(1)
الصداقة والصحبة الصالحة في الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَل الجليس الصالح والجَليس السَّوء كمثل صاحب المسك وكِيرِ الحَدّاد، لا يَعدَمُك من صاحب المسك إمَّا تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يُحرِق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحًا خبيثة". يعني هذا الحديث الصحيح أن الصحبة الصالحة ستجعلك تشم رائحة المسك وتشعر بالسعادة والراحة حتى وإن لم تلتقوا معًا، فرائحة مسكه وصفاته الصالحة ستصلك. الصداقة والصحبة الصالحة | فنجان. أما صديق السوء فشبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بكير الحداد، الذي سيحرق بدنك، أو ثوبك، أو تشعر بسببه برائحة خبيثة أو مشاعر سامة ومؤذية. لذلك يحرص الإسلام دومًا على أهمية اختيار الصحبة الصالحة التي تٌعينك وتُعينها في مختلف نواحي الحياة. (2)
المرجع:
بيلسان عماد خريجة بكالوريوس علوم حياتية ومختبرات طبية، وأدرس في سنتي الأولى لماجستير وقاية النبات، وحاصلة على شهادة الICDL و شهادة TOEFL في اللغة الإنجليزية، وأسعى لتعلم المزيد بإذن الله. لدي قناعة بأن لا أحد يمكنه التوقف عن التعلم، فالعلم هو الحياة، واسمحوا لي بمشاركتكم على هذه المنصة ما أستطيع الوصول إليه من العلم من مصادره الموثوقة.
أهمية الصحبة الصالحة و ثمارها | المرسال
(1)
كيف يمكنني أن أصبح صديقًا صالحًا
الصداقة والصحبة الصالحة يجب أن تصدر من الطرفين، فإذا عثرت على صديق صالح فعليك أن تكون أنت أيضًا صالحًا وودودًا تجاهه. من المهم أن تجعل أصدقائك يُدركون كم أنك تهتم بهم وتُقدرهم، وهذا سيُساهم في تقوية روابطك، ويمكن أن تساعدك النصائح الآتية:
كن ودودًا: هذه هي النقطة الأساسية، وتعد هذه النقطة هي جوهر أي علاقة قوية، فكل فعل لطيف سيعزز من قوة علاقاتك وصداقاتك، وأما النقد والسلبية فيستنزفان طاقة هذه العلاقة تدريجيًا. الصحبة الصالحة // حكم و مواعظ من أقوال سيدنا ( عمر أبن الخطاب ) - هوامير البورصة السعودية. استمع لأصدقائك: اسأل عن أخبارهم، وأظهر لهم كم أنك مهتم بهم، وعندما يُشاركك أصدقاؤك تفاصيل أوقاتهم الصعبة أو تجاربهم الصعبة كن متعاطفًا معهم، ولا تُقدم لهم النصيحة حتى يطلبونها منك. افصح عن مشاعرك: إن استعدادك للإفصاح عن مشاعرك، تجاربك ومخاوفك الشخصية سيعمق من تواصلك مع الآخرين. كن محل ثقة: حافظ على ارتباطاتك، والتزم بوعودك، وإذا شاركك أصدقاؤك معلومات سرية أو خاصة بهم حافظ على سريتها وخصوصيتها. وعندما تحدث لك أي مواقف محرجة أو مزعجة، تأكد من أنها ستزول، وأنك قادر على التعامل معها حتى تزول. حاول ممارسة تمارين اليوغا ، التأمل والاسترخاء إذا شعرت بالقلق أو الخوف، وستُساعدك هذه التمارين أيضًا على مواجهة المواقف التي تُشعرك بالتوتر.
الصداقة والصحبة الصالحة | فنجان
أن يكون جسر يصلك إلى الصلاح. أن يكون سندًا لك عند المواقف الصعبة. يعتبر الغضب سيّد المواقف عند اختيار الصديق الصالح بعد معرفة تصرفه في حالة غضبه. بعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم عند الغضب, هذه النوعية من الاشخاص لا يمكنك أن تأخذهم كاصدقاء لك. عند اختيارك لصديقك الصالح يجب عليك مراعاة التوافق الكامل و التام بينكم من حيث الظروف الاجتماعية و الأخلاقية و التربوية. عند اختيارك صديق صالح يجب أن تختاره بطريقة حذرة جدًا لأن الصديق سوف يحل مكان العائلة و في الكثير من الأوقات يأخذ الصديق دور الطبيب النفسي لأن الصديق له القدرة على معالجة و حل مشاكل صديقه, لهذا السبب قم باختيار صديق يتّسِم بالحكمة و العقل و الصفات الصالحة و إذا كان غير ذلك سوف تكون الصداقة عبئًأ كبيرًأ عليك. فوائد الصداقة
إن الأصدقاء الصالحون و الجيدون يتواصلون معك بصراحة و لا يخجلون من قول الحقيقة إذا كان الششيء متعلقًا بمصلحتك. بالإضافة إلى ذلك, تتضمن الصداقة الصحيحة دعمًا متبادلًا. أهمية الصحبة الصالحة و ثمارها | المرسال. الأصدقاء الجيدون يدعمونك عندما يستطيعون حتى لو كان كل ما يمكنهم تقديمه هو أذن الاستماع لك. يوجد للصداقة الصحيحة فوائد عديدة, تشمل هذه الفوائد ما يلي:
عدم شعورك بالوحدة و العزلة الاجتماعية: إن الشعور بالوحدة و العزلة الاجتماعية يؤثر على الصحة العقلية و الجسدية.
