العدد 10882 الخميس 24 يناير 2019 الموافق 18 جمادة الأول 1440
في حديث شريف لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فيه عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».. وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار. والمؤسف أن أغلب الناس ينسون هذا الوقت الفضيل وينامون حتى الظهر وخاصة أيام الإجازات الأسبوعية فتضيع عليهم هذه البركة، ولا يحصلون عليها.. وهؤلاء أبطلوا سنة الليل وسنة النهار مخالفة لسنة الله في خلقه، فقد جعل الله تعالى الليل لباسا والنوم سباتا، وجعله سكنا، بينما جعل النهار معاشا وحركة.. يقول الحق سبحانه وتعالى: «هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون» ويقول سبحانه: «وجعلنا نومكم سباتا. متى يبدأ وقت البكور ومتى ينتهي - إسلام ويب - مركز الفتوى. وجعلنا الليل لباسا. والنهار معاشا». فالذي ينام نهاره قد ضيع على نفسه غنيمتين أولها أنه ضيع صلاة الفجر في جماعة، ورسولنا الكريم يقول: «من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له أجر حجة وعمرة: تامة، تامة، تامة» وقوله عليه الصلاة والسلام: «من صلى الفجر في جماعة فكأنما قام ليلة». والثانية أنه ضيع على نفسه بركة أول النهار وهو الوقت التي تقسم فيه الأرزاق، فمن ضيع حق الله الواجب عليه، فلا عجب أن عاش في قلق وكدر..
ومن هنا فإن على المسلم أن يحرص على أن يبدأ يومه مبكرا لأن في البكور بركة وزيادة ونماء لخيري الدنيا والآخرة.. يقول إبن القيم رحمه الله: «ونوم الصبحة – أي الصباح – يمنع الرزق، لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، وقد قال بعض العلماء كلاما لطيفا في ذلك: «أول اليوم شبابه وآخر اليوم شيخوخته، ومن شب على شيء شاب عليه».
- متى يبدأ وقت البكور ومتى ينتهي - إسلام ويب - مركز الفتوى
- رابطة أدباء الشام - بورك لأمتي في بكورها
- من قال هلك الناس فهو أهلكهم اسلام ويب aman al rajhi
متى يبدأ وقت البكور ومتى ينتهي - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الخميس 27 ربيع الآخر 1435 هـ - 27-2-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 242155
125142
0
419
السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها ـ فمتى يبدأ وقت البكور ومتى ينتهي؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث رواه أبو داود، والترمذي وحسنه، وابن ماجه، وأحمد ، عن صخر بن وداعة الغامدي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى عليه وسلم قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها ـ وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارته من أول النهار، فأثرى وكثر ماله. والبكور هو صدر النهار وأوله، وروى أبو داود وأحمد والنسائي من حديث النعمان بن مُقَرِّن، قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر. رابطة أدباء الشام - بورك لأمتي في بكورها. وفي لفظ الترمذي: انتظر. وقال: حسن صحيح. وله شاهد في البخاري مسنداً من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وبوب عليه البخاري بما في لفظ حديث النعمان المذكور ورواه في الصحيح في كتاب الجزية عن النعمان بلفظ آخر: شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أول النهار، انتظر حتى تهب الأرواح، وتحضر الصلوات.
رابطة أدباء الشام - بورك لأمتي في بكورها
خاطرة
حول قول النبي صلى الله عليه وسلم
((بورك لأمتي في بكورها))
تأمَّلتُ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بُورِك لأمتي في بُكُورها))، فرأيتُ فيه إخبارًا عن الأزمنة المباركة، وإرشادًا للعمل في بداية النهار، لماذا؟
١- لأن أجمل أزمنة النهار هو: الصباح الباكر. ٢- ولأنه أمر يُوافِق فطرة الحياة. ٣- ولأن ذلك الوقت هو شباب العالم كما أن أول عمر الإنسان شبابه حسب تعبير الطبيب أبي زيد البلخي المتوفَّى سنة (٣٢٢) من الهجرة، في كتابه الفذِّ: مصالح الأبدان والأنفس. ٤- وهو ربيع اليوم، وفَصْل من أجمل فصوله. فلا عجَب أن يكون سببًا في نجاح الأعمال. فما أجمل أن نبتدئ يومنا بصلاة الفجر في المسجد، ثم نجلس فنذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس، ثم نُصلِّي ركعتَي الضحى، ثم نبدأ أعمالنا! وقد حثَّك النبيُّ صلى الله عليه وسلم على ذلك ورغَّبك به أيما ترغيب عندما قال: ((مَن صلَّى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ))، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تامَّة، تامة، تامة))؛ أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه، وهو حديث حسن. فهنيئًا لمن وفَّقه الله لاكتساب هذه الغنائم العظيمة!
وذلك، لأن بين هذينِ كان وقت ابتداء العمل في زمن النبوة وما بعده إلى عصرٍ قريب، ولهذا خُصَّ بالدعاء، قال ابن بطال: ما روي عنه صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لأمتي في بكورها ـ لا يدل أن غير البكور لا بركة فيه، لأن كل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه البركة ولأمته فيه أكبر الأسوة، وإنما خص صلى الله عليه وسلم البكور بالدعاء بالبركة فيه من بين سائر الأوقات ـ والله أعلم ـ لأنه وقت يقصده الناس بابتداء أعمالهم وهو وقت نشاط وقيام من دَعَة فخصه بالدعاء، لينال بركة دعوته جميع أمته. اهـ. قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين عند شرح هذا الحديث: لكن وللأسف أكثرُنا اليوم ينامون في أول النهار ولا يستيقظون إلا في الضحى فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة. اهـ. وقوله: فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة ـ يعني البركة الخاصة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الوقت. والله أعلم.
4755 باب النهي عن قول هلك الناس 2623 حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم قال أبو إسحق لا أدري أهلكهم بالنصب أو أهلكهم بالرفع حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم ح وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال جميعا عن سهيل بهذا الإسناد مثله
من قال هلك الناس فهو أهلكهم اسلام ويب Aman Al Rajhi
ولا يجوز لمن يعمل الصالحات أن يذكرها بعد الفراغ منها، إلا تحديثا بنعمة ربه عليه: { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى- 11) ، أو ليرغب غيره فيقتدي به: " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها "، أو دفاعا عن نفسه أمام اتهام ألصق به وهو منه برئ، أو لغير ذلك من الأسباب الباعثة، وهذا مشروع لمن قوى باطنه في المعرفة بالله، وعدم الالتفات إلى ما سواه، وأمن على نفسه من تسلل آفتي العجب والرياء، ولم يكن قصده اكتساب محمدة الناس والمنزلة عندهم، وقل من يسلم من ذلك.. والله المستعان. فليحذر المسلم من إعجابه بنفسه، وما يقدمه من حسنات وصالحات، واعتقاده أنه وحده المفلح، وغيره من الخاسرين، أو أنه وجماعته هم "الفرقة الناجية" وكل المسلمين من الهالكين، أو أنهم وحدهم "الطائفة المنصورة" وغيرهم من المخذولين!. إن هذه النظرة إلى النفس هي "العجب المهلك"، وتلك النظرة إلى المسلمين هي "الاحتقار المردي". وفي الحديث الصحيح: " إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم ". * إذا قال الرّجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم*. روى الحديث بضم الكاف وبفتحها، ومعنى الضم: أنه هو "أهلكهم"، بمعنى أسرعهم وأشدهم هلاكا، لغروره بنفسه، وإعجابه بعمله، واحتقاره لغيره. ومعنى الرواية بالفتح "أهلكهم": أنه الذي تسبب ـ هو وأمثاله ـ في هلاكهم، بالاستعلاء عليهم، وتيئيسهم من روح الله.
أورد أبو داود هذا الحديث ولا علاقة له بالترجمة أو الأحاديث السابقة؛ لأن ما شاء الله وشاء فلان هذا لا علاقة له بالباب المذكور، وفي عون المعبود يوجد باب قبل هذا الحديث بدون ترجمة، وبعض النسخ ليس فيها ذكر باب، وهنا جعل الباب بعد هذا الحديث، ومحله المناسب قبل هذا الحديث؛ لأن الحديث لا علاقة له بالترجمة السابقة، ولعله لم يذكر الترجمة؛ لأنه ذكر جملة أحاديث متفرقة تدل على معان مختلفة، فلم يجعل باباً معيناً؛ لأن تحته عدة أحاديث، فاكتفى بأن يقول: باب، وأن يميزه عما قبله بذلك، حتى لا يكون معناه أن له علاقة به من ناحية أنه من الآداب في الألفاظ؛ لأن كل الأحاديث التي مرت سابقاً تتعلق بالآداب في الألفاظ. ومن المعروف أن الباب عندما يذكر بدون ترجمة يكون كالفصل عن الباب الذي قبله، فهنا ذكر الترجمة؛ لأنه جاء على أحاديث متعددة تتعلق بالآداب في الألفاظ، ولكنها متنوعة وليست على معنىً واحد، أو على موضوع واحد، فنسخة عون المعبود فيها كلمة باب قبل هذا الحديث، ومعناه أن حديث: (ما شاء الله وشاء فلان)، والأحاديث التي بعده إلى نهاية الباب وهي أحاديث متفرقة تتعلق بالآداب في الألفاظ. وقوله: (ما شاء الله وشاء فلان) هذا ممنوع، وهو من الشرك الأصغر شرك الألفاظ؛ لأن فيه التشريك بين الله وغيره.