حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) قيام الليل كتب عليكم ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ). وقوله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) يقول: فاقرءوا من الليل ما تيسر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيف من الله عزّ وجلّ عن عباده فرضه الذي كان فرض عليهم بقوله: قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المزمل - الآية 20. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء محمد، قال. قلت للحسن: يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنما يصلي المكتوبة، قال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك؛ قال الله للعبد الصالح: وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قلت: يا أبا سعيد قال الله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) قال: نعم، ولو خمسين آية. حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن عشمان الهمداني، عن السديّ، في قوله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) قال: مئة آية.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المزمل - الآية 20
ويَدُلُّ عَلَيْهِ أثَرُ عائِشَةَ في رَبْطِهِمُ الحَبْلَ لِلتَّعَلُّقِ بِهِ، اسْتِعانَةً عَلى قِراءَةِ القُرْآنِ، وكَثْرَةِ تِلاوَتِهِ. الثّانِي: قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: في قَوْلِهِ تَعالى:
﴿فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ﴾ تَعْبِيرٌ عَنِ (p-٥٩٦٦)الصَّلاةِ بِالقِراءَةِ، كَما قالَ في سُورَةِ سُبْحانَ: ﴿ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ﴾ [الإسراء: ١١٠] أيْ: بِقِراءَتِكَ. وقَدِ اسْتَدَلَّ أصْحابُ الإمامِ أبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، بِهَذِهِ الآيَةِ، عَلى أنَّهُ لا تَتَعَيَّنُ قِراءَةُ الفاتِحَةِ في الصَّلاةِ، بَلْ لَوْ قَرَأ بِها أوْ بِغَيْرِها مِنَ القُرْآنِ، ولَوْ بِآيَةٍ، أجْزَأهُ. واعْتَضْدُوا بِحَدِيثِ المُسِيءِ صَلاتِهِ الَّذِي في "الصَّحِيحَيْنِ"، وهُوَ: ««ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ»». وقَدْ أجابَهُمُ الجُمْهُورُ بِحَدِيثِ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ، وهو في "الصَّحِيحَيْنِ" أيْضًا، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««لا صَلاةَ إلّا أنْ يَقْرَأ بِفاتِحَةِ الكِتابِ»». ما نوع أنْ لقوله تعالى علم أنْ سيكون منكم مرضى - ضوء التميز. انْتَهى. الثّالِثُ: في قَوْلِهِ تَعالى:
﴿وآخَرُونَ يُقاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ﴾ عَلَمٌ مِن أعْلامِ النُّبُوَّةِ.
إعراب الآية (علم انْ سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون في الأرض)
ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس، أخبر أنه سهل عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال: { { وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ}} أي: يعلم مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى. إعراب الآية (علم انْ سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون في الأرض). { { عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ}} أي: [لن] تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي: فخفف عنكم، وأمركم بما تيسر عليكم، سواء زاد على المقدر أو نقص، { { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}} أي: مما تعرفون ومما لا يشق عليكم، ولهذا كان المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا، فإذا فتر أو كسل أو نعس، فليسترح، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة. ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف، فقال: { { عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}} يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه، فليصل المريض المتسهل عليه ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند مشقة ذلك، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة، فله تركها [وله أجر ما كان يعمل صحيحا]. { { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}} أي: وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة، ليستغنوا عن الخلق، ويتكففوا عن الناس أي: فالمسافر، حاله تناسب التخفيف، ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت واحد، وقصر الصلاة الرباعية.
ما نوع أنْ لقوله تعالى علم أنْ سيكون منكم مرضى - ضوء التميز
ودلالة كلمة ( عَلِم الله) فعل ماض وهو يفيد حسب السياق وتعلقه بالواقع دلالة العلم بما حصل أو ما سوف يحصل وذلك بناء على علم بطبيعة الشيء وحركته وقدراته وظروفه ، فالإنسان كائن محدود القدرات الجسمية والنفسية والعقلية ومنطقياً انه محتاج ويتعب ويمرض.