الصحبة الصالحة // حكم و مواعظ من أقوال سيدنا ( عمر أبن الخطاب ) - هوامير البورصة السعودية
يمكن للأصدقاء الجيدين أن يساعدونك على تجنب العزلة و منعك من الشعور بالوحدة. عندما تشعر بالوحدة فأنت تعلم أنه يمكنك أن تقضي على ذلك الشعور بمجرد اتصالك مع صديق أو قضاء وقت معه. من الممكن أن يكون هناك عوامل تمنعك من الخروج إلى الخارج مع ذلك الصديق و لكن بمجرد معرفة أنك يمكنك أن تشاركه اتصالًا سوف يساعدك هذا الاتصال على التقليل من شعورك بالوحدة. تقليل التوتر: إن الجميع يواجه بعضًا من التوتر بغض النظر عن ما إذا كان التوتر يأتي بجرعات كبيرة أو صغيرة و بغض النظر عن مدى ضآلة ظهوره في البداية فإنه يمكن أن يتراكم بسرعة و يتعبك. قد تلاحظ بعض الأعراض المزاجية, على سبيل المثال: القلق أو الاكتئاب. يمكن أن يؤثر عليك التوتر بطرق أخرى مثل:
ضعف صحة الجهاز المناعي. الأرق. بعض المشاكل في الجهاز الهضمي. مشاكل قلبية. ارتفاع في ضغط الدم. قم بالتفكير بآخر مرة شعرت بها بالضيق أو القلق بشأن شيء معين. ربما تكون قد ذكرت مخاوفك لصديقك المقرب و استمع إليك و قدّم إليك الحلول. إذا كنت تمتلك أصدقاء صالحين و جيدين يهتمون لأمرك و يساعدونك عند ضغوطاتك الكبيرة, فلا تتردد في طلب المساعدة. التنمية البشرية: إذا كنت تريد إحداث تغيير إيجابي في حياتك أو لديك عادة معينة تريد التخلص منها, يمكن للأصدقاء أن يساعدوك في ذلك.
عبارات
ذات صلة الإسلام في بريطانيا فوائد التفكر في خلق الله
فوائد صحبة الصالحين الأخيار
إنّ الصاحب يؤثّر في صاحبه سلبًا وإيجابًا، ولهذا فعلى المرء أن يختار أصحابه بعناية، فالصّحبة الصّالحة تُحسّن من سلوك العبد وتؤثّر فيه ويجني منها فوائد جمّة، نذكر بعضها فيما يأتي:
الإعانة على الطاعة
إنّ صحبة الصالحين الأخيار تُعين على الطاعة وتحضّ على العبادة، فالصاحب الصالح ينصح صاحبه ويحثّه على فعل الخيرات وينهاه عن المنكرات، وقد يقوم المرء بترك فعلٍ ما حياءً من أصحابه الصالحين، ولكنّ ذلك يكون فيما بعد سببًا لالتزامه بطاعة أو إقلاعه عن ذنبٍ بشكل دائم ومستمر. [١] والصّحبة الصّالحة هي خير معين على الاستقامة والالتزام، وخير سبيل لدوام التذكير بأوامر الله -تعالى- ونواهيه والرغبة في طاعته، [٢] وقد أمر الله -تعالى- بمصاحبة ومجالسة الأخيار، حيث قال -سبحانه-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ)، [٣] فهؤلاء يسعون في نشر الفضائل والعلوم، ومَن جالسهم انتفع بهم واهتدى بهديهم. [٤]
التنافس في الأعمال الصالحة
إنّ النفس البشريّة مجبولة على حب التنافس والتفوّق، وفي صحبة الأخيار يكون هذا التنافس تنافسًا محببًا خاليًا من الحسد والغيرة، حيث يتنافس أهل الخير في الطاعات وفي الأعمال الصالحة، فالعبد عندما يُجالس الصالحين ويصاحبهم يتّجه في البداية للاقتداء بهم وهم يوجّهونه ويحرصون على نفعه.
