وخلع على علي بن حمدان لقب سيف الدولة وأمر أن تكتب أسماؤهم على الدنانير والدراهم. بعد تخلي ناصر الدولة عن منصب إمرة الأمراء سنة 331هـ، عاد إلى الموصل، ومكث سيف الدولة في نصيبين التي كانت مأمنه ومستقره وموطن أمواله وضياعه، وعندما بلغته أخبار الشام واضطراب الأمور فيها وأنها لم تستقم للإخشيد الذي كان قد مدّ نفوذه إلى بلاد الشام ودخل حلب سنة 325هـ/937م، استأذن أخاه ناصر الدولة بالتوجه إلى حلب وتسلم مقاليد الأمور فيها، فوافق بعد تردد، وتحرّك سيف الدولة نحو الشام ودخل حلب دون مقاومة في 8ربيع الأول سنة 333هـ/17تشرين الأول سنة 944م. لم يقبل الإخشيد باستيلاء سيف الدولة على حلب وقام صراع بين سيف الدولة والأخشيد، وانتهى الصراع سنة 336هـ/947م، بعقد اتفاق ترك بموجبه الإخشيديون حكم شمالي الشام لسيف الدولة. بعد سيطرة سيف الدولة على حلب واعتراف الإخشيد وابنه من بعده بضم حمص وأنطاكية إليه صارت حلب مركزاً لإمارة ضمت جند قنسرين وحمص ومناطق الثغور الجزرية والشامية وديار مضر وبكر. وضمت هذه الإمارة صنوفاً من الناس من العرب الوافدين عليها منذ ما قبل الإسلام، كتغلب وبكر، والجماعات الآرامية من سريانية وأرمينية إضافة إلى العناصر العربية التي دخلت الشام والجزيرة مع الفتوح وبعدها ولاسيما المجموعات القيسية الجديدة التي تدفقت في العقدين الثاني والثالث من القرن الرابع الهجري وسببت فوضى سياسية واقتصادية كبيرة، وقد نجح سيف الدولة بعد تأسيسه لإمارته أن يضبط هذه القبائل ضبطاً شديداً، كما حاول أن يتألفهم حتى يستطيع الاعتماد عليهم في حروبه مع الروم ولاسيما قبيلة كلاب التي كانت قبيلة كبيرة مقيمة في المنطقة المحيطة بحلب.
مجلة النبأ - العدد 57 - من أعلام الشيعة - سيف الدولة الحمداني
سلطته كانت على شمال سوريا مركزها في حلب، والجزيرة الغربية مركزها ميافارقين، وكان معترفا بها من قبل الأخشيد والخليفة، عانت مملكته من سلسلة من التمردات القبلية حتى 955 م، لكنه كان ناجحا في التغلب عليها والمحافظة على ولاء أهم القبائل العربية، أصبحت دولة سيف الدولة في حلب مركز الثقافة والحيوية، وجمع من حوله من الأدباء و منهم أبو الطيب المتنبي الذي ساعد في ضمان شهرته للأجيال القادمة. كان راعياً للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه في حلب الشُعراء والعُلماء والأدباء والمفكرون، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، وأبو نصر الفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن عمه وأخي زوجته أبي فراس الحمداني شاعر حلب. وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة، أصبحت عاصمة دولته حلب مقصدا للعلماء والشعراء العرب في هذه الفترة من حكم سيف الدولة.
قصة المتنبي مع سيف الدولة الحمداني - سِجلات الأردن - Jordan Records
فأرسل لهم ناصر الدولة علي، بعد أن سجل انتصارا على أبي الحسين البريدي في المدائن، سمي علي محافظ واسط ومنح لقب سيف الدولة (سيف الأسرة)، الذي أصبح بعده مشهورا. هذه المنحة المزدوجة للأخوة الحمدانيين هي المرة الأولى التي تقوم بها الدولة بدمج لقبين مرموقين لأي شخص آخر غير الوزير، المساعد الخاصّ للخليفة. أُثبت أن نجاح الحمدانيون لم يدم طويلا. ولكنهم كانوا معزولين سياسيا، ووجدوا تأييدا بسيطا من أقوى توابع الخليفة، السامانيون من بلاد ما وراء النهر والإخشيديون في مصر. نتيجة لذلك، في عام 943 اندلع تمرد حول قضايا الدفع ضمن قواتهم (تتألف معظمها من الأتراك والديلم والقرامطة والقليل من العرب)، تحت قيادة التركي تيوزين، أجبروا للتخلي عن بغداد. عين الخليفة المتقي تيوزين كأمير الأمراء. لكن سرعان ما تشاجر معه وفر شمالا طلبا للحماية الحمدانية. ومع ذلك، تيوزين هزم ناصر الدولة وسيف الدولة في ساحة المعركة، وفي عام 944 عقد اتفاق يسمح للحمدانيين أن يحافظوا على الجزيرة وأيضاً إعطائهم السلطة الاسمية على شمال سوريا (التي لم تكن تحت السيطرة الحمدانية ذلك الوقت)، في مقابل جزية كبيرة. من الآن وصاعدا، ناصر الدولة سيكون رافدا( دافع للجزية - مدفوع كجزية) لبغداد.
