المسألة الثانية: إذا كان
العدد أكثر من ثلاثة ، فيجوز أن يتناجى اثنان دون البقية ؛ لما روى أبو داود (4851)
، وفيه: قَالَ أَبُو صَالِحٍ ، فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: فَأَرْبَعَةٌ ؟ قَالَ:
( لَا يَضُرُّكَ). قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم ": " أَمَّا إِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً
فَتَنَاجَى اِثْنَانِ دُونَ اِثْنَيْنِ, فَلَا بَأْسَ بِالْإِجْمَاعِ " انتهى. وقال الشيخ محمد بن عبد
الهادي السندي رحمه الله: " قَوْله ( إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَة) يَدُلّ عَلَى
أَنَّهُ يَجُوز ذَلِكَ إِذَا كَانَ أَكْثَر مِنْ ثَلَاثَة ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِن أَنْ
يَأْتَنِس الثَّالِث بِالرَّابِعِ ، وَأَيْضًا بِوُجُودِ الرَّابِع لَا يَخَاف
الثَّالِث عَلَى نَفْسه مِنْهُمَا الشَّرّ " انتهى من " حاشية السندي على سنن ابن
ماجة ". إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان - موقع مقالات إسلام ويب. المسألة الثالثة: إذا كانت
هناك حاجة أو مصلحة راجحة على مفسدة التناجي ، فيجوز في هذه الحال أن يتناجى اثنان
دون الثالث. قال النووي رحمه الله في " رياض الصالحين ": باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث
بغير إذنه إلا لحاجة.
- إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان - موقع مقالات إسلام ويب
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 28
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 28
- كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ.
إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان - موقع مقالات إسلام ويب
السؤال:
اثنان فما فوق لا يُطلق عليهما جماعة عند الحنفية؟
الجواب:
هذا ما له تعلُّقٌ بالجمع، له تعلُّقٌ بإيذاء السامع الذي معهم، ولو كانوا ثلاثة، ولو كانوا أربعة، إذا كان الباقي واحدًا ما يفهم ما يقولون فإنه يحزن؛ لأنه يظن أنهم يتناجون فيه، وكذلك إذا تكلَّموا بلغةٍ لا يفهمها، كأن يتكلَّموا بالإنجليزية أو الفرنسية أو الأردية وهو لا يفهمها، وهو واحدٌ فقط، لا يجوز لهم ذلك؛ لأنه قد يظن أنهم يتناجون فيه، أو يتكلمون فيه بهذه اللغة. فتاوى ذات صلة
(بابُُ لَا يَتَناجَى إثْنانِ دُونَ الثَّالِثِ) أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ لَا يَتَنَاجَى أَي: لَا يتخاطب شخصان أَحدهمَا للْآخر دون الشَّخْص الثَّالِث إلاَّ بِإِذْنِهِ، وَقد جَاءَ هَذَا ظَاهرا فِي رِوَايَة معمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا: إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى إثنان دون الثَّالِث إلاَّ بِإِذْنِهِ فَإِن ذَلِك يحزنهُ، وَيشْهد لَهُ قَوْله تَعَالَى: { إِنَّمَا النَّجْوَى.. الَّذين آمنُوا} (التَّوْبَة: 51). الْآيَة. وقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا تناجيتم.... بِالْبرِّ وَالتَّقوى} (المجادلة: إِلَى قَوْلِهِ: {وعَلى الله فَليَتَوَكَّل كل الْمُؤْمِنُونَ} (التَّوْبَة: 51) وقَوْلُهُ: ياأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَالله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} (المجادلة: 12 13) [/ ح. هَذِه أَربع آيَات من سُورَة المجادلة: الأولى: قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا تناجيتم} الْآيَة.
