تاريخ النشر: الخميس 11 صفر 1425 هـ - 1-4-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 46544
67448
0
350
السؤال
ما الفرق بين الروح والنفس والجسد، وهل للمخلوقات الأخرى أرواح، فإذا كان الجواب نعم فهل هناك فرق بينها وبين روح الإنسان؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالروح والنفس بمعنى واحد: وهي الطاقة أو القوة المدبرة المحركة للجسد، فإذا فارقته بالموت خرجت منه الحياة وأصبح جثة هامدة، وهي من أمر الله تعالى تسري في الجسم كما يجري الماء والبلل في الأغصان والأوراق....
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلاما معناه: تسمى نفسا باعتبار تدبيرها للبدن، وتسمى روحا باعتبار لطفها...
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة: إن الله قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء. وقال بلال: يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، وقال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر:42]، وتسمى نسمة أيضاً كما في حديث المعراج: أن آدم عليه السلام إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، وأن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هذه الأسودة نَسَمُ بنيه (أرواحهم) عن يمينه السعداء، وعن يساره الأشقياء.
الفرق بين الروح والنفس ابن القيم
أنواع النفس
النّفس المطمئنّة، وهي النّفس المؤمنة الصّادقة مع ربّها، الملتزمة بدينها، التي لا تطمئنّ إلّا بقربها من ربّ العزّة سبحانه، وتستوحش بالبعد عن طريق الله تعالى. ما الفرق بين الروح والنفس والجسد عند علماء المسلمين - ملزمتي. النّفس الأمّارة بالسّوء، وهذه النّفس هي النّفس التي تدعو صاحبها لاقتراف الآثام وإتيان السّوء والمعاصي، وعدم التورّع عن ذلك، وهذه النّفس هي عكس النّفس المطمئنة. النّفس اللّوامة، وهي النّفس التي تكون وسطاً بين النّفس الأمارة بالسّوء، والنّفس المطمئنة، ويكون من أبرز خصائص هذه النّفس: أنّها كثيرة اللّوم والعتاب إذا ما اقترفت الذّنوب، أو أخطأت في جنب الله تعالى. تعريف الرّوح
الرّوح ذكرها الله سبحانه وتعالى في آياتٍ عديدة، فهي المادّة التي وضعها الله تعالى في جسد آدم -عليه السّلام- حينما خلقه، فبثّت في أجزاء جسده الحياة، والحركة، والحيويّة، وهي المادّة التي اختصّ الله سبحانه وتعال بعلمها فلا يعلم ماهيّتها وحقيقتها سواه. الفرق بين النّفس و الرّوح
يرى بعض العلماء أنّ النّفس والرّوح تعبّران عن شيءٍ واحد، ومنهم من فرّق بينهما في كون أنّ النّفس تتعلّق بشخصيّة الإنسان وما يجري عليها من تكاليف شرعيّة، وسنن كونيّة من موتٍ وحياة ومرض، بينما الرّوح هي أكثر تعبيرًا عن المادّة التي تعطي الجسد الحياة، والتي لا يعلم كنهها إلا الله تعالى.
الفرق بين الروح والنفس والجسد
[٧]
في سورة الشعراء في قوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) ، [٨] ، والرُوح الأمين هنا المقصود به جبريل عليه السلام الذي يَنزل بالقرآن الكريم من عند الله تبارك وتعالى ليَنقله إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وليس المقصود في هذه الآية أرواح الناس. [٩]
في سورة غافر، في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) ، [١٠] ويُقصد بالروح في هذه الآية الوحي بالرسالة، وهذا يُبيّن حقيقة الوحي، وأنّه حياةٌ وروحٌ للبشرية جمعاء؛ لأنّ القرآن المُوحى به من عند الله -بواسطة الوحي جبريل- فيه صَلاح الناس، والمُسلمين في كلِّ زمانٍ ومكان. الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين - موضوع. [١١]
في سورة النبأ، في قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) ، [١٢] والروح هنا هو جبريل عليه السلام أعلى الملائكة مَقاماً؛ حيثُ يَقف الخَلق جميعاً -بما فيهم الملائكة وعلى رأسهم جبريل- صفّاً، ولا يَتكلَّم أحدٌ من الخَلائق إلّا بإذن الله. [١٣]
النفس في القرآن الكريم
لقد وَردت كلمة النّفس والأنفس في القرآن الكريم في عِدّة مواضع؛ حيثُ وَردت في المواضع الآتية:
في سورة الزمر، في قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
3. ملك من ملائكة الله أعظم من جبرئيل مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمّة عليهم السّلام يسدّدهم. قال الله تعالى: ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ) [ النبأ: 38]. 4. جبرئيل ، قال الله تعالى: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) [ النحل: 102] يعني جبرئيل.
( وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} أي:بسبب تزيين الشيطان للباطل وتحسينه له، وإعراضهم عن الحق، فاجتمع هذا وهذا. فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتد، وليس كذلك؟ قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر اللّه، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم. فهذه حالة هذا المعرض عن ذكر اللّه في الدنيا، مع قرينه، وهو الضلال والغيّ، وانقلاب الحقائق.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا
و"﴿ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾" هو القُرْآنُ المُعَبَّرُ عَنْهُ بِالذِّكْرِ في قَوْلِهِ ﴿أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا﴾ [الزخرف: ٥]. وإضافَتُهُ إلى الرَّحْمَنِ إضافَةُ تَشْرِيفٍ وهَذا ثَناءٌ خامِسٌ عَلى القُرْآنِ. والتَّقْيِيضُ: الإتاحَةُ وتَهْيِئَةُ شَيْءٍ لِمُلازَمَةِ شَيْءٍ لِعَمَلٍ حَتّى يُتِمَّهُ، وهو مُشْتَقٌّ مِنِ اسْمٍ جامِدٍ وهو قَيَّضَ البَيْضَةَ، أيِ القِشْرَ المُحِيطَ بِما في داخِلِ البَيْضَةِ مِنَ المُحِّ لِأنَّ القَيْضَ يُلازِمُ البَيْضَةَ فَلا يُفارِقُها حَتّى يَخْرُجَ مِنها الفَرْخُ فَيَتِمَّ ما أُتِيحَ لَهُ القَيْضُ. فَصِيغَةُ التَّفْعِيلِ لِلْجَعْلِ مِثْلُ طَيَّنَ الجِدارَ: ومِثْلُ أزَرَهُ، أيْ ألْبَسَهُ الإزارَ، ودَرَعُوا الجارِيَةَ، أيْ ألْبَسُوها الدِّرْعَ. وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا. وأصْلُهُ هُنا تَشْبِيهٌ أيْ نَجْعَلُهُ كالقَيْضِ لَهُ، ثُمَّ شاعَ حَتّى صارَ مَعْنًى مُسْتَقِلًّا، وقَدْ تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿وقَيَّضْنا لَهم قُرَناءَ﴾ [فصلت: ٢٥] في سُورَةِ فُصِّلَتْ فَضُمَّ إلَيْهِ ما هُنا. وأتى الضَّمِيرُ في (لَهُ) مُفْرَدًا لِأنَّ لِكُلِّ واحِدٍ مِمَّنْ تَحَقَّقَ فِيهِمُ الشَّرْطُ شَيْطانًا ولَيْسَ لِجَمِيعِهِمْ شَيْطانٌ واحِدٌ ولِذَلِكَ سَيَجِيءُ في قَوْلِهِ ﴿قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وبَيْنَكَ﴾ [الزخرف: ٣٨] بِالإفْرادِ، أيْ قالَ كُلُّ مَن لَهُ قَرِينٌ لِقَرِينِهِ.
{ { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}} بسبب تزيين الشيطان للباطل وتحسينه له، وإعراضهم عن الحق، فاجتمع هذا وهذا. فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتد، وليس كذلك؟ قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر اللّه، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم. فهذه حالة هذا المعرض عن ذكر اللّه في الدنيا ، مع قرينه، وهو الضلال والغيّ، وانقلاب الحقائق.