اهـ. والذي يدل على ذلك ما روي عن هؤلاء الأئمة خلاف ذلك، فهذا نص الشافعي -رحمه الله - في كتاب الأم: بابُ إتْيَانِ النِّسَاءِ في أَدْبَارِهِنَّ. قال الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قال اللَّهُ عز وجل { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} الْآيَةُ ( قال الشَّافِعِيُّ) وَإِبَاحَةُ الْإِتْيَانِ في مَوْضِعِ الْحَرْثِ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ تَحْرِيمَ إتْيَانٍ في غَيْرِهِ فَالْإِتْيَانُ في الدُّبُرِ حتى يَبْلُغَ منه مَبْلَغَ الْإِتْيَانِ في الْقَبْلِ مُحَرَّمٌ بِدَلَالَةِ الْكِتَابِ ثُمَّ السُّنَّةِ
وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: وحكي ذلك عن مالك في كتاب له يسمى "كتاب السر". وحذاق أصحاب مالك ومشايخهم ينكرون ذلك الكتاب ، ومالك أجل من أن يكون له "كتاب سر" ثم قال: والصحيح في هذه المسألة ما بيناه. وما نسب إلى مالك وأصحابه من هذا باطل وهم مبرؤون من ذلك. اهـ
وأما تشبيه هذا الفعل باللواط ، فهو صحيح، وإن كان اللواط أفظع منه. قال ابن تيمية: والله سبحانه حرم إتيان الحائض مع أن النجاسة عارضة في فرجها، فكيف بالموضع الذي تكون فيه النجاسة المغلظة، وأيضا فهذا من جنس اللواط. حكم من اتى زوجته في الدبر اسلام ويب كمبيوتر. وقال الشوكاني في نيل الأوطار: وأيضا قد حرم الله الوطء في الفرج لأجل الأذى، فما الظن بالحش الذي هو موضع الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل الذي هو العلة الغائية في مشروعية النكاح والذريعة القريبة جدا الحاملة على الانتقال من ذلك إلى أدبار المرد.
حكم من اتى زوجته في الدبر اسلام ويب لتقنية المعلومات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوطء في الدبر محرم بالكتاب والسنة، وهو قول أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وما روي خلاف ذلك عن بعضهم فليس موثوقاً فيه. أما الكتاب فلقوله تعالى: فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ. قال القرطبي: ومن بمعنى في ، أي في حيث أمركم الله تعالى وهو القبل. انتهى. وقال ابن كثير: قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: يعني الفَرْج. و قوله تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ {البقرة:223}
قال السعدي: وفيه دليل على تحريم الوطء في الدبر، لأن الله لم يبح إتيان المرأة إلا في الموضع الذي منه الحرث. انتهى. حكم من اتى زوجته في الدبر اسلام ويب mobily. وقال البيضاوي: ومجيء { أنّى} بمعنى أين وكيف ومتى مما أثبته الجم الغفير، وتلزمها على الأول "مَنْ" ظاهرة أو مقدرة، وهي شرطية حذف جوابها لدلالة الجملة السابقة عليه، واختار بعض المحققين كونها بمعنى مِن أين أي من أي جهة ليدخل فيه بيان النزول، والقول بأن الآية حينئذ تكون دليلاً على جواز الاتيان من الأدبار ناشىء من عدم التدبر في أن "مَنْ" لازمة إذ ذاك فيصير المعنى من أي مكان لا في أي مكان فيجوز أن يكون المستفاد حينئذ تعميم الجهات من القدام والخلف والفوق والتحت واليمين والشمال لا تعميم مواضع الاتيان، فلا دليل في الآية لمن جوز إتيان المرأة في دبرها.
حكم من اتى زوجته في الدبر اسلام ويب Sambamobile
ثالثا: الكفارة الكبرى إنما تلزم إذا كان الجماع مع مغيب الحشفة كلها, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 190441. وبناء على ما سبق, فإن كانت المداعبة المذكورة لم يترتب عليها إيلاج كامل الحشفة, فلا تجب الكفارة, أما إن كان الإيلاج لجميع الحشفة, فعلى زوجك كفارة عن كل يوم مع القضاء, ويجب عليك أنت القضاء أيضا, وفي وجوب الكفارة عليك خلاف بين أهل العلم، والمرجح عندنا عدم وجوبها, وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 150233
والله أعلم.
