أي: {قل} لهؤلاء الذين أشركوا بالله، ما لم ينزل به سلطانًا ـ محتجًا عليهم بما أقروا به من توحيد الربوبية، على ما أنكروه من توحيد الألوهية ـ {مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} بإنزال الأرزاق من السماء، وإخراج أنواعها من الأرض، وتيسير أسبابها فيها؟ {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} أي: من هو الذي خلقهما وهو مالكهما؟، وخصهما بالذكر من باب التنبيه على المفضول بالفاضل، ولكمال شرفهما ونفعهما. {وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} كإخراج أنواع الأشجار والنبات من الحبوب والنوى، وإخراج المؤمن من الكافر، والطائر من البيضة، ونحو ذلك، {وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} عكس هذه المذكورات، {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} في العالم العلوي والسفلي، وهذا شامل لجميع أنواع التدابير الإلهية، فإنك إذا سألتهم عن ذلك {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} لأنهم يعترفون بجميع ذلك، وأن الله لا شريك له في شيء من المذكورات. {فَقُلْ} لهم إلزامًا بالحجة {أَفَلَا تَتَّقُونَ} الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له، وتخلعون ما تعبدون من دونه من الأنداد والأوثان
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - القول في تأويل قوله تعالى " قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار "- الجزء رقم15
{فَقُلْ} عند ذلك تبكيتًا لهم {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} الهمزةُ لإنكار عدمِ الاتقاء بمعنى إنكارِ الواقع كما في أتضرب أباك؟ لا بمعنى إنكار الوقوع في أأضربُ أبي؟ والفاء للعطف على مقدر ينسحب عليه النظمُ الكريمُ أي أتعلمون ذلك فلا تقون أنفسَكم عذابَه الذي ذَكر لكم بما تتعاطَونه من إشراككم به ما لا يشاركه في شيء مما ذُكر من خواصّ الإلهية. قال الألوسي: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}
قال تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار - نجم التفوق
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة يونس
الآية رقم (31) - قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
الحقّ سبحانه وتعالى يقول لرسول الله: اسألهم هذا السّؤال. ﴿قُلْ﴾: هذا مقتضاه أنّ خطاب الحقّ سبحانه وتعالى للخلق يختلف عن خطاب الخلق للخلق، فعندما تقول لابنك: اذهب إلى عمّك وقل له: كذا وكذا يذهب الابن للعمّ ويقول له منطوق الرّسالة مباشرةً دون أن يقول له: (قل)، أمّا خطاب الحقّ سبحانه وتعالى فقد شاء أن يبلّغنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نزل بالحرف، فهو صلى الله عليه وسلم أمينٌ في البلاغ عن الله سبحانه وتعالى لا يترك كلمةً واحدةً من الوحي. ﴿مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾: الرّزق: هو ما يُنتَفع به، فالانتفاع الأوّل هو مقوّم حياةٍ، والثّاني هو التّرف والرّزق الّذي يعدّ أصل الحياة هو ماءٌ ينزل من السّماء، ونباتٌ يخرج من الأرض.
فصل: من أقوال المفسرين:|نداء الإيمان
واعترافهم بأنّ الرازق والمالك والمخرج والمدبر هو الله أي: لا يمكنهم إنكاره ولا المنافسة فيه. ومعنى أفلا تتقون: أفلا تخافون عقوبة الله في افترائكم وجعلكم الأصنام آلهة؟ وقيل: أفلا تتعظون فتنتهون عن ما حذرت عنه تلك الموعظة.
الباحث القرآني
ثم ذكر ملكه لهاتين الحاستين الشريفتين: السمع الذي هو سبب مدارك الأشياء، والبصر الذي يرى ملكوت السموات والأرض. ومعنى ملكهما أنه متصرف فيهما بما يشاء تعالى من إبقاء وحفظ وإذهاب. وقال الزمخشري: من يملك السمع والأبصار من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذي سويا عليه من الفطرة العجيبة، أو من يحميهما ويعصمهما من الآفات مع كثرتها في المدد الطوال، وهما لطيفان يؤذيهما أدنى شيء بكلاءته وحفظه انتهى. ولا يظهر هذان الوجهان اللذان ذكرهما من لفظ أم من يملك السمع والأبصار. وعن عليّ كرم الله وجهه: سبحان من بصر بشحم، وأسمع بعظم، وأنطق بلحم. وأم هنا تقتضي تقدير بل دون همزة الاستفهام لقوله تعالى: {أما ذا كنتم تعملون} فلا تتقدّر ببل، فالهمزة لأنها دخلت على اسم الاستفهام، وليس إضراب إبطال به هو لانتقال من شيء إلى شيء. ونبه تعالى بالسمع والبصر على الحواس لأنهما أشرفها، ولما ذكر تعالى سبب إدامة الحياة وسبب انتفاع الحي بالحواس، ذكر إنشاءه تعالى واختراعه للحي من الميت، والميت من الحي، وذلك من باهر قدرته، وهو إخراج الضد من ضده. الباحث القرآني. وتقدم تفسير ذلك ومن يدبر الأمر شامل لما تقدم من الأشياء الأربعة المذكورة ولغيرها، والأمور التي يدبرها تعالى لا نهاية لها، فلذلك جاء بالأمر الكلي بعد تفصيل بعض الأمور.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 31
