السؤال
حدثت مشاجرة شديدة بيني وبين زوجي، وخرجت من البيت، وأنا أمشي على الطريق السريع، مرَّ زوجي بالسيارة على الطريق السريع؛ فلمحني، اتصل علي، وقال لي: ما دام هذا الجنون، أنت طالق، وهذا قرار. ولما جلسنا مع بعض، وهدأنا، قال لي: لا أعرف هل كانت نيتي الطلاق، أو من خوفي عليك؛ لأنه كان من المكن أن تضربك إحدى السيارات، أو تمسكك سيارة الشرطة، وتحبسك؛ لأنك تعيشين في دولة أجنبية. هل يقع الطلاق أم لا؟ سألنا شيخا هنا، فقال: حسب النية، وزوجي غير قادر على تحديد نيته، قال لي: هي بين الخوف والرهبة، والمسؤولية اتجاهك. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر لنا أنّ هذه العبارة صريحة في الطلاق، منجزة؛ لأن معناها كما فهمنا: ما دمت فعلت هذا الجنون، فأنت طالق. وعليه؛ فقد وقع الطلاق؛ لأن الصريح لا يحتاج إلى نية لإيقاعه. قال ابن قدامة -رحمه الله-: إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية. فالصريح يقع به الطلاق من غير نية... المغني. وعدم جزم الزوج بالسبب الحامل له على الطلاق، لا أثر له على وقوع الطلاق. وإذا لم تكن هذه الطلقة مكملة للثلاث، فلزوجك مراجعتك قبل انقضاء عدتك، ولمعرفة ما تحصل به الرجعة شرعا،
أمّا إذا كان زوجك قصد بهذه العبارة إيقاع الطلاق في حالة ما لو وصلت لدرجة معينة من الجنون، وأنت لم تصلي لها في الواقع، فلا يقع طلاقه، على ما رجحه بعض المحققين، وتراجع
والله أعلم.
- هل يقع الطلاق باللفظ دون النية في
- حزن الصحابة لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم - موقع مقالات إسلام ويب
- كتب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم - مكتبة نور
- وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - YouTube
هل يقع الطلاق باللفظ دون النية في
كيف يقع الطلاق شرعًا
يقع الطلاق شرعًا عن طريق اللفظ ولكن يكون بطريقتين إما الطلاق الصريح لفظه أو الطلاق الكنائي، وسوف نوضح لكم آراء الفقهاء وأصحاب المذاهب الأربعة في الطلاق الصريح والكنائي، وذلك ضمن موضوعنا هل يقع الطلاق باللفظ دون النية. أولًا: الطلاق الصريح
الطلاق الصريح من أنواع الطلاق الواقعة شرعًا، وقد ذهب فيه الفقهاء إلى ما يلي:
1- الشافعية والظاهرية
يرى الشافعية والظاهرية أن الطلاق الصريح يقع بثلاثة ألفاظ فقط، وهي الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم، وهي الطلاق، والسراح، والفراق، فهذه الألفاظ الثلاثة تحمل معنى الطلاق. قال الله تعالى في سورة البقرة في الآية رقم 229:
(الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)
، وقال الله تعالى في سورة الطلاق في الآية الثانية:
(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ). 2- المذهب الحنفي
وفقًا للمذهب الحنفي يرى أن لفظ الطلاق يكون به وبمشتقاته؛ لأنها ألفاظ متعارف عليها في الطلاق ويدركها الناس، مثل عليَ الطلاق، أو طلقتك، أو أنت عليَ حرام، أو أنت عليَ محرمة، أو أنا حرمتك عليَ.
هل يقع الطلاق باللفظ دون النية ، البحث عن العديد من الأسباب التي تقف خلف هذا الطلاق وقوع الطلاق باللفظ دون النية ، وشروط وقوع الطلاق ، وبيان كيف يقع ، وأنواع الطلاق ، والحكمة منيته مشروع.
1] – سورة آل عمران، الآية: 144. [2] – سورة العنكبوت، الآية:57. [3] – سورة الزمر، آية: 30. [4] – سورة الأنبياء، آية: 34-35. [5] – سورة نوح، آية:4. [6] – ديوان أبي بكر الصديق ص: 35_43 مع الإحالة في الهامش إلى المصادر فلتنظر. حزن الصحابة لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم - موقع مقالات إسلام ويب. [7] – المعجم الكبير للطبراني (24 /320-321). [8] – ديوان حسان بن ثابت (1 /269-270). [9] – إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لابن عساكر (ص: 172). [10] – سورة القصص، آية: 88. **************
جريدة المراجع
إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي، تحقيق: حسين محمد علي شكري، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1417. إتحاف ذوي التشوف والحاجة إلى قراءة سنن ابن ماجه لعبد الحفيظ (محمد الحفيد) بن عبد الصمد كنون الإدريسي، اعتناء: عبد الصمد العشاب، محمد عبد الحفيظ كنون، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة فضالة، المغرب، ابتداء من: 1421 /2000. إكمال المعلم بفوائد مسلم لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي، تحقيق: يحيى إسماعيل، دار الوفاء، مصر، الطبعة الأولى: 1426 /2005.
