وقد قال تعالى في كتابه العزيز {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنآ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}. تفسير أواخر سورة البقرة جاء في تفسير ابن كثير لأواخر سورة البقرة أنّ المؤمنين يؤمنون بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ويصدّقون بكلّ الرسل والأنبياء وكذلك الكتب السماوية المنزلة على الرسل، فلا يفرق المؤمن بين نبي وآخر إنما يؤمن بكلّ الأنبياء وجميعهم عند المسلمين صادون مهديون، حتّى لو كان الجميع بشرع النبي وامتثلنا في البداية، وامتثلنا في حين أن هذا جريدة الساعة والمآب كان يملأه بالمغفرة بقولهم. وبقوله تعالى لا يكلّف الله نفسًا إلا وسعها فإنهم لا يكلف أحدًا فوق طاقته من الخير، وعليها ما اكتسبت من الشر في الأعمال التي تكون في التكليف، ويدعو العباد ربّهم بما نسوا أو أخطأوا يعملون ويسألونه سبحانه أن لا يكلّفهم من الأعمال الشاقة كما تشريعها للأمم السابقة، فلا تجعل علينا يا الله ما فوق طاقتنا من التكليف والبلاء والمصائب، ويسأل العباد ربّهم العفو والمغفرة من التقصير والرّحمة، فالله هو الوليّ وهو النصير عليه التكلان وهو المستعان.
الربع الأول من سورة البقرة مكتوبة من الجزء الأول - تريندات
صدق الله العظيم. لقراءة سورة البقرة مكتوبة كاملة: سورة البقرة مكتوبة
متى تقرأ اواخر سورة البقرة إنّ القرآن الكريم من الأمور التي يتعبّدها المسلمين، فتلاوته عبادة وعبادة وعبادة بأحكامه عبادة والاستماع، فكلّ تلاوةٍ للقرآن يؤجر عليها، وقد خصّصت الشريعة الإسلامية، وقد استعدت الشريعة الإسلامية التي تُقرأ فيها، حيث أهل العلم بيّنوا أنا اواخر سورة البقرة تُقرأ في الليل وذلك لما رواه أبو مسعود عقبة بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال "الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ". ويمكن قراءةها متى أراد ففضلها عظيم والله أعلم. فضل اواخر سورة البقرة ورد في فضل اواخر سورة البقرة مكتوبة بالتشكيل الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك من خلال لعظيم فضل هذه الآيات وعظيم فضل سورة البقرة بذاتها، ومما ورد في فضلها ما يأتي روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "كتَب اللهُ تعالى كتابًاًا قبْلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بألفَيْ عامٍ فأنزورة منه آيتَيْنِ ختَم بهما سََقِرِقر فلاَقرَ في دارٍ ثلاثةَّامٍ فيقرة فيقرَقرَ. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "أُعطيتُ هذهِ الآياتِ من آخرِ سورة البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرش لم يُعطَها نبيٌّ قبلي".
القول في تأويل قوله تعالى: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
يقول تعالى ذكره: وقل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين كادوا أن يستفزوك من الأرض ليخرجوك منها ( جاء الحق وزهق الباطل). واختلف أهل التأويل في معنى الحق الذي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم المشركين أنه قد جاء ، والباطل الذي أمره أن يعلمهم أنه قد زهق ، فقال بعضهم: الحق: هو القرآن في هذا الموضع ، والباطل: هو الشيطان. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وقل جاء الحق) قال: الحق: القرآن ( وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وقل جاء الحق) قال: القرآن ( وزهق الباطل) قال: هلك الباطل وهو الشيطان. وقال آخرون: بل عنى بالحق جهاد المشركين وبالباطل الشرك. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله ( وقل جاء الحق) قال: دنا القتال ( وزهق الباطل) قال: الشرك وما هم فيه. [ ص: 538]
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود ، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما ، فجعل يطعنها ويقول ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
كما قال- تعالى-: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ. وكما قال- سبحانه-: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ.... وقد ذكر المفسرون عند تفسيرهم لهذه الآية أحاديث منها: ما أخرجه الشيخان عن ابن مسعود- رضى الله عنه- قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة- عند فتحها- وحول البيت ستون وثلاثمائة صنم. فجعل يطعنها بعود في يده ويقول جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ. وأخرج ابن أبى شيبة وأبو يعلى وابن المنذر عن جابر قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكبت على وجهها. وقال جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً. وقال القرطبي: في هذه الآية دليل على كسر نصب المشركين، وجميع الأوثان إذا غلب عليهم، ويدخل بالمعنى كسر آلة الباطل كله، وما لا يصلح إلا لمعصية الله كالطنابير والعيدان والمزامير التي لا معنى لها إلا اللهو بها عن ذكر الله تعالى... وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد أمرت المسلمين في شخص نبيهم صلى الله عليه وسلم بالمداومة على كل ما يقربهم من الله- تعالى-، ولا سيما الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، وبشرت النبي صلى الله عليه وسلم بمنحه المقام المحمود من ربه- عز وجل، وبأن ما معه من حق وصدق، سيزهق ما مع أعدائه من باطل وكذب، فإن سنة الله- تعالى- قد اقتضت أن تكون العاقبة للمتقين.
وذلك أن الموجود الذي تكون له آثارٌ إمّا أن تكون آثاره مستأنفة أو معادة فإذا لم يكن له إِبداء ولا إعادة فهو معدوم وأصله مأخوذ من تصرف الحي فيكون ما يبدىء وما يعيد} كناية عن الهلاك كما قال عَبيد بن الأبرص:... أفقر من أهله عَبيد فاليوم لا يُبدي ولا يعيد... ( يعني نفسه). ويقولون أيضاً: فلان ما يبدىء وما يعيد ، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة ، أي لا يرتجل كلاماً ولا يجيب عن كلام غيره. وأكثر ما يستعمل فعل ( أبدأ) المهموز أوله مع فعل ( أعاد) مزدوجين في إثبات أو نفي ، وقد تقدم قوله تعالى: { أولم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده} في سورة العنكبوت ( 19). إعراب القرآن: «قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «جاءَ الْحَقُّ» ماض وفاعله والجملة مقول القول «وَما» الواو عاطفة وما نافية «يُبْدِئُ الْباطِلُ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة «وَما يُعِيدُ» إعرابه مثل إعراب ما سبقه English - Sahih International: Say "The truth has come and falsehood can neither begin [anything] nor repeat [it]" English - Tafheem -Maududi: (34:49) Say: 'The Truth has come and falsehood can neither originate nor recreate anything. '