آخر تفسير سورة المزمل. تفسير سورة المدثر
الجامع لأحكام القرآن - تفسير القرطبي الإمام الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح كنيته أبو عبد الله ولد بقرطبة بالأندلس حيث تعلم القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية وتوسع بدراسة الفقه والقراءات والبلاغة وعلوم القرآن وغيرها كما تعلم الشعر أيضا. انتقل إلى مصر واستقر بمنية بني خصيب في شمال أسيوط حتى وافته المنية في 9 شوال 671 هـ، وهو يعتبر من كبار المفسرين وكان فقيهًا ومحدثًا ورعًا وزاهدًا متعبدًا. دراسته: تأثر الإمام القرطبي كثيرا بالغنى الثقافي والمعرفي الذي كانت تعرفه الأندلس عامة وقرطبة خاصة. فنشطت الحركة العلمية في شتى الميادين اللغوية والعلمية والشرعية، نال منها الإمام الشيء الكثير. أخذ القراءات عن أبي القاسم خلف بن النخاس بقرطبة ، وعن أبي القاسم بن الفحام بالإسكندرية. وسمع من أبي محمد بن عتاب ، ومحمد بن بركات السعيدي ، وأبي صادق مرشد المديني ، وأبي جعفر أحمد بن عبد الحق ، وأبي بكر محمد بن سعيد الضرير مقرئ المهدية ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي صاحب السداسيات ، والمحدث رزين بن معاوية ، وسار إلى أن بلغ خوارزم ، وأخذ عن الزمخشري ، وسمع ببغداد من ابن الحصين ، وأبي العز ابن كادش ، وبدمشق من جمال الإسلام السلمي.
الجامع لاحكام القران القرطبي
شيوخه: من شيوخ القرطبي: 1) ابن رواج وهو الإمام المحدث أبو محمد عبد الوهاب بن رواج واسمه ظافر بن على بن فتوح الأزدي الإسكندراني المالكي المتوفى سنة 648هـ. 2) ابن الجميزي: وهو العلامة بهاء الدين أبو الحسن على بن هبة الله بن سلامة المصري الشافعي المتوفى سنة 649 هـ وكان من أعلام الحديث والفقه والقراءات. 3) أبو عباس أحمد بن عمر بن إبراهيم المالكي القرطبي: المتوفى سنة 656هـ (صاحب المفهم في شرح صحيح مسلم) 4) الحسن البكري: هو الحسن بن محمد بن عمرو التيمي النيسابوري ثم الدمشقي أبو على صدر الدين البكري المتوفى سنة 656 هـ مؤلفاته: ذكر المؤرخون للقرطبي - رحمه الله - عدة مؤلفات غير كتاب \"الجامع لأحكام القرآن\" وهو ذلكم التفسير العظيم الذي لا يستغني عنه طالب علم ومن هذه المؤلفات: 1) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (وهو مطبوع متداول) 2) التذكار في أفضل الأذكار (وهو أيضاً مطبوع متداول) 3) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى 4) الإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام وإجتهار محاسن دين الإسلام. 5) قمع الحرض بالزهد والقناعة. وقد أشار القرطبي في تفسيره إلى مؤلفات له منها: *) المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
الجامع لأحكام القرآن القرطبي
*) اللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية. \"تأثر القرطبى - رحمه الله - بمن قبله وتأثيره فيمن بعده\". أولاً: تأثره بمن قبله: الذي يطالع تفسير الإمام القرطبي يجده قد تأثر كثيراً بمن سبقوه من العلماء ومنهم: 1) الطبري: وهو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب \"جامع البيان في تفسير القرآن \" والمتوفى سنة 310هـ أفاد منه القرطبي وتأثر به خاصة في التفسير بالمأثور. 2) الماوردي: وهو أبو الحسن على بن محمد المارودي المتوفى سنة 450هـ وقد نقل عنه القرطبي وتأثر به. 3) أبو جعفر النحاس: صاحب كتابي: \" إعراب القرآن، ومعاني القرآن\" توفى سنة 338هـ وقد نقل عنه القرطبي كثيراً. 