[ ص: 361]
وروي عن البراء بن عازب قال: " تحيتهم يوم يلقونه " ، يعني: يلقون ملك الموت ، لا يقبض روح مؤمن إلا يسلم عليه. وعن ابن مسعود قال: إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام. وقيل: تسلم عليهم الملائكة وتبشرهم حين يخرجون من قبورهم ( وأعد لهم أجرا كريما) يعني: الجنة.
وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
تفسير:(وسبّحوه بكرة وأصيلا(٤٢)هو الذي يُصلي عليكم وملائكته.. )| الشيخ مصطفى العدوي - YouTube
معنى بكرة واصيلا | جاوبني هوست
وقال آخرون: معنى ذلك: ويعظموه. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) قال: الطاعة لله. وهذه الأقوال متقاربات المعنى, وإن اختلفت ألفاظ أهلها بها. ومعنى التعزير في هذا الموضع: التقوية بالنُّصرة والمعونة, ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال. وقد بيَّنا معنى ذلك بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا. فأما التوقير: فهو التعظيم والإجلال والتفخيم. وقوله ( وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) يقول: وتصلوا له يعني لله بالغدوات والعشيات. والهاء في قوله ( وَتُسَبِّحُوهُ) من ذكر الله وحده دون الرسول. وقد ذُكر أن ذلك في بعض القراءات: ( وَيُسَبِحُوا الله بُكْرَةً وَأَصِيلا). * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) في بعض القراءة ( ويسبحوا الله بكرة وأصيلا). حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة في بعض الحروف ( وَيُسَبِحُوا الله بُكْرَةً وَأَصِيلا). حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) يقول: يسبحون الله رجع إلى نفسه.
قال الرازي: أجاب الله عن هذه الشبهة بقوله: ﴿ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، كيف يصلح أن يكون جوابًا؟ ذلك لأن القادر على تركيب ألفاظ القرآن، لا بد أن يكون عالِمًا بكل المعلومات ظاهرها وخافيها من وجوه:
أحدها: أن مثل هذه الفصاحة لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات. وثانيها: أن القرآن مشتمل على الإخبار عن الغيوب، وذلك لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات. وثالثها: أن القرآن مبرأٌ عن النقص، وذلك لا يتأتى إلا من العالم، على ما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]. معنى بكرة واصيلا | جاوبني هوست. ورابعها: اشتماله على الأحكام التي هي مقتضية لمصالح العالم ونظام العباد، وذلك لا يكون إلا من العالم بكل المعلومات. وخامسها: اشتماله على أنواع العلوم، وذلك لا يتأتى إلا من العالم بكل المعلومات، فلما دلَّ القرآن من هذه الوجوه على أنه ليس إلا كلام العالم بكل المعلومات، لا جرم اكتفى في جواب شبههم بقوله: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ ﴾. 2- مما وقع به الرد على تلك الفرية أيضًا ما تضمنه قوله تعالى: ﴿ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ ﴾، قال أبو مسلم: المعنى أنه أنزله - القرآن - من يعلم السر، فلو كذب عليه لانتقم منه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴾ [الحاقة: 44، 45]، وقال آخرون: المعنى أنه يعلم كل سرٍّ خفي في السماوات والأرض، ومن جملته ما تسرونه أنتم من الكيد لرسوله عليه الصلاة السلام، مع علمكم بأن ما يقوله حقُّ ضرورةٍ، وكذلك باطن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءته مما تتهمونه به، وهو سبحانه مجازيكم ومجازيه على ما علِم منكم وعلِم منه.
( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام فبأي آلاء ربكما تكذبان)
وقال تعالى: ( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام فبأي آلاء ربكما تكذبان) اتصال الآيات بما قبلها على الوجه المشهور ، ظاهر لا خفاء فيه ، إذ قوله: ( يعرف المجرمون) كالتفسير. وعلى الوجه الثاني من أن المعنى لا يسأل عن ذنبه غيره كيف قال: يعرف ويؤخذ وعلى قولنا: لا يسأل سؤال حط وعفو أيضا كذلك ، وفيه مسائل:
المسألة الأولى: السيما كالضيزى وأصله سومى من السومة وهو يحتمل وجوها. سورة الرحمن يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخد بالنواصي والأقدام #shorts #ماهر_المعيقلي #حالات_واتس - YouTube. أحدها: كي على جباههم ، قال تعالى: ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم) [ التوبة: 35]. ثانيها: سواد كما قال تعالى: ( فأما الذين اسودت وجوههم) [ آل عمران: 106] وقال تعالى: ( وجوههم مسودة) [ الزمر: 60]. ثالثها: غبرة وقترة. المسألة الثانية: ما وجه إفراد " يؤخذ " مع أن " المجرمين " جمع ، وهم المأخوذون ؟ نقول فيه وجهان:
أحدهما: أن يؤخذ متعلق بقوله تعالى: ( بالنواصي) كما يقول القائل: ذهب بزيد.
ما اعراب يعرف المجرمون بسيماهم - إسألنا
وقال كعب: آن واد من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فيغمسون بأغلالهم فيه حتى تنخلع أوصالهم ، ثم يخرجون منها وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا فيلقون في النار ، فذلك قوله تعالى: يطوفون بينها وبين حميم آن. وعن كعب أيضا: أنه الحاضر. وقال مجاهد: إنه الذي قد آن شربه وبلغ غايته. ما اعراب يعرف المجرمون بسيماهم - إسألنا. والنعمة فيما وصف من هول القيامة وعقاب المجرمين ما في ذلك من الزجر عن المعاصي والترغيب في الطاعات. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى على شاب في الليل يقرأ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فوقف الشاب وخنقته العبرة وجعل يقول: ويحي من يوم تنشق فيه السماء ويحي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك يا فتى مثلها فوالذي نفسي بيده لقد بكت ملائكة السماء لبكائك.
سورة الرحمن يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخد بالنواصي والأقدام #Shorts #ماهر_المعيقلي #حالات_واتس - Youtube
آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 53)
مُتَّكِئِينَ
عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ( 54)
وللذين
خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطَّنة من غليظ الديباج,
وثمر الجنتين قريب إليهم. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 55)
فِيهِنَّ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ( 56)
في هذه
الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم
يطأهن إنس قبلهم ولا جان. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 57)
كَأَنَّهُنَّ
الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ( 58)
كأن هؤلاء
الزوجاتِ من الحور الياقوتُ والمَرْجانُ في صفائهن وجمالهن. آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 59)
هَلْ
جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ ( 60) فَبِأَيِّ
آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 61)
هل جزاء
مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة؟ فبأي نِعَم ربكما -
أيها الثقلان- تكذِّبان؟
وَمِنْ
دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ( 62) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 63)
ومن دون
الجنتين السابقتين جنتان أخريان. فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان؟
مُدْهَامَّتَانِ
( 64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 65)
هاتان
الجنتان خضراوان, قد اشتدَّت خضرتهما حتى مالت إلى السواد.
أما أهل الكفر فلهم علامات منها: زرقة العيون، كما قال الله سبحانه: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه:102] أي: نحشرهم زرق العيون، وسود الوجوه، كذلك قال سبحانه: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران:106].