وقال (عليه السلام):... إنّ البر وحسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار(2). وقال (عليه السلام): إنّ الخلق منيحة يمنحها الله عزّوجلّ خلقه، فمنه سجية ومنه نيّة، [قال الراوي:] فقلت: فأيّتها أفضل؟ فقال: صاحب السجيّة هو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبّراً فهو أفضلهما. البر وحسن الخلق والأمر. وقال (عليه السلام): انّه الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح. وروي بسند معتبر عن العلاء بن كامل انّه قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس الاّ كانت يدك العليا عليه فافعل، فإنّ العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن الخلق، فيبلغه الله بحسن خلقه درجة الصائم القائم. عين الحياة، العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي (رحمه الله) ([1]) الكافي 2: 99 ح 1 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 372 ح 1 باب 92. ([2]) الكافي 2: 99 ح 2 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 374 ح 2 باب 92. ([3]) الكافي 2: 100 ح 4 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 375 ح 4 باب 92. ([4]) الكافي 2: 103 ح 18 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 381 ح 16 باب 92.
البر وحسن الخلق ينظرون
د. مسعود ناجي إدريس ||
على الرغم من ضرورة تعريف الأخلاق الحميدة من أجل جعل الجميع على دراية بها، إلا أنه يمكن القول إن الأخلاق الحميدة هي مجموعة من السمات والحالات الحسية التي تجعل الشخص جيدًا في التواصل مع الناس ومعاشرته، إلى جانب الانفتاح والبلاغة والتسامح. سُئل الإمام صادق عن تعريف حسن الخلق فقال: 《 تَلينَ جانبك وتطيبَ كلامَكَ وتَلقي أخاكَ ببشرٍ حسَن》، (من لایحضره الفقیه، شیخ صدوق، ج ٤، ص ٤١٢)
حسن الخلق لا يعني فقط أن تكون سمحا وبشوشا، وما إلى ذلك، على الرغم من أن هذه الصفات مفيدة أيضًا في وقتها الخاص لكن يكون حسن الخلق أحيانًا هو الصبر على المحن والمصاعب أيضًا. إذا عرض الباطل على الإنسان يجب أن يصبر ويتحمل، ولا يترك الحق ويلجأ إلى الباطل. جاء في كلام الإمام علي (ع) في الرسالة 31 من نهج البلاغة: 《... البر حسن الخلق - جريدة كنوز عربية - مقالات. و نِعمَ الخُلقُ التَّصَبُّرُ فِي الحَقِّ»
▪︎ كيفية اكتساب حسن الخلق
السلوك الجيد في التواصل الاجتماعي مع الناس هو أحد الشروط الأولى ؛ نظرًا لعدم وجود سمة تؤثر على المشاعر بنفس القدر، فإن بعض الأشخاص يتمتعون بطبيعتهم بحسن النية وحسن التصرف وهذه إحدى المواهب الإلهية التي لا يحصل عليها الجميع.
البر وحسن الخلق النفاق
ألا يعد ذلك مؤشر غربة الدين وانحسار أثره على سلوك من يزعم الانقياد لأوامره. ورحم الله الحسن البصري حينما قال: «ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال»؛ وهل يمكن أن تصدق الأعمال الإيمان بمثل حسن الخلق؟
البر وحسن الخلق للخالق
حُسن الخُلق
حسن الخلق هو: حالةٌ تبعث على حُسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، كما عرّفه الإمام الصادق عليهالسلام حينما سُئل عن حدّه فقال: ( تُليّن جناحَك، وتُطيّب كلامك، وتَلقَى أخاك ببشرٍ حسن) (1). من الأماني والآمال التي يطمح إليها كل عاقل حصيف، ويسعى جاهداً في كسبها وتحقيقها، أنْ يكون ذا شخصيّة جذّابة، ومكانةٍ مرموقة، محبّباً لدى الناس، عزيزاً عليهم. وإنّها لأمنيةٌ غالية، وهدف سامي، لا يناله إلاّ ذوو الفضائل والخصائص التي تؤهّلهم كفاءاتهم لبلوغها، ونيل أهدافها، كالعلم والأريَحيّة والشجاعة ونحوها من الخصال الكريمة. بيد أنّ جميع تلك القيم والفضائل، لا تكون مدعاة للإعجاب والإكبار، وسموّ المنزلة، ورِفعة الشأن، إلاّ إذا اقترنت بحُسن الخُلق، وازدانت بجماله الزاهر، ونوره الوضّاء. البر وحسن الخلق النفاق. فإذا ما تجرّدت منه فقدت قيمها الأصيلة، وغدَت صوراً شوهاء تثير السأم والتذمّر. _____________________
(1) الكافي للكليني. لذلك كان حسن الخُلق ملاك الفضائل ونظام عقدها، ومحوَر فلكِها، وأكثرها إعداداً وتأهيلاً لكسب المحامد والأمجاد، ونيل المحبّة والإعزاز. أنظر كيف يمجّد أهل البيت عليهمالسلام هذا الخُلق الكريم، ويُطرون المتحلّين به إطراءاً رائعاً، ويحثّون على التمسّك به بمختلَف الأساليب التوجيهيّة المشوقة، كما تصوّره النصوص التالية:
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: ( أفاضلُكم أحسنُكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألَفَون ويُؤلَفون وتُوطأ رحالهم)(1).