والأكثرون على القول الأول ، وهو إلى الحقيقة أقرب. ثم إنه تعالى لما ذكر هذا التفصيل ذكر بعده كلاما كليا ، وهو قوله: ( ومن يدبر الأمر) وذلك لأن أقسام تدبير الله تعالى في العالم العلوي وفي العالم السفلي وفي عالمي الأرواح والأجساد أمور لا نهاية لها ، وذكر كلها كالمتعذر ، فلما ذكر بعض تلك التفاصيل لا جرم عقبها بالكلام الكلي ليدل على الباقي. ثم بين تعالى أن الرسول - عليه السلام - ، إذا سألهم عن مدبر هذه الأحوال فسيقولون: إنه الله سبحانه [ ص: 71] وتعالى ، وهذا يدل على أن المخاطبين بهذا الكلام كانوا يعرفون الله ويقرون به ، وهم الذين قالوا في عبادتهم للأصنام: إنها تقربنا إلى الله زلفى ، وإنهم شفعاؤنا عند الله ، وكانوا يعلمون أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر ، فعند ذلك قال لرسوله - عليه السلام -: ( فقل أفلا تتقون) يعني أفلا تتقون أن تجعلوا هذه الأوثان شركاء لله في المعبودية ، مع اعترافكم بأن كل الخيرات في الدنيا والآخرة إنما تحصل من رحمة الله وإحسانه ، واعترافكم بأن هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر ألبتة. ثم قال تعالى: ( فذلكم الله ربكم) ومعناه أن من هذه قدرته ورحمته هو ( ربكم الحق) الثابت ربوبيته ثباتا لا ريب فيه ، وإذا ثبت أن هذا هو الحق ، وجب أن يكون ما سواه ضلالا ، لأن النقيضين يمتنع أن يكونا حقين وأن يكونا باطلين ، فإذا كان أحدهما حقا وجب أن يكون ما سواه باطلا.
قال السمرقندي: قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السماء} يعني: قل يا محمد للمشركين: من يرزقكم من السماء بالمطر. {والأرض} ومن الأرض بالنبات. {أَمَّن يَمْلِكُ السمع والابصار} ، أي من يخلق لكم السمع والأبصار، {وَمَن يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} ؛ ومن يقدر أن يخرج الحي من الميت، يعني: الفرخ من البيضة. {وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحى} ، يعني: البيضة من الطير، والنطفة من الإنسان، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن. {وَمَن يُدَبّرُ الأمر} ، يعني: من يقدر أن يدبر الأمر بين الخلق، وينظر في تدبير الخلائق، ويقال: من يرسل الملائكة بالأمر. {فَسَيَقُولُونَ الله} يفعل ذلك كله لا الأصنام، لأن الأصنام لم يكن لهم قدرة على هذه الأشياء. {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} الشرك فتوحدونه، إذ تعلمون أن لا يقدر أحد أن يفعل هذه الأشياء إلا الله تبارك وتعالى، ويقال: أفلا تتقون أي تطيعون الله الذي يملك ذلك؟. قال القرطبي: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} المراد بمساق هذا الكلام الردُّ على المشركين وتقرير الحجة عليهم؛ فمن اعترف منهم فالحجة ظاهرة عليهم، ومن لم يعترف فيقرّر عليه أن هذه السموات والأرض لابد لهما من خالق؛ ولا يتمارى في هذا عاقل.
صحيفة تواصل الالكترونية
صحيفة تواصل الالكترونية
قد يتخيل من لم يختبر عينات مختلفة من الناس بحكم طبيعة عمله أن أغلب المعاندين عند الابتلاء يستمرون في عنادهم، أو أن أكثر الملتزمين سيصمدون ويحتسبون الأجر ويتماسكون، لكن ملاحظتي لأكثر من أربعة عقود من المراجعين تختلف عن هذا الانطباع المتخيل. من أكثر ما يدهشني تحوّل المعاند المكابر عند الابتلاء الشديد إلى إنسان منحني الظهر خافت الصوت مكثراً من الابتهال والتبتل والدعاء. أقل من القليل بينهم من يتماسك ويتجه نحو الاعتدال الإيماني وتقبل الوضع، والأندر من النادر من يستمر في عناد ومكابرة المعافى. وزير الثقافة يُكلّف "الحربش" رئيساً تنفيذياً لهيئة التراث. مما لاحظت كذلك أن بين الملتزمين من ينهار عند الابتلاء الشديد لدرجة التذمر، وكأنه يستكثر الابتلاء رغم التزامه بالواجبات التعبدية. لاحظت أيضاً بإعجاب شدة صبر واحتساب وتماسك العجائز من النساء بدرجة أوضح من تماسك المسنين من الرجال، وأن أشد ما يكسر مكابرات العافية ليس فقدان الصحة والثروة وإنما فقدان الإنسان للبنت أو الولد. أسأل الله ألا يمتحن صبر وقوة أحدكم في عزيز لديه أو في عافيته. الاستنتاج الشخصي: لكل إنسان مواصفات ظاهرة وأخرى خفية، والخفية لا تظهر إلا عند مواجهة الامتحانات المصيرية، ومن ذلك الهشاشة الظاهرة في العجائز من النساء ثم صلابتهن الإيمانية في مواجهة الموت، والعكس عند الرجال، ولكن ليس بالمطلق وإنما بالنسبية العددية.