حدود الدولة الحمدانية
ومع استفحال أمر "الشاري" ظلّ الخليفة يفكر في وسيلة للقضاء عليه، ووجدها "الحسين بن حمدان" فرصة لإظهار قدراته واكتساب ثقة الخليفة وإطلاق سراح أبيه من الحبس، واستطاع الحسين هزيمة الشاري بعد معركة قوية، وأسره وقدّمه إلى الخليفة يرسف في أغلاله؛ فسر الخليفة بذلك، وأطلق سراح أبيه، وبدأ مرحلة جديدة من التعاون مع بني حمدان؛ فاستعان بهم في محاربة القرامطة والتصدي لخطرهم، كما وجههم إلى العديد من الفتوحات في فارس ومصر والمغرب. وهكذا استطاع الحمدانيون الوصول إلى أخطر المراكز، وتقلدوا أعلى المناصب، وشاركوا مشاركة فعلية في الحياة السياسية في بغداد لفترة غير قصيرة، واستطاعت الأسرة الحمدانية أن توثق صلاتها بالعباسيين، وأخذ نفوذهم يزداد، وتوغلوا في جميع مرافق الدولة، بالرغم من الدسائس والمؤامرات المستمرة التي ظلت تحاك ضدهم من بعض العناصر غير العربية في بلاط العباسيين، وبرز عدد كبير من أبناء هذه الأسرة كان في مقدمتهم الأمير "سيف الدولة الحمداني". سيف الدولة الحمداني.. الأمير الفارس
وُلد الأمير "سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدون التغلبي" في (303هـ = 915م) في مدينة "ميافارقين" -أشهر مدن ديار بكر- على إثر تولي أبيه إمارة الموصل.
تحليل الخطبة:
تشمل الخطبة على المضامين التالية:
1- التعريف بنفسه:
إن أهل العراق اعتقدوا أن الحجاج بدوي لا دراية له في أمور السياسة والحكم لذلك استهتروا بقدومه خاصةً أنهم هزموا أقوى الجيوش لذا كان على الحجاج أن يعرفهم بنفسه ويؤكد لهم انه قادر على تخطي كل الصعاب وانه رجل لا يعرف قلبه الرحمة ويحب إراقة الدماء, ولذلك يجب عدم تجربته لان ذلك سيؤدي إلى حفظ الأرواح أما التجربة فستؤدي إلى الموت. خطبه الحجاج بن يوسف الثقفي 29. 2- سياسة العنف:
بيّن الحجاج منذ البداية انه سيتبع معهم سياسة الدم واللحم وسيعاقبهم عقابا شديدا على أقل فعل وأنه إذا قال فعل وإذا خطط نفذ. 3- سبب اختياره:
يقول الحجاج إن الخليفة بحث عن أشد الناس وأكثرهم قسوة ليختاره وليًّا على العراق فلم يجد أقسى من الحجاج ولذلك اختاره بهذه المهمة لأن العراق شعب الضلال والكفر والفتن. 4- بيّن الحجاج لأهل العراق انه لا مفر من طاعته ولذلك عليهم محاربة الخوارج وكل من تخلّف تُضرب عنقه. - إن الحجاج على الرغم من ظلمه وقسوته كان مطلعا وعالما في القران الكريم لذلك استخدم في النص آية قرآنية وذلك بهدف التشبيه بين أهل الكوفة الذين عاشوا في نعمة الأمير (الخليفة) لكنهم لم يقدروا هذه النعمة لذلك حذرهم الحجاج من أن عقابهم سيكون كعقاب الله سبحانه وتعالى كتلك القرية التي كفرت بنعمة الله.
خطبه الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 1
وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر، وكان يكثر تلاوة القرآن، ويتجنب المحارم، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وسائرها وخفيات الصدور وضمائرها، قلت: الحجاج أعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء وكفى به عقوبة عند الله عز وجل، وقد كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلثمائة درهم. والله أعلم. انتهى.
يستعملون علينا مثل هذا، ولقد ضيع العراق حين يكون مثل هذا أميراً عليه، والله لو كان هذا كله كلاماً ما كان شيئاً، والحجاج ينظر يمنة ويسرة، حتى غص المسجد بأهله، فقال: يا أهل العراق! إني لا أعرف قدر اجتماعكم إلا اجتمعتم، قال رجل: نعم- أصلحك الله- فسكت هنيهة لا يتكلم، فقالوا: ما يمنعه من الكلام إلا العي والحصر، فقام فحدر لثامه، وقال: يا أهل العراق! أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود. خطب الحجاج بن يوسف الثقفي PDF – المكتبة نت لـ تحميل كتب PDF. أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. ثم قال: والله يا أهل العراق، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مسكا، فوجهني إليكم، ورماكم بي. يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني والله لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت، إياي وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟.