يقول الرواة: إنّه(عليه السلام) كان يصلّي نوافل الليل، ويصلها بصلاة الصبح، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتّى يقرب زوال الشمس. مولد الإمام الكاظم عزاء. وكان من مظاهر الطاعة عنده(عليه السلام) أنّه دخل مسجد جدِّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أوّل الليل، فسجد(عليه السلام) سجدة واحدة وهو يقول بنبرات ترتعش خوفاً من الله: «عَظُم الذنبُ عندي فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة»(1)، وجعل(عليه السلام) يردّد هذا الدعاء بإنابة وإخلاص وبكاء حتّى أصبح الصباح. وحينما أودعه الطاغية الظالم هارون الرشيد العبّاسي في ظلمات السجون، تفرّغ(عليه السلام) للعبادة، وشكر الله على ذلك قائلاً: «اللّهمّ إنّي طالما كنت أسألك أن تُفرّغني لعبادتك، وقد استجبتَ لي، فَلَك الحمدُ على ذلك»(2). وكان الطاغية هارون يشرف من أعلى قصره على السجن، فيبصر ثوباً مطروحاً في مكان خاصّ لم يتغيّر عن موضعه، وعجب من ذلك، وراح يقول للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟ فيجيبه الربيع قائلاً: يا أمير المؤمنين، ما ذاك بثوب، وإنّما هو موسى بن جعفر، له في كلّ يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، وبهر الطاغية وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فمالك قد ضيّقت عليه الحبس؟ قال: هيهات، لا بدّ من ذلك!
مولد الإمام الكاظم الربيعي
وما نراه أنّ الإمام ( عليه السلام) لم يتخف ، ولم يتهرّب من السلطة في يوم من الأيّام ، بل كان في يثرب مقيماً ينكر على هارون ، وعلى غيره من ملوك عصره بكل جرأة وإقدام ، وهذا الذي أوصل به إلى السجن.
مولد الإمام الكاظم عزاء
كان يلقب بزين المجتهدين في المدينة، وكان أحفظهم لكتاب الله الكريم.. فمن أراد أن يكون جعفريا وموسويا بصدق، عليه أن يقتدي بموسى بن جعفر(عليه السلام) ، وعليه أن يتأسى بفعله وعمله وجهاده ومقاومته للظلم وللظالمين وأن يجتهد في أن يقتبس من صبره على الطاعة والعبادة الهادفة …
الإمام (ع) يؤثر ولا يتأثر
ومما يروى إن هارون الرشيد أنفذ إلى الكاظم جارية حصيفة، لها جمال ووضاءة لتخدمه في السجن او لكي تغريه وتوقعه في الريبة ، وإذا بها تتحول إلى عابدة، ترتمي على الأرض ساجدة وهي تقول: (قدوس سبحانك سبحانك)!..
كلّ هذه الأمور وغيرها أثارت للدولة الإسلامية وللامّة المسلمة الكثير من المصاعب والمصائب التي كانت السبب الرئيس في انحراف المسيرة المقرّرة للرسالة الإسلامية ووقوع الكثيرين في شباك الفتن والضلالة حتى قال الإمام عليّ ( عليه السّلام) عن ذلك:
« إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، ويتولّى عليها رجال رجالا على غير دين اللّه ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ ؛ لم يخف على المرتادين ، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ، وينجو الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى » [11]. [1] للمزيد من التفصيل راجع معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري: 2 / 43. [2] سنن الدارمي: 1 / 125 ، وسنن أبي داود: 2 / 262 ، ومسند أحمد: 2 / 162 وتذكرة الحفّاظ: 1 / 2. مولد الإمام الكاظم بغداد. [3] طبقات ابن سعد: 5 / 140 ط. بيروت. [4] تاريخ ابن كثير: 8 / 107 ، وسنن الدارمي: 1 / 54 ، وتفسير الطبري: 3 / 38 والإتقان للسيوطي: 1 / 115. [5] تأريخ الطبري: 2 / 448 ط مؤسسة الأعلمي. [6] سنن الدارمي: 2 / 365 ، والسنن الكبرى للبيهقي: 6 / 223.
علي السلطاني/عامل الناس كما يعاملوك - YouTube
علي السلطاني/عامل الناس كما يعاملوك - Youtube
كلمة الآغا: الحياة ليست معادلة حسابية، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك لا كما عاملوك - YouTube
اكتشف أشهر فيديوهات عامل الناس كما يعاملونك | Tiktok
الحمد لله...
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، عبارة دارجة، وحكمة يكررها الناس، وهي ليست حديثا عن النبي ¬–صلى الله عليه وسلم- وإنما قاعدة من القواعد المهمة في السلوك المحمود، ولكن دعوني أعطيكم قاعدة أخرى لا تقل في الرقي والسمو من هذه القاعدة، بل هي أفضل منها، قاعدة أريدكم أن ترددوها وتحفظوها وتعملوا بها، وأتمنى أن نخرج من الخطبة وقد وعينها وحفظناها، أتدرون ما هذه القاعدة؟
عامل الناس بما تحب أن يعاملك الله، أنا لا أريدك أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك فحسب، وإنما أريدك أن ترتقي قليلا فتعامل الناس بما تحب أن يعاملك الله جل جلاله، فالذي تريده من الله عز وجل افعله للناس كي يمنحك الله إياه. وأعطيكم بعضُ الأمثلة:
أتريدُ يا عبد الله الرزق؟ وأن يعطيك الله؟ فبكل بساطة أنفق في وجوه الخير ينفق الله عليك، فقد روى أبو هريرة –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ¬–صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ) متفق عليه، فهذا وعد من الله عز وجل بِالْخُلْفِ لمن أنفق في وجوه الخير لقوله عز وجل وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفهُ. أتريد أن يرحمكَ الله عز وجل؟
فارحم الناس ولا تشقَ عليهم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ¬–صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) رواه الترمذي.
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك: قناة الوعد فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا | قناة مسيحية
أقرأ التالي أكتوبر 29, 2021 اقتباسات عن الغاية أكتوبر 28, 2021 حكم رائعة عن السرور أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن أصحاب المصالح أكتوبر 28, 2021 حكم وأقوال عن النقد أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الغناء أكتوبر 28, 2021 أقوال العظماء عن الغربة أكتوبر 28, 2021 اقتباسات عن الشيء الجديد أكتوبر 27, 2021 أقوال العظماء عن التقوى أكتوبر 27, 2021 حكم وأقوال عن الفراغ أكتوبر 27, 2021 اقتباسات عن الأمر الكبير
فسأل القاضي والد الفتى ماذا أعطى والد الفتاة، فأجاب والد الفتى: أعطيته مبلغا كبيرا من المال، فطلب منه القاضي أن يحلف بالله فحلف، واتجه القاضي لوالد الفتاة وسأله: هل قمت بأخذ شيء منه، فقام والد الفتاة: بالحلفان أنه لم يأخذ شيئا منه، فسأل القاضي والد الفتى: هل قمت بإعطاءه المال نقدا، فرد والد الفتى: لقد وضعت مبلغا من المال في مغلف وسلمته له.