حكم من اتى زوجته في الدبر اسلام ويب كمبيوتر
انتهى. وقد نص الفقهاء ـ رحمهم الله ـ على حرمة إتيان الحائض ولو كان بحائل، قال الهيتمي في تحفة المحتاج: وكذا يحرم وطؤه في فرجها ـ أي: الحائض ـ ولو بحائل. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 30913. والله أعلم.
وبناء على هذا، فإنك مؤاخذ بمجرد نيتك الوطء في الدبر، فالأمور بمقاصدها، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه. والله أعلم.
وبعد: فهذا تفسير لسورة «التحريم» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) أي حفظته وصانته. والإحصان: هو العفاف والحرية ، ( فنفخنا فيه من روحنا) أي: بواسطة الملك ، وهو جبريل فإن الله بعثه إليها فتمثل لها في صورة بشر سوي ، وأمره الله تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها ، فنزلت النفخة فولجت في فرجها ، فكان منه الحمل بعيسى ، عليه السلام. ولهذا قال: ( فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه) أي: بقدره وشرعه ( وكانت من القانتين)قال الإمام أحمد: حدثنا يونس ، حدثنا داود بن أبي الفرات ، عن علباء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعة خطوط ، وقال: " أتدرون ما هذا ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ". وثبت في الصحيحين من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن مرة الهمداني ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
" ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا "
#أبو_الهيثم #مع_القرآن
2
0
13, 838
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التحريم - الآية 12
وقد مضى في ( آل عمران) الكلام في هذا مستوفى ، والحمد لله
﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام، وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجًا، وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج. وقوله: ( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، من روحنا من جبرئيل، وهو الروح. ومريم ابنت عمران – مفكرة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) فنفخنا في جيبها من روحنا( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا) يقول: آمنت بعيسى، وهو كلمة الله ( وَكُتُبِهِ) يعني التوراة والإنجيل ( وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) يقول: وكانت من القوم المطيعين. كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( مِنَ الْقَانِتِينَ) من المطيعين.
ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات . [ التحريم: 12]
ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها للشيخ محمود الشحات | تلاوة رائعة تفوق الخيال - YouTube
ومريم ابنت عمران – مفكرة
وتنتابني مجموعة من التساؤلات لا أجد لها إجابة غير الحيرة العاجزة! فإليك أيها القارئ ماجادت به قريحة المفسرين التراثيين ورجاء ، لمن لديه مقاربة أن يجود علينا بها! أرجو أن يتسع صدر القارئ لقراءة ما سيلي ، وأرجو أن يفهم على أنها دعوة للتدبر والحوار ليس إلا! فقد تعودنا أن نكتب مقالات نعطي فيها آراءنا وطريقتنا في التفكير ، ولكن قلما طرحنا موضوعا يمكن لتعدد الآزاء فيه أن يجعلنا أقل حيرة أمام تساؤلاتنا!
والكتاب يراد به الجنس؛ فيكون في معنى كل كتاب أنزل الله تعالى. { وكانت من القانتين} أي من المطيعين. وقيل: من المصلين بين المغرب والعشاء. وإنما لم يقل من القانتات؛ لأنه أراد وكانت من القوم القانتين. ويجوز أن يرجع هذا إلى أهل بيتها؛ فإنهم كانوا مطيعين لله. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة وهي تجود بنفسها (أتكرهين ما قد نزل بك ولقد جعل الله في الكره خيرا فإذا قدمت على ضراتك فأقرئيهن مني السلام مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكليمة أو قال حكيمة بنت عمران أخت موسى بن عمران). فقالت: بالرفاء والبنين يا رسول الله. وروى قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين أربع مريم بنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم). وقد مضى في آل عمران الكلام في هذا مستوفى والحمد لله. ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات . [ التحريم: 12]. هذا رأي التراث والمفسرين! فما رأي القرآنيين ؟ شكرا مقدما لكل مجتهد سيحاول التدبر معنا لكي لاتبقى على القلوب أقفالها!