الدكتور جاسر الحربش – Tourism Daily News
** تبادلية مواقع لم تكن لتتمَّ بهذه الحدة لولا أنه زمن التغريدة « التوقيع»، وهل يطلب من زمنٍ لاهثٍ يركض خلف عبارة مقننة الحروف يكتبها القادر والعاثر أن يجد وقتًا لقلم مملوءٍ بعمق الطرح وانسيابية الأسلوب وجدية العرض وجِدَّته وجرأته وتميزه؟! **أعلن مغادرته موقعه الكتابيَّ الأخير، ودعاه صاحبكم إلى مناسبة ثقافية- اجتماعية « خارج الرياض» فاعتذر، وربما شكا من ضآلة التفاعل وكثرة الشواغل، ولعل العاملين سيلتحقان به في مواقع أخرى، ويعلم الدكتور جاسر أن حضورَه حبور، وأن الصامتين الذين يقرؤون ويقدرون ويتأثرون أغلبيةٌ يصعب الرهان عليهم كما يستحيل الرهان دونهم. ** وهذا الملف لا يُنصف أستاذنا الكبير؛ فقيمته أكبر، غير أنه رسالةُ وفاء له واعتداد به؛ لنجد في الرموز النابهة مثلِه ما نتقوى به على تأييد بقاء النخب الحرة النزيهة الراقية في مواقعها وعدم إسلامها للشعبوية الجارفة؛ فملايين المتابعين رقمٌ دون دلالةٍ حظي به الأقل دون الأجلّ، ولن يسعد من سيقرأ تأريخنا الثقافي « مستقبلًا» بمخرجات «الفاشنيستا «الذكورية والنسوية وتقاسيمها؛ ف»ليت أنّأ بقدر حب» الدكتور جاسر «نقتسم» ثنيَه عن العزلة وحثَّه على تدوين تجربته ورصد كتاباته.
الدكتور جاسر الحربش
معروف من الثقافة الصحية أن العافية الكاملة نصفان، نصف جسدي ونصف نفسي. الفرق النوعي يتضح عندما يصاب الإنسان باعتلال جسدي فلا تتأثر نفسيته إلا بعد زمن وبعد إدراكه أنه معتل بمرض خطير. الدكتور جاسر الحربش – Tourism Daily News. العكس يحدث عندما يتعرض المعافى جسديا ً لأزمة نفسية شديدة أو اعتلال مزاجي معكر، فالصحة الجسدية عندئذ تبدأ في الانهيار منذ اليوم الأول للاعتلال النفسي. هذه ملاحظة عابرة عن العلاقة التبادلية بين الجسد والنفس في الصحة والمرض، لكن الحديث هنا عن اختلاف التفاعل البشري عند الابتلاء بالأمراض شديدة الوطأة من أي نوع. لا تخلو ذاكرة أي طبيب من مراجعين يراهم في حالة انكسار أمام المرض لدرجة حدوث انقلاب عكسي في قناعاتهم القديمة حول الحياة والموت، وانقلاب من ادعاء اللا مبالاة والمكابرة أيام اكتمال العافية إلى درجة الاستسلام والابتهال التعبدي عند المرض. أرجو ألا يعتقد أحد أنني أتحدث عن تجربتي الخاصة لأنني بحمد الله ما زلت بعافية، لكنني أتحدث عن نماذج من البشر مروا علي في عيادة الطبيب، كان الواحد منهم سابقاً إما معاند في تعامله مع الحياة وما بعد الموت لدرجة الجزم بأن لا شيء من مصائب الزمن قد يغيّر في قناعاته، أو آخر ملتزم (على الأقل ظاهرياً) بأداء الواجبات الدينية فيحسب نفسه محتسباً لدرجة الصمود مهما امتحن في صحته أو ولده.
وزير الثقافة يُكلّف &Quot;الحربش&Quot; رئيساً تنفيذياً لهيئة التراث
كتب – أحمدزكي: قال عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس انه سعيد بحضور إجتماع مع الدكتور جاسر الحربش رئيس هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة السعودية وذلك بخصوص البدء في مشروع الحفائر الخاص بموقع رمسيس الثالث بالسعودية وذلك في نوفمبر القادم. وأشار حواس إلى أن الأبحاث أكدت أن الملك رمسيس الثالث …
أكمل القراءة »
أصدر الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان؛ وزير الثقافة، قراراً بتكليف الدكتور جاسر بن سليمان الحربش؛ رئيساً تنفيذياً لهيئة التراث، وذلك ضمن جهود وزارة الثقافة الرامية لتنظيم قطاع التراث وتطويره ودعم الناشطين فيه.
جميع الحقوق محفوظة تم بواسطة Quintype