البر وحسن الخلق والأمر
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البرِّ والإثم، فقال: ((البِرُّ حُسنُ الخلُق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس))؛ رواه مسلم. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: ((إن من خيارِكم أحسَنَكم أخلاقًا))؛ متفق عليه. شرح حديث النواس: "البر حسن الخلق" - منتديات اول اذكاري. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شيءٍ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسنِ الخلق، وإن الله يُبغِضُ الفاحشَ البذيَّ)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. (البذي): هو الذي يتكلَّم بالفحش، ورديء الكلام. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث ساقها النوويُّ رحمه الله في باب حسن الخلق من كتاب رياض الصالحين، وقد سبق شيءٌ من هذه الأحاديث. أما حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البرُّ حسن الخلق)، وقد تقدم شرح هذه الجملة، وبينَّا أن حسن الخلق يحصل فيه الخير الكثير؛ لأن البرَّ هو الخير الكثير. وأما الإثم، فقال هو: (ما حاك في نفسك، وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس) يعني بما حاك في النفس، يعني لم تطمئنَّ إليه النفس، بل ترددت فيه، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس.
البر وحسن الخلق للصف
إلا إذا علمتَ أن في نفسك مرضًا من الوسواس والشك والتردُّدِ فيما أحَلَّ الله، فلا تلتفت لهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما يخاطب الناس، أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض؛ أي: ليس في قلب صاحبه مرضٌ، فإن البر هو ما اطمأنَّتْ إليه نفسه، والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطَّلع عليه الناس، والله الموفق. المصدر: منتديات اول اذكاري - من هدي نبينآ المُصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته العطره!! ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
وأما في معاملة الناس، فأن يقوم ببرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والنصح بالمعاملة وغير هذا، وهو منشرح الصدر، واسع البال، لا يضيق بذلك ذرعًا، ولا يتضجر منه، فإذا علمتَ من نفسك أنك في هذه الحال، فإنك من أهل البرِّ. جريدة الرياض | حسن الخلق من أفضل القربات. أما الإثم، فهو أن الإنسان يتردد في الشيء، ويشكُّ فيه، ولا ترتاح له نفسه، وهذا فيمن نفسُه مطمئنةٌ راضية بشرع الله. وأما أهل الفسوق والفجور، فإنهم لا يترددون في الآثام، تجد الإنسان منهم يفعل المعصية منشرحًا بها صدره والعياذ بالله، لا يبالي بذلك، لكن صاحب الخير الذي وُفِّق للبرِّ هو الذي يتردد الشيء في نفسه، ولا تطمئنُّ إليه، ويحيك في صدره، فهذا هو الإثم. وموقف الإنسان من هذا أن يدعه، وأن يتركه إلى شيء تطمئنُّ إليه نفسُه، ولا يكون في صدره حرجٌ منه، وهذا هو الورع؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((وإنْ أفتاك الناس وأفتَوْك))، حتى لو أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز، ولكن نفسك لم تطمئنَّ ولم تنشرح إليه فدَعْه، فإن هذا من الخير والبر. إلا إذا علمتَ أن في نفسك مرضًا من الوسواس والشك والتردُّدِ فيما أحَلَّ الله، فلا تلتفت لهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما يخاطب الناس، أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض؛ أي: ليس في قلب صاحبه مرضٌ، فإن البر هو ما اطمأنَّتْ إليه نفسه، والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطَّلع عليه الناس، والله الموفق.
