قصة وعبرة: محنة الإمام وكيع بن الجراح مع الوالي بسبب حديث! للشيخ الحويني - YouTube
- شكوت إلى وكيع سوء حفظي
- كيف نزل القرآن الكريم
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
بعد هذه الحادثة لم يستطع وكيع بن الجراح أن يذهب إلى الحجِّ مرَّةً أخرى، وحيل بينه وبين مكة والمدينة، وخاض بعض الجهَّال في حقه، واتَّهموه بالتشيُّع والرفض، لكنَّه تجاسر سنة 197هـ وحجَّ بيت الله الحرام فقدَّر الله عز وجل وفاته بعد رجوعه من الحجِّ مباشرة، فمات ودُفن بفيد على طريق الحج بين مكَّة والكوفة. هذه المحنة التي تعرَّض لها وكيع بن الجراح، وكادت تُودي بحياته، وأثَّرت على سمعته، وأدَّت لمنعه من إتيان مكة والمدينة سنوات كثيرة، إنَّما حدثت بسبب زلَّة الإمام العالم نفسه، فما كان لوكيع بن الجراح أن يروي هذا الخبر المنكر المنقطع الإسناد، والقائمون عليه معذورون، ولربَّما كانوا مأجورين؛ لأنَّهم تخيَّلوا من إشاعة هذا الخبر المردود انتقاصًا لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان وكيع يتأوَّل هذا الخبر قائلًا: إنَّ عدَّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر بن الخطاب قالوا: لم يمت رسول الله، فأراد الله أن يُريهم آية الموت. ولو على فرض صحَّة الخبر فليس فيه قدحٌ بمقام النبوَّة، فعن التأمل فيه نجد أنَّ الحيَّ قد يربو جوفه وتسترخي مفاصله تحت تأثير الأمراض، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يوعك كرجلين من الناس، وكانت الشقيقة تأخذ رأسه فيمكث اليوم واليومين لا يخرج للناس من شدَّة الوجع، وكما جاء في الخبر الصحيح " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ".
وكان وكيع بن الجراح آيةً من آيات الله عزَّ وجلَّ في الحفظ والإتقان؛ فلقد كان مطبوع الحفظ لا يسمع شيئًا إلَّا حفظه، ولا يحفظ شيئًا قط فينساه، أبهر الناس بقوَّة حفظه، وكان يستعين على ذلك بترك المعاصي، سأله أحد تلاميذه يومًا وهو على خشرم عن دواءٍ يأخذه حتى يُقوِّي حفظه، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قال: إي والله. قال: ترك المعاصي، ما جرَّبت مثله للحفظ.
ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة بنت خويلد خائفا مرتعبا لما حدث معه، وقال لها" زملوني، زملوني، زملوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وروى لخديجة ما حصل معه وخففت عنه وهدأت من روعه وبشرته أن ما فيه هو خير إن شاء الله وإن الله لن يضيعك. من هنا بدأت الدعوة العظيمة وتوالى نزول القرآن الكريم، فقد استمر نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم طول فترة حياته، وقد نزل جزءا منه في مكة المكرمة والجزء الآخر بعد الهجرة في المدينة المنورة، وقد كان نزول القرآن بصورة مجزأة وليس كاملا في نفس الوقت، فقد تنزل آية منفردة لوحدها أو قد تنزل آيات عدة معا، حيث ابتدأ نزل الوحي بالقرآن الكريم سنة 611 للميلاد في مكة المكرمة، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة سنة 622 للميلاد، وقد اختلفت الروايات في آخر رواية نزلت وتاريخ نزولها.
كيف نزل القرآن الكريم
المرحلة الثانية:
وتلك المرحلة قد ذكرت في قول الله عز وجل: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} ، فبعد نزول القرآن الكريم للوح المحفوظ ، أنزله الله عز وجل لبيت العزة بالسماء الدنيا ، وكان هذا في ليلة القدر كما أفادت الآية الكريمة ، ونزول القرآن جملة للسماء الدنيا به تعظيم لشأن القرآن الكريم ، وتفخيم لشأن من أنزل عليه ، فقد كان في هذا الأمر إيذان لأهل السماوات السبع أن القرآن الكريم هو خاتم الكتب السماوية المنزلة على خير الخلق وأشرفهم محمد عليه الصلاة والسلام. للمزيد يمكنك قراءة: ماهي الانفال وسبب نزولها
المرحلة الثالثة:
وتلك المرحلة قد امتدت على طول سنوات دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ كان ينزل القرآن الكريم على النبي محمد مفرقا ، فأخرج الله تعالى به الناس من الظلمات للنور ، وذلك لقول الله عز وجل: {نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين}. ويتأكد من نزول القرآن الكريم على مراحل ثلاث نفي الشك عنه ، فنزوله أولاً للوح المحفوظ ، وبعدها لبيت العزة ، وبعدها مفرقاً على محمد صلى الله عليه وسلم ، أدعى للتوثق من أنه كلام الله سبحانه وتعالى ، وزيادة للإيمان به ، وهذا التنزيل يزيل الريب ، والشك عنه ، ويدعو للتسليم به ، وقد كان لتلك التنزلات الثلاثة حكم كثيرة ، منها ما يلي:
الأولى: حكمة متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان نزول القرآن الكريم مفرق عليه سبباً في تثبيت قلبه ، وفي شرح صدره ، وقد ذكر الله عز وجل هذا في قوله تعالى: {كذلك لنثبت به فؤادك ، ورتلناه ترتيلا}.
الثانية: حكمة تتعلق بالأمة الإسلامية وحاجاتها ، فكان نزول القرآن الكريم مفرق يلبي حاجات العباد في كل وقت من أوقات الدعوة ، ذلك بالإضافة للتدرج في بعض التشريعات والأحكام ، كي يسهل على الناس الالتزام بها. الثالثة: حكم تتعلق بالعباد ، وإخراجهم من الظلمات للنور ، ولا يستوي الأشخاص في الفهم ، كما تتفاوت حالاتهم وثقافاتهم ، فكان من حكمة الله عز وجل أن ينزل القرآن مفرقاً ، كي يستوعب البشر منهج القرآن الكريم في المسائل الجزئية التي يتعرضون لها ، فيسهل عليهم فهمه وقبوله وحفظه وتبليغه. للمزيد يمكنك قراءة: معلومات عن القران الكريم
مراحل نزول القرآن
آية قرآنية
القرآن الكريم