إن الصديق الذي يشعر أنك متاح له عند الحاجة, سوف يكون موجودًا من أجلك عندما تحتاج إليه. يحتفل أصدقاؤك بانتصاراتك و يساعدونك في التغلب على نكساتك: إن الصديق الجيد سوف يقوم بتهنئتك على إنجازاتك دون أن يسمح لك بالراحة على أمجادك. إضافة إلى ذلك, إن الصديق الجيد لا يسمح لك بالغرق في الشفقة على الذات عندما تنحرف الأمور و تكون ضدك. يراك أصدقاؤك على ما أنت عليه: جميعنا نرتدي أقنعة في حياتنا العامة سواء اخترنا الاعتراف بذلك أم لا. يرى الصديق الجيد ما رواء القناع و ينظر إلى الشخص الحقيقي الذي يقف خلف القناع. الصديق الجيد يُلهمك أن تكون أفضل مما أنت عليه و يهتم بك بسبب من أنت و ما أنت عليه. يخبرك أصدقاؤك عندما ترتكب خطأ: جميعنا لا نحب سماع كلمة ( فشلت) أو كلمة ( أخطأت) هذه مجرد طبيعة بشرية و لكن مع ذلك إن الصديق الحقيقي قادر على إخبارك بأنك أخطأت دون وضع المقدمات قبل ذلك. الأصدقاء الذين يحبونك و يدعمونك عندما لا يتفقون معك بشيء ما كنت قد ارتكبته و كان خطأ و يخبرونك بذلك هم الأشخاص الذين يستحقون الاحتفاظ بهم بغض النظر عن المكان الذي تأخذك إليه الحياة. [1]
يقول أحد الشعراء: ( عن المرءِ لا تسأل وَسَل عن قرينِهِ فكُلُّ قرينٍ بالمُقارِنِ يقتدي). دعانا الإسلام إلى التعارف و بناء الروابط الأخوية بين البشر و أخصّ على صحبة الصالحين و انتقاء أخيرهم لأن الصحبة لها أثر عميق على الفرد و المجتمع. إن الفرد عندما يصاحب صديق خَيّر الأخلاق و الصفات سوف يَتَخَلّق بأخلاقهم و يقتدي بصفاتهم, و عندما تكون الأخلاق و الصفات حميدة حينها سوف تستقيم الصحبة و تدوم المعاشرة و الألفة بين الأصحاب. تشمل اختيار الصحبة الكريمة ما يلي:
الإيمان
من أهم شروط اختيار الصحبة الكريمة هي صفة الإيمان, أن يصاحب المسلم مسلمًا ذا دين يقف مع صاحبه على الخير و ينهيه عن الشر, أن يكون مجتنب النواهي و مطيع لأوامر الله تعالى. دليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الرجل على دين خليلِهِ فلينظر أحدكم من يُخالل). الخليل تعني الصاحب. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون الصداقة مبنيّة على الصدق, و التعاون على البر و التقوى. الاتّصاف بالأخلاق الحميدة
أن يكون صاحبك حميد الأخلاق و الأفعال, ذو طبع كريم و أمانة, يتَّصِف بالوفاء, صادق اللسان و مخلص في النصيحة, و أن يكون بعيدًا عن الأنانية و حب الذات.
تفسير قوله تعالى: (له مقاليد السماوات والأرض... )
قال تعالى: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63]. المقاليد: المفاتيح، أي: له مفاتيح خزائن السماوات والأرض، فله مخازن الخير من السماء بالأمطار والغيث، وله مخازن الأرض ومفاتيحها بالنبات والإنبات، كما أن في طيها كنوزاً وخيرات، فالله بيده المفاتيح وله المخازن وهو خالقها، يعطي من يشاء مقدراً، ويعطي من يشاء بغير حساب ويرزق من يشاء ويبسط له. إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة الزمر - تفسير قوله تعالى وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون- الجزء رقم5. ويقول بعض المفسرين: إن كلمة (مقاليد) أصلها فارسي، وهذا قول صدر منه دون تفكر ولا تمعن، لأنه ليس في القرآن إلا الكلام العربي مفرداتٍ وجملاً، فهو كلام عربي أنزله الله على نبي عربي، وهذا المعنى طالما تصدى له الإمام الشافعي في كتابه الرسالة بأدلة وقوارع لا تقبل جدلاً، ولا نقضاً. وكون الكلمة توجد في القرآن ولها ما يشبهها في لغات أخرى ليس ذلك دليلاً، ولم لا نقول: تلك اللغات أخذت عن لغة العرب؟ أو أن هذه الكلمات تشابهت في لغات مختلفة، وهذا كثير في اللغات، وأصلها من لغة واحدة، ثم خلق منها زوجها، ثم بث منهما رجالاً كثيراً ونساء، ثم تبدلت اللغات وتكاثرت حسب الحاجة والمصلحة للناس.
إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة الزمر - تفسير قوله تعالى وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون- الجزء رقم5
اللغة العربية انتشرت في الأرض قبل الإسلام وكانت أوسع اللغات على الإطلاق، دليل ذلك: سعتها في القرآن الكريم، فإن كلام الله العظيم بما اشتملت عليه من معانٍ عامة وخاصة، دنيوية وأخروية، وفيما يتعلق بذات الله وبصفاته، وبأمور الآخرة وأمور الدنيا. فكلمة مَقَالِيدُ كلمة عربية أصيلة وليس في القرآن كلمة واحدة ليست بعربية. قوله: لَهُ مَقَالِيدُ أي: مفاتيح السماوات والأرض، ومقادير السماوات والأرض. قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63]. أي: والذين كفروا بعلامات قدرة الله وبمعجزات وحدانية الله، والذين أعموا بصائرهم قبل أن يعموا أبصارهم عن رؤية الأدلة الواضحة البينة، أولئك الذين كذبوا والذين لم يؤمنوا و أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، أي: الذين خسروا دنياهم ثم خسروا آخرتهم، ثم خسروا أنفسهم وأصبحوا من أهل النار. ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ﴾. تفسير قوله تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون)
قال تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64]. قل يا محمد لهؤلاء الذين قالوا لك: اعبد آلهة آبائنا، فإن فعلت عبدنا إلهك، وكانوا قد طلبوا ذلك من أبي طالب ليأمر ابن أخيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال الله له: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ.
﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ﴾
أي: أتامروني أن أعبد غير الله، أيخطر في بال إنسان عاقل أن نبياً جاء يأمركم بالتوحيد وبالقضاء على الأوثان والأصنام، يعبد آلهتكم التي نهاكم عن عبادتها، ألهذه الدرجة ضاعت عقولكم وجننتم؟ فقوله: (تأمروني) مخففة النون، وقرئت بالتشديد عوضاً عن النون، وأصلها: تأمرونني، وكل ذلك فصيح في لغة العرب التي بها نزل القرآن. فقوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ، أي: أتنتظرون مني أن أعبد غير الله كيف ذلك؟! أضاعت عقولكم أجننتم؟
تفسير قوله تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك... )
قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]. أي: لقد أوحينا إليك وإلى من سبقك: لئن اتخذتم مع الله شريكاً ليحبطن أعمالكم، فيحبط عملك يا محمد كما حبط عمل غيرك ممن أشركوا بالله. قال تعالى: وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، الذين خسروا حياتهم ودنياهم وأخراهم ورسالتهم، قال هذا خطاباً لنبي الله، ولكن الأنبياء معصومون عن الكبائر فضلاً عن الشرك، فهذا القول إخبار لنا بأن الشرك يحبط الأعمال؛ لأن الله أمرنا بالتوحيد وجميع الأنبياء السابقين، فأنذرهم إن هم أشركوا مع الله أن تحبط أعمالهم وتترك وتكون كلها ضائعة ويكونوا من الخاسرين.
وإحباط الأعمال بالشرك هو ما عليه جماهير الفقهاء، ومن يرتد من المسلمين يحبط عمله؛ وإذا كان متزوجاً فسخ عقد زواجه، وأصبحت المرأة محرمة عليه، وتعتبر طلقةً بائنة لا تعود إليه ولو أسلم إلا بعقد جديد، فإن كان قد حقق هدى الإسلام ورجع وتاب جاز له أن يعيدها، هكذا تكون أعماله في الدنيا، وأعماله في الآخرة أكثر وأشد، وكذلك لا توارث بينه وبين ورثته، فلا توارث بين دينين. قوله: (ليحبطن عملك) اللام للتوكيد موطئة للقسم، أما التوكيد فالمعنى: إن أشركت حبط عملك وذهب، وهذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لأتباعه؛ لأن الرسل معصومون لا يشركون بالله سبحانه. تفسير قوله تعالى: (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)
قال تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:66]. يقول الله لنبيه جواباً عن أولئك الذين قالوا: لن نعبد الله وحده، قال الله: بل، أي: فاضرب عن قول أولئك وأهمله، ولا تلتفت إليه. وفي قوله: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ ، قُدِّم المعمول على العامل، وهذا يفيد الحصر، أي: لا تعبد إلا الله، ولا تخلص إلا لله، واحصر عبادتك لله الواحد بإخلاص لا رياء فيه ولا سمعة، وهو أمر لرسول الله وأمر لجميع المؤمنين.