ثمّ قال: «فانظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين»؟ فسأله أحدهم: ما الثقلان يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله): «الثقل الأكبر كتابُ الله؛ طَرفٌ بِيَدِ اللهِ عزّ وجلّ وَطرفٌ بِأَيديكُم، فَتَمَسّكُوا به لا تَضلُّوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإنّ اللّطيفَ الخَبيرَ نَبّأَنِي أنّهُمَا لن يَفتِرقا حتّى يَرِدَا عَلَيّ الحَوض، فَسَألتُ ذلك لَهما رَبِّي، فلا تُقَدِّمُوهُمَا فَتهلَكُوا، ولا تُقَصِّرُوا عَنهُمَا فَتَهلَكُوا» (3). عيد الغدير الاغر قحطان البديري. الإعلان عن ولاية الإمام علي (عليه السلام)
ثمّ أخذ (صلى الله عليه وآله) بيد الإمام علي (عليه السلام) ليفرض ولايته على الناس جميعاً، حتّى بان بياض إبطيهما، فنظر إليهما القوم. ثمّ رفع (صلى الله عليه وآله) صوته قائلاً: «يَا أَيُّها النّاس، مَنْ أولَى النّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم»؟ فأجابوه جميعاً: اللهُ ورسولُه أعلم. فقال (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاهُ». قال ذلك ثلاث مرّات أو أربع، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): «اللّهمّ وَالِ مَن وَالاَهُ، وَعَادِ مَن عَادَاهُ، وَأَحِبّ مَن أَحبّهُ، وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ، وانصُرْ مَن نَصَرَه، واخْذُل مَن خَذَلَهُ، وَأَدِرِ الحَقّ مَعَهُ حَيثُ دَار، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ» (4).
المطيرفي تحي عيد الغدير الأغر وتجدد البيعة للإمام علي(ع)
ففعل الناس ذلك كلّهم يقولون له: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة[6]. ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن على علي (عليه السلام) ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعنه على ذلك، ففعلن وسلّمن عليه (عليه السلام) وبايعنه بإدخال أيديهنّ في طشت فيه ماء كان قد أدخل علي (عليه السلام) يده فيه قبل ذلك. القرآن يبارك خلافة علي (عليه السلام): وعن ابن عباس، وحذيفة، وأبي ذر وغيرهم، انهم قالوا: والله ما برحنا من مكاننا ذلك حتى نزل جبرئيل بهذه الآية عن الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً))[7]. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ سبحانه وتعالى برسالتي إليكم، والولاية لعليّ بن أبي طالب بعدي. يوم الغدير شعرا: كان شاعر الرسول (ص) حسّان بن ثابت موجودا فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له (صلى الله عليه وآله): قل يا حسّان على اسم الله. عيد الغدير الاغر | مركز الإشعاع الإسلامي. فوقف على نشز من الأرض وتطاول الناس لسماع كلامه، فأنشأ يقول: الغدير برواية الشعر:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم***بخمّ واسمع بالرسول منادياً فقال: فمن مولاكمُ ونبّيكم؟ ***فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت نبيّنا***ولم تلق منّا في الولاية عاصيا فقال له: قم يا علي فإنّني***رضيتك من بعدي إماماً وهادياً فمن كنتُ مولاه فهذا وليّه***فكونوا له أتباع صدق موالياً هناك دعا اللهمّ وال وليّه***وكن للذي عادى علياً معاديا
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزال يا حسّان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
عيد الغدير الاغر | مركز الإشعاع الإسلامي
ثُمّ
أمَرَ ( صلَّى الله عليه وآله) باجتماع الناس ، فَصلَّى بهم ، وبعد ما انتهى من
الصلاة ، أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً ، ففعلوا له ذلك. فاعتلى عليها
وكان عدد الحاضرين ـ فيما يقول المؤرِّخون ـ مِائة ألف ، أو يَزيدونَ على ذلك. وأقبلوا بقلوبهم نحو الرسول ( صلَّى الله عليه وآله) ليسمعوا خطابه ، فأعلن ( صلَى الله عليه وآله) ما لاقاه من العناء والجهد في
سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية ، إلى الحياة الكريمة التي جاء بها
الإسلام. كما ذكر ( صلى الله عليه وآله) لهم كَوكَبَة من الأحكام الدينية ،
وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، ثُمّ قال لهم:
( انظُروا كَيفَ تخلفوني في الثقلين) ،
فناداهُ منادٍ من القوم: ما الثقلان يا رسول الله ؟
فقال
( صلَّى الله عليه وآله): (الثقل الأكبر: كتاب الله
، طرف بيد الله عزَّ وجلَّ ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تضلُّوا ، والآخر
الأصغر: عترتي. المطيرفي تحي عيد الغدير الأغر وتجدد البيعة للإمام علي(ع). وإنّ اللطيف الخبير نبأني: أنَّهما لنْ يفترقا حتى يردا عليَّ
الحوض ، فسألتُ ذلك لهما ربي ، فلا تقدِّموهما فتهلكوا ، ولا تقصِّروا عنهما
فتهلكوا). أخذ ( صلَّى الله عليه وآله) بيد وَصيِّه وباب مدينة علمه الإمام علي ( عليه
السلام) ـ لِيَفرضَ ولايته على الناس جميعاً ـ حتى بَانَ بَياضُ إِبطَيْهِمَا ،
فنظر إليهما القوم.
عيد الغدير الأغر – الشیعة
تاريخ يوم الغدير
۱۸ ذو الحجّة ۱۰ﻫ. غدير خُمّ
هو وادٍ بين مكّة والمدينة، قريب من الجُحفة، وهو مفترق طرق للمدنيين والمصريين والعراقيين. نزول آية البلاغ
بعد أن أكمل رسول الله(صلى الله عليه وآله) آخر حجّة حجّها ـ حجّة الوداع ـ رجع إلى المدينة المنوّرة، فلمّا وصل إلى وادي غدير خُمّ، هبط عليه الأمين جبرائيل(عليه السلام)، حاملاً له آية البلاغ:)يَا أَيُّهَا الرّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ((۱). فهي تنذر النبي(صلى الله عليه وآله) بأنّه إن لم ينفِّذ إرادة الله تعالى ذهبت أتعابه وضاعت جهوده، وتبدّد ما لاقاه من العناء في سبيل هذا الدين. فانبرى(صلى الله عليه وآله) بعزمٍ ثابت وإرادة صلبة إلى تنفيذ إرادة الله تعالى، فوضع أعباء المسير وحطّ رحاله في رمضاء الهجير، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك. عيد الغدير الأغر – الشیعة. وكان الوقت قاسياً في حرارته، حتّى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتّقي به من الحرّ(۲). خطبة النبي(صلى الله عليه وآله)
أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) باجتماع الناس، فصلّى بهم، وبعدما انتهى من الصلاة أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً، ففعلوا له ذلك، فاعتلى عليها.
عيد الغدير الاغر
تاريخ يوم الغدير
۱۸ ذو الحجّة ۱۰ﻫ. غدير خُمّ
هو وادٍ بين مكّة والمدينة، قريب من الجُحفة، وهو مفترق طرق للمدنيين والمصريين والعراقيين. نزول آية البلاغ
بعد أن أكمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخر حجّة حجّها ـ حجّة الوداع ـ رجع إلى المدينة المنوّرة، فلمّا وصل إلى وادي غدير خُمّ، هبط عليه الأمين جبرائيل (عليه السلام)، حاملاً له آية البلاغ: (يَا أَيُّهَا الرّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ)(۱). فهي تنذر النبي (صلى الله عليه وآله) بأنّه إن لم ينفِّذ إرادة الله تعالى ذهبت أتعابه وضاعت جهوده، وتبدّد ما لاقاه من العناء في سبيل هذا الدين. فانبرى (صلى الله عليه وآله) بعزمٍ ثابت وإرادة صلبة إلى تنفيذ إرادة الله تعالى، فوضع أعباء المسير وحطّ رحاله في رمضاء الهجير، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك. وكان الوقت قاسياً في حرارته، حتّى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتّقي به من الحرّ(۲). خطبة النبي (صلى الله عليه وآله)
أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) باجتماع الناس، فصلّى بهم، وبعدما انتهى من الصلاة أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً، ففعلوا له ذلك، فاعتلى عليها.
وكان عدد الحاضرين ـ كما يقول المؤرّخون ـ مائة ألف أو يزيدون على ذلك، وأقبلوا بقلوبهم نحو رسول الله(صلى الله عليه وآله) لسماع خطابه، فأعلن(صلى الله عليه وآله) ما لاقاه من العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية إلى الحياة الكريمة التي جاء بها الإسلام. ثمّ قال(صلى الله عليه وآله): «أمّا بعد: أيّها الناس، قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيّ إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون»؟ قالوا: نشهد أنّك بلّغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله خيراً. قال(صلى الله عليه وآله): «ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور»؟ قالوا: بلى، نشهد بذلك، فقال: «اللّهمّ اشهد». ثمّ قال: «فانظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين»؟ فسأله أحدهم: ما الثقلان يا رسول الله؟
قال(صلى الله عليه وآله): «الثقل الأكبر كتابُ الله؛ طَرفٌ بِيَدِ اللهِ عزّ وجلّ وَطرفٌ بِأَيديكُم، فَتَمَسّكُوا به لا تَضلُّوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإنّ اللّطيفَ الخَبيرَ نَبّأَنِي أنّهُمَا لن يَفتِرقا حتّى يَرِدَا عَلَيّ الحَوض، فَسَألتُ ذلك لَهما رَبِّي، فلا تُقَدِّمُوهُمَا فَتهلَكُوا، ولا تُقَصِّرُوا عَنهُمَا فَتَهلَكُوا»(۳).
نزول آية الإكمال
بعد إبلاغ رسول الله(صلى الله عليه وآله) الناس بولاية علي(عليه السلام)، نزلت هذه الآية الكريمة:(اليَومُ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعمَـتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً)(۹). فقد كمل الدين بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)، وتمّت نعمة الله على المسلمين بسموِّ أحكام دينهم، وسموِّ قيادتهم التي تحقِّق آمالهم في بلوغ الحياة الكريمة. وقد خطا النبي(صلى الله عليه وآله) بذلك الخطوة الأخيرة في صيانة أُمّته من الفتن والزيغ.