حزن الصحابة لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم - موقع مقالات إسلام ويب
وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - YouTube
كتب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم - مكتبة نور
ويقول أنس ـ رضي الله عنه ـ: " قلّ ليلة تأتي عليَّ إلا وأنا أرى فيها خليلي عليه السلام ـ، ويقول ذلك وتدمع عيناه ". قال أبو ذؤيب الهذلي: " قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا جميعاً بالإحرام، فقلت: مه؟! ، فقالوا: قُبِض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". كتب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم - مكتبة نور. لكن حزن الصحابة وعظيم المصاب لم يخرجهم عن الصبر والتصبر إلى النواح والجزع، فعن قيس بن عاصم قال حين موته: " لا تنوحوا عليَّ، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يُنَح عليه ". ومما قاله حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ يبكي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما بال عينك لا تنام كأنها كُحِلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدي أصبح ثاويًا يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
وجهي يقيك الترب لهفي ليتني غُيِّبْتُ قبلك في بقيع الغرقد
بأبي وأمي من شهدْتُ وفاته في يوم الاثنين النبي المهتدى
فظللتُ بعد وفاته متبلدا متلددا يا ليتني لم أولد
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم؟! يا ليتيي صُبِّحْت سُمَّ الأسود
وقال أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ:
لما رأيت نبينا متجندلاً ضاقت عليَّ بعرضهن الدورُ
فارتاع قلبي عند ذاك لموته والعظم مني - ما حييت - كسير
أعتيق ويحك!!
وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - Youtube
ثانيا: أن بعثة الرسل والأنبياء القصد منها معرفة الناس بربهم، وتبليغ شعائره، فإذا ذهبوا لم يذهب الدين، لأن المقصود إنما الله وحده، وهو حي لا يموت، والرسل والأنبياء إنما هم وسائط. ثالثا: أن عند الرزية الشنيعة والمصيبة الجليلة النازلة بالأمة يظهر ثبات نفس الصديقين، ووفور عقلهم ومكانتهم من الإسلام. رابعا: أن الصدمة بفقد الأحباب تكون لها وقعا كبيرا على قلب المحبين، بحكم الاستئناس بالمحبوب سيما وإن كان أرحم من الأب والأم، فأي صدمة أبلغ من هذه الصدمة وأشدها أثراً. خامسا: أن موقف الحزم عند المصيبة الجليلة مطلوب، لئلا تشيع الفتن وتكثر القلائل في المجتمع، ولابد أن يتصدر لهذا الموقف رجل متعقل لا تغلبه العاطفة. سادسا: أن استحضار النصوص النقلية واجب عند الفاجعة الملمة، لأنها تخفف من وقع الرزايا والمصائب، وتذكر أن كل من عند الله تعالى، ولا مصاب إلا بقدره سبحانه وتعالى. وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - YouTube. سابعا: أن سكرات الموت مذيقها كل واحد، وإن كان من الصالحين والأتقياء، فحمى الموت لا تثبطه بل تثبته على كلمة التوحيد. هذه بعض الدروس والعبر من الرزية الشنيعة والمصيبة الجليلة النازلة بالأمة آنذاك، وهي وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استخلصتها من كتب الحديث والسيرة، ولعل أبرز ما يمكن قوله هو: إن الموت آخر مرحلة من مراحل الحياة، فهو مدركنا لا محالة، إما في أول العمر أو في وسطه أو في آخره، وهو عدل لا يميز ولا يفرق بين طبقات المجتمع، وهو يسلب أعز الناس من بيننا ولا نملك لهم حول ولا قوة، وهو سنة الله تعالى في خلقه، وهو قاهر الجبابرة وهالك الفراعنة ﴿كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾[10].
لما أكمل الله الدين وأتم النعمة على المسلمين، أجرى الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنته الماضية في خلقه: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (آل عمران: 185)، فتُوفِّيَّ نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة، وله ثلاث وستون سنة، وقال ابن حجر: " وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف من ربيع الأول، وكاد يكون إجماعاً.. ثم عند ابن إسحاق والجمهور أنها في الثاني عشر منه ". وهذا اليوم لم يُرَ في تاريخ الإسلام أظلم منه، فكما كان يوم مولده أسعد وأشرق يوم طلعت عليه الشمس، كان يوم وفاته أشد الأيام وحشة وظلاما ومصابا على المسلمين، بل والبشرية جمعاء، قال أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: " ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". وفي رواية أحمد قال أنس: ( لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وقال: ما نفضنا عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا).
وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عظم مصيبة موته فقال: ( يا أيها الناس: أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي) رواه ابن ماجه. وذلك لأن وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليست كوفاة سائر الناس أو الأنبياء، إذ بموته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ انتهت النبوات، وانقطع الوحي عن الأرض. قال السندي: " ( فليتعزّ) يخفِّف على نفسه مؤونة تلك المصيبة بتذكّر هذه المصيبة العظيمة، إذ الصّغيرة تضمحلّ في جنب الكبيرة، فحيث صبر على الكبيرة لا ينبغي أن يبالي بالصّغيرة ". وعن أبي بردة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم. قال النووي: " وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون) أي من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب، واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحا، وقد وقع كل ذلك.. قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين ".