الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين. إن البيت هو المستقر لهذه الأسرة وهو موضع اجتماعها ومعيشتها ومهجعها، هذا البيت هو المدرسة التربوية يتلقى فيها الأولاد عن آبائهم وأمهاتهم توجيهاتهم وتجاربهم، ويقوم الأولاد بالبر والتكريم لوالديهم، وشيء بهذه الخصوصية له توجيهاته الخاصة به من علم وتعلُّم وأخلاق وسلوك، ولا سيما في شهر رمضان المبارك، فهو دورة سنوية يقضيها أهل البيت فيما بينهم، مُفيدين ومستفيدين، وحول هذا الموضوع خلال هذا الشهر المبارك سيكون الحديث في خمس عشرة همسة، لعلها تكون داعمًا لأهل البيت يقوِّي بعضُهم بعضًا. الهمسة الأولى: يتعين على الوالدين الكريمين استشعار الرعاية الشرعية على أولادهم؛ حيث جعلها الله لهم؛ قال عليه الصلاة والسلام: ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، وإن كانت هذه الرعاية عامة في كل وقت، فهي في أوقات المواسم تتأكد أكثر، استثمارًا لهذه الأوقات، فابذلا أيها الوالدان الكريمان جهدكما في حسن استثمار الوقت في هذا الشهر المبارك، فعزِّزا وشجعا، وارسما البرامج لأولادكم، فكل نتاج يحصلون عليه عائد لكم.
بيتك في رمضان
هنأ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1443هـ، سائلا المولى عز وجل أن يجعله شهر خير وبركة وغفران. واستهل كلمته، قائلًا: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإنا نحمد الله العلي العظيم أن بلغنا هذا الشهر الفضيل، ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا فيه لصيامه وقيامه وأن يجعلنا فيه من المقبولين إنه على كل شيء قدير".
وصلى الله وبارك على نبينا محمد - Youtube
الحمد لله رب العالمين، وصلى والله وسلم وبارك على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه والتابعين. جُبلت الأنفس - إخوتي الكرام - على النظر في أفعال الآخرين والاقتباس منها، ولهذا جاء في الحديث الذي يروريه مسلم رحمه الله في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله)، ومن مجالات هذا الحديث الدلالة على الخير (القدوة)، وهي ترجمة الأقوال والتوجيهات إلى واقع ملموس يراه الأبناء فيقتدون به، ولهذا قال عمرو بن عتبة لمؤدب ولده: (ليكن أول صلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بك، فالحسَن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركتَ). وهكذا المربي أيًّا كان، معلمًا أو غيره من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات، هو موضع القدوة، بل إن القدوة داخل البيت والأسرة هي دائرة أخص؛ مما يجعلنا نهتم بها أكثر من غيرها، ولعل من الدلائل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير صلاة الرجل ما كان في بيته إلا المكتوبة)، وفي حديث آخر: (فإن الله جاعل من صلاته في بيته خيرًا).
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على رسول اللة والة
أعلن الديوان الملكي السعودي أن غدا السبت غرة شهر رمضان المبارك لعام 1443 هـ.
إن هذه الرعاية إن حُفظت وسُددت، فصاحبها مُفلح ورابح، وإن ضُيعت لا قدر الله، فإن صاحبها مسؤول عنها، فليُتأمل هذا كثيرًا، حرصًا على النفس والأولاد، فماذا يُشاهدون وماذا يسمعون، وهل تتابعت النصائح والتوجيهات عليهم براءةً للذمة، وهل استُديم لهم الدعاء بالصلاح والإصلاح، كل هذه ونحوها عوامل تسهم في النجاح والفلاح. الهمسة الثانية: إن أهل البيت عندما يعملون في طهي الطعام وإعداده ونحو ذلك، فهم مأجورون في ذلك؛ حيث إنهم يلاقون من المشقة الشيء الكثير، فليستحضروا النية الصالحة؛ لتعظُم أجورهم، ويستشعروا أنهم بذلك يتقربون إلى الله تعالى بالقيام بواجبهم، فتذكرهم لهذا واستحضاره يُزيل عنهم شيئًا من المشقة والتعب، وإن تربية البنات على هذا المعنى له إيجابيَّاته المستقبلية في حياتهم الزوجية. الهمسة الثالثة: جميل جدًّا أن يوجد خلال شهر رمضان في البيت حلقة يومية رمضانية ولو كانت قصيرة، يتلقى فيها أهل البيت أحكام وحِكَم الصيام والقيام وغيرهما، فما أحوجنا لمثل هذا؛ ليكون العمل موافقًا للشرع مع ما يطرأ من مسائل يتعلمونها وآداب يتخلقون بها، إضافةً إلى الحالة الإيمانية التي يجدها أهل البيت؛ لأنهم بذلك نزلت عليهم السكينة وغشِيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، فيا بشراهم بهذه البشائر العظيمة.
