ومنها أن تلك المخالفة كانت قبل أن تُعْهَد إليه النبوة. ومنها أنه اعتقد نسخه بسبب مقاسمة إبليس له أنه له لمن الناصحين، فاعتقد أنه لا يحلف أحد بالله كاذباً، والله أعلى وأعلم. صيغة الهبوط السؤال ورد الأمر الإلهي لآدم وزوجه بالخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض، فما صيغة الهبوط التي وجهت إلى كل من آدم وزوجه ولإبليس؟ وما دلالتها؟ - الجواب: هناك فرق كبير في المقام، حيث إن الأمر بالهبوط عندما يتوجه إلى آدم عليه السلام وزوجه يكون بصيغة الهبوط، ولكن إذا ما أفرد إبليس بالأمر يكون التعبير بالخروج أو هبوطاً مقترناً بالخروج، كما في قوله تعالى فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين (الأعراف 13) وقوله تعالى اخرج منها مذءوماً مدحوراً (الأعراف 18)، وقوله فاخرج منها فإنك رجيم (الحجر34) وقوله فاخرج منها فإنك رجيم (ص 77). وبذلك اختص إبليس بلفظ الخروج وحده أو مصاحباً للهبوط، ولم يرد هذا اللفظ في حق آدم، وهذا فيه لإبليس من الهوان والصغار والتقريع والإهانة والتوبيخ ما فيه. وأما بالنسبة لآدم وزوجه فكان الأمر بالهبوط من دون الخروج وهو أقل وطأة وأهدأ نبرة، وأخفّ حدة في التأنيب من لفظ الخروج، فكان أمر كل منهما على قدر مخالفته لأمر الله تعالى، ولذلك جمع لإبليس بين الأمر بالخروج صراحة وما صحبه من الذلة والهوان والدحر لتكبره على أمر الله تعالى.
ونقصد بالعلم هنا، هو العلم الخاص، الذي علَّمه الله سبحانه وتعالى لأنبيائه، وأوصيائه، وأوليائه، ولهذا أرى أن نضع اليد على علم آل بيت النبيِّ، ومتابعته عندهم، أكثر من متابعة عصمتهم، لأنَّهم به عُرفوا أكثر من معرفتهم بها، فقد اتَّفقت كلمة المسلمين على حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم، وعليٌّ بابها)، وقال: (أقضاكم عليٌّ)، ولا يُلتَفت إلى قول الأصبهاني (430هـ) وغيره: الذي قاله في هذا الحديث، أنَّه يمكن أن يدفع إلى القول أيضا (أَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ، وَأَعْلَمُكُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذٌ، وَأَقْرَؤُكُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى أُبَيٌّ. فَكَيْفَ يَكُونُ أَعْلَمُ وَغَيْرُهُ أَفْرَضُ، وَأَعْلَمُ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَأَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ)؛ ففي قوله هذا تهافت، فالحديث لرسول الله، وليس لزيدٍ من الناس، ومعنى هذا أنَّ عليًّا أقضاهم بكتاب الله، لا بشيء آخر، لأنَّ الرسول جاء به، وقضى به، وأمر به، فمن كان أقضى الناس بكتاب الله، فهو أعلمهم به، ومن أقضاهم بكتاب الله فهو أعدلهم؛ لأنَّ سمة القضاء بكتاب الله العدل، وهذا ما لا خلاف فيه عند أهل العقل، والبصيرة.
وخامسها: أن محمدا صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ( ولا تعجل) ضاق قلبه وقال في نفسه: لولا أني أقدمت على ما لا ينبغي وإلا لما نهيت عنه فقيل له: إن كنت فعلت ما نهيت عنه فإنما فعلته حرصا منك على العبادة ، وحفظا لأداء الوحي وإن أباك أقدم على ما لا ينبغي للتساهل وترك التحفظ فكان أمرك أحسن من أمره ، أما قوله تعالى: ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل) فلا شك أن المراد بالعهد أمر من الله تعالى أو نهي منه كما يقال في أوامر الملوك ووصاياهم أشار الملك إليه وعهد إليه ، قال المفسرون: عهدنا إليه أن لا يأكل من الشجرة ولا يقربها ، وفي قوله تعالى: ( من قبل) وجوه ، أحدها: من قبل هؤلاء الذين صرفنا لهم الوعيد في القرآن. وثانيها: قال ابن عباس: من قبل أن يأكل من الشجرة عهدنا إليه أن لا يأكل منها. وثالثها: أي من قبل محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، وهو قول الحسن ، أما قوله: ( فنسي) فقد تكلمنا فيه على سبيل الاستقصاء في سورة البقرة ، ونعيد ههنا منه شيئا قليلا ، وفي النسيان قولان: أحدهما: المراد ما هو نقيض الذكر ، وإنما عوتب على ترك التحفظ والمبالغة في الضبط حتى تولد منه النسيان ، وكان الحسن رحمه الله يقول: والله ما عصى قط إلا بنسيان.