- دعنا نطلع على تفسير هذه الآية ومثيلاتها، فهذا أحب إلي من الصدمات والصفعات التربوية. {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (البقرة:28). (كيف) سؤال عن الحال، والتعجب، أي هؤلاء ممن يجب أن يتعجب منهم حين كفروا وقد ثبتت عليهم الحجة. و(كيف) لفظه لفظ الاستفهام وليس به، بل هو تقرير وتوبيخ، أي كيف تكفرون نعمة الله عليكم وقدرته هذه؟ وبخهم بهذا غاية التوبيخ، لأن الموات والجماد لا ينازع صانعه في شيء، وإنما المنازعة من الهياكل الروحانية. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 28. قوله -تعالى-: {وكنتم أمواتا} هذه الواو واو الحال، والتقدير (وقد كنتم أمواتا) (فأحياكم ثم يميتكم)، ثم قال: (ثم يحييكم) قال ابن عباس وابن مسعود: أي كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا فأحياكم -أي خلقكم- ثم يميتكم عند انقضاء آجالكم، ثم يحييكم يوم القيامة، وهو الذي لا محيد للكفار عنه لإقرارهم بهما، وإدا أذعنت نفوس الكفار لكونهم أمواتا معدومين، ثم للإحياء في الدنيا، ثم للإماته فيها قوي عليهم لزوم الإحياء الآخر وجاء جحدهم له دعوى لا حجة عليها. وفي مناسبة نزول الآية ورد أنها نزلت في أبي بن خلف، وقيل العاصي بن وائل، وقيل أبو جهل قالوا في الروايات: جاء أحد هؤلاء الثلاثة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده عظم إنسان رميم ففته وذراه في الريح وقال: يا محمد أتزعم أن الله يحيي هذا بعد ما أرم (أي بلى) فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 28
{ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، ارتياب كثير من الناس فيه لأنهم لا يعلمون دلائل وقوعه. وقوله -تعالى-: {وهو الذي أحياكم} أي بعد أن كنتم نطفا. (ثم يميتكم) عند انقضاء آجالكم. كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ.. (ثم يحييكم) أي للحساب والثواب والعقاب، (إن الإنسان لكفور) أي لجحود لما ظهر من الآيات الدالة على قدرته ووحدانيته. {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بعد أن أدمج الاستدلال على البعث بالمواعظ والمنن والتذكير بالنعم أعيد الكلام على البعث هنا بمنزلة نتيجة القياس، فذكر الملحدين بالحياة الأولى التي لا ريب فيها وبالإماتة التي لا يرتابون فيها، وبأن بعد الإماتة إحياء آخر كما أخذ من الدلائل السابقة، وهذا محل الاستدلال، {إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ} تذييل يجمع المقصد من تعداد نعم المنعم بجلائل النعم المتقضية انفراده باستحقاق الشكر ولاعتراف الخلق له بوحدانية الربوبية.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 28
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ(31). الأنعام. تذهل في ذلك اليوم كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى. قال رسول الله عن الروح عن ربه: يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2). الحج. كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم اعراب. وتأكيدا لما سبق قال رسول الله عن الروح عن ربه:
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28). البقرة. وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ(66). الحج. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40).
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ.
غافر. لماذا قالوا ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) ؟ ( وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) ؟ حسب القرآن فإن الله تعالى قد أحيا جميع بني آدم وأشهدهم على أنفسهم قائلا ( ألست بربكم) فكان جواب جميع الخلق ( بلى شهدنا). قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172). القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 28. الأعراف. ثم أماتهم الموتة الأولى والحياة الأولى، فيكون الله تعالى قد أحيا بني آدم جميعا وأماتهم جميعا، ثم يستمر الخلق في الخروج من أصلاب الذكور الواحد تلو الآخر، ليتمتع بالحياة الدنيا ما شاء الله وقدر لكل مخلوق، ثم يموت الموتة الثانية وينتظر في البرزخ إلى يوم البعث. قال رسول الله عن الروح عن ربه: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي(99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100). المؤمنون. ويوم قيام الساعة التي تأتي بغتة.
وقال تعالى: ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 7 - 9]. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، قال: ((إن أحدكم يجمع في بطن أمِّه أربعين يومًا نُطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملَك فينفخ فيه الروح)) [1]. ﴿ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ﴾ ثانيةً بعد خروجكم إلى الدنيا بمفارقة الأرواح أجسادَكم عند انقضاء آجالكم. ﴿ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ الحياة الآخرة التي لا موت بعدها. وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾ [الحج: 66]. وكقوله تعالى عن الكفار أنهم قالوا: ﴿ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ [غافر: 11]، وقوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 26].