4) ابن عطية: وهو القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية صاحب \"المحرر الوجيز في التفسير\"، وقد أفاد القرطبي منه كثيراً في التفسير بالمأثور وفي القراءات واللغة والنحو والبلاغة والفقه والأحكام توفي ابن عطية - رحمة الله - سنة 541هـ. 5) أبو بكر العربي: صاحب كتاب \"أحكام القرآن\" والمتوفى سنة 543هـ، أفاد منه القرطبي وناقشه ورد هجومه على الفقهاء والعلماء. ثانياً: تأثيره فيمن بعده: تأثر كثير من المفسرين الذين جاءوا بعد القرطبي وانتفعوا بتفسيره وأفادوا منه كثيراً ومن هؤلاء: 1) الحافظ ابن كثير: عماد الدين إسماعيل بن عمرو بن كثير المتوفى سنة 774هـ.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي Doc
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
الجامع لاحكام القران Pdf المكتبه الوقفيه
وكان - رحمه الله - من عباد الصالحين والعلماء العارفين، زاهد في الدنيا مشغولاً بما يعنيه من أمور الآخرة وقد قضى عمره مشغولاً بين عباده وتأليف. قال عنه الذهبي: \" إمام متفنن متبحر في العلم ، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة إطلاعه ووفود عقله وفضله\". الحركة العلمية في عصر القرطبى: نشطت الحياة العلمية بالمغرب والأندلس في عصر الموحدين (514 - 668 هـ) وهو العصر الذي عاش فيه القرطبي فترة من حياته أيام إن كان بالأندلس وقبل أن ينتقل إلى مصر ومما زاد الحركة العلمية ازدهاراً في هذا العصر: أن محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية كان من أقطاب علماء عصره وقد أفسح في دعوته للعلم وحض على تحصيله. كثرة الكتب والمؤلفات التي كانت بالأندلس، وكانت قرطبة أكثر بلاد الأندلس كتباً، وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب، وهذه النزعات العلمية التي اتسم بها خلفاء الموحدين وتلك المؤلفات التي غمرت بلاد الأندلس وشجعت العلماء وروجت سوق العلم فتعددت الهيئات العلمية في ربوع الأندلس وبين جوانبها ونهضت العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير والقراءات وكذلك علوم اللغة والتاريخ والأدب والشعر، وكان لهذا كله أثر كبير في التكوين العلمى للإمام القرطبي - رحمه الله -.
الماوردي: وقد نقل عنه القرطبي وتأثر به. أبو جعفر النحاس: صاحب كتابي:" إعراب القرآن، ومعاني القرآن" وقد نقل عنه القرطبي كثيراً. ابن عطية: وهو القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية صاحب "المحرر الوجيز في التفسير"، وقد أفاد القرطبي منه كثيراً في التفسير بالمأثور وفي القراءات واللغة والنحو والبلاغة والفقه والأحكام. أبو بكر العربي صاحب كتاب "أحكام القرآن"، أفاد منه القرطبي وناقشه ورد هجومه على الفقهاء والعلماء. تأثيـره: تأثر به كثير من المفسرين جاءوا بعده، وإنتفعوا بتفسيره وأفادوا منه كثيرا. ومن هؤلاء: الحافظ بن كثير. أبو حيان الأندلسي الغرناطي وذلك في تفسيره البحر المحيط. الشوكاني: القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني، وقد أفاد من القرطبي كثيراً في تفسيره فتح القدير. قيل عنه: قال عنه الذهبي: إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة إطلاعه ووفود عقله وفضله. الحركة العلمية في عصر القرطبى:نشطت الحياة العلمية بالمغرب والأندلس في عصر الموحدين - 514 - 668 هـ - وهو العصر الذي عاش فيه القرطبى فترة من حياته أيام إن كان بالأندلس وقبل أن ينتقل إلى مصر ومما زاد الحركة العلمية ازدهاراً في هذا العصر: أن محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية كان من أقطاب علماء عصره وقد أفسح في دعوته للعلم وحض على تحصيله.