وكان المشركون يذبحون لأصنامهم ويتقربون إليها بالذبائح فحذر الله من ذلك ومنع من جميع أنواع الشرك، كما قال جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة:72]، وقال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] وقال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]. وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غير منار الأرض رواه مسلم في الصحيح من حديث علي رضي الله عنه، والشاهد فيه قوله: لعن الله من ذبح لغير الله فدل على أن الذبح لغير الله من أعظم الكبائر وأن صاحبه ملعون لأنه شرك أكبر فالذي يتقربون للبدوي أو الشيخ عبدالقادر الجيلاني أو إلى الرسول أو إلى زيد أو عمرو من الأموات أو للجن أو للأصنام هذا من الشرك الأكبر. أما الذبيحة للضيف للأكل ما هي من هذا الباب كونه يذبح للضيف يكرم الضيف، يذبح لحاجة أهله يذبح للتوزيع بين الفقراء هذا قربة وطاعة وليس به بأس، فالمقصود الذبح ليتقرب لملك أو جني أو صنم أو ميت أو غير هذا.
حكم الذبح لغير الله
واللعن لغة: اللَّعْن: الطَّرْد والإبعاد، وَمن أبعده الله لم تلْحقهُ رَحمته، وخُلّد فِي الْعَذَاب [6]. والذبح نوعان:
النوع الأول: ذبح عبادة، ويكون لله، فيقصد به التقرب إلى الله، مثل الأضاحي والهدي. ومن صرف هذا النوع لغير الله فهو شرك في العبادة كمن يقول: باسم الله، وينوي بذبيحته التقرب لغير الله كصاحب ضريح، وكمن يقول: باسم المسيح، أو البدوي، وينوي بذبيحته التقرب للمذبوح له. النوع الثاني: ذبح عادة، كمن يذبح الذبيحة لأجل الأكل أو الاتجار، فهذا مباح بشرط أن يكون باسمِ الله. [1] انظر: تفسير الطبري (12 /283). [2] انظر: تفسير الطبري (24 /255-256). [3] انظر: تفسير ابن كثير (8 /502-503). [4] صحيح: رواه مسلم (1978). [5] انظر: شرح صحيح مسلم، للنووي (13 /141). الذبح لغير الله من أمثلة. [6] انظر: تهذيب اللغة، للأزهري مادة «لعن». مرحباً بالضيف
والشرك الأكبر هو أن تسوية شخص مثل الأنبياء والأولياء الصالحين أو الموتى أجمعين، أو جماد كالكواكب والنجوم، والنار. مع الله تعالى ووضع مكانتهم في نفس المكانة من التبجيل والاحترام والعبادة. أي إن الشرك الأكبر هو تخصيص العبادة لغير الله مثل الاستنجاد بالرسل والدعاء بالموتى. مثل أن يقول الإنسان انصرني يا فلان، أو احفظني ويستنجد بأسماء الرسل، فالحافظ والناصر هو الله تعالى لا شريك له. كما أن الشرك الأكبر يتمثل أيضًا في الخروج من توحيد الألوهية والعبادة وإخضاع إله أخر يعبده الإنسان بصورة رسمية وعلى الملأ. كما أن تحليل ما حرمه الله يعد من الشرك الأكبر كقول أن الخمر ليست حرامًا أو يبيح الربا ويحلله. الذبح لغير الله من أمثلة - موسوعة. ومن فعل ذلك حتى وإن كان باقيًا على إسلامه يعامل معاملة المشرك ولا يعامل كباقي المسلمين. التوبة بعد الشرك بالله
إن من مات على شرك فيمنع باقي المسلمين من الصلاة عليه أو الاستغفار له ولا يُغسل ولا يدفن مع المسلمين. وقد كان الدليل على ذلك أن النبي طلب أن يستغفر لوالدته لكن تم منعه لأنها ماتت في أيام الجاهلية. لذلك فإن الموت على شرك هو أمر عظيم نرجو الله أن يعفينا جميعنا وإياكم منه. ومن أشرك وهو على غير علم بما فعل في لحظة فعله وأراد التوبة والرجوع لله.