ولكن من المؤلم جدا أن المسيئين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، مستخفين بعقول الناس ، وهم في طغيانهم يعمهون". واستطرد المفتي دريان:أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: "إن مناسباتنا الدينية كانت دائما مناسبات للانفتاح على الآخر، الأخ والشقيق والزميل والمواطن ، ورفيق العيش المشترك ، لكن المصائب التي تتوالى وتتراكم على الجميع ، تضع تضامننا الوطني والديني والإنساني في مواضع الضرورة. وهي إن لم تكن – أعني المصائب والنكبات – مناسبات للاحتفاء، فإنها مناسبات للوقوف معا لحفظ ما تبقى من هذا البناء الوطني الشامخ ، الذي جمعنا دائما على الخير والتضامن ، وعلى وحدة المسار والمصير. فقد قال الشاعر العربي القديم: (إنه عند الشدائد تذهب الأحقاد). نعم أيها الإخوة المواطنون ، ما كنا نريد أن نكون أو نمضي إلى ما نهانا القرآن الكريم عنه: "كلما دخلت أمة لعنت أختها". تفسير : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ. لكن الحاكمين المتحكمين بمصائرنا، ما تركوا لنا سبيلا للسكوت أو غض الطرف. إننا نشهد على تهدم أو تهديم معظم ما بناه اللبنانيون خلال مائة عام أو أكثر. وهم إذ يقومون بذلك بحماس تدميري ، يقفون في وجه كل محاولة للإصلاح والتغيير: – هناك الهدم المشهود لقطاع المصارف ، وثروات اللبنانيين فيها ، وللعملة الوطنية.
تفسير الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون [ الأنعام: 82]
فائدة:
ـ الشرك بالله عز وجل ينقسم إلى قسمين: الأول: الشرك الأكبر. قال السعدي في كلامه عن الشرك الأكبر: "أن يجعل لله ندًّا يدعوه كما يدعوا الله، أو يخافه، أو يرجوه، أو يحبه كحب الله، أو يصرف له نوعًا من أنواع العبادة". والثاني: الشرك الأصغر وصوره عديدة يصعب حصرها، قال ابن القيم في "مدارج السالكين": "وأما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله… وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت". الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. والشِّرك الأكبر لا يغفر الله لصاحبه إلا إذا تاب، والشرك الأصغر مع أنه لا يُخَلِّد صاحبه في النار، إلا أنه ينبغي عدم التهاون به، والحذر منه كل الحذر، والبعد عنه كل البعد، وإذا لقي العبد ربه به من غير توبة منه، كان تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه ثم أدخله الجنة. والشِرْك الأصغر يُنقص الإيمان، وهو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وقد يكون في الأقوال وقد يكون في الأعمال، والنبي صلى الله عليه وسلم سماه شركاً..
ـ الظلم ظلمان: ظلم أكبر: وهو ظلم العبد نفسه بالشرك، وهو وضع العبادة في غير موضعها. وظلم أصغر: وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا، وكذا ظلم العبد نفسه بالمعاصي.
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم
المهم ، أن علينا نحن اللبنانيين، أن نعنى بمؤسساتنا الخيرية والإنسانية ، فهي الدعامة الباقية للاستقرار والاستمرار. وبخاصة أن الاحتياجات ازدادت واتسعت ، والإمكانات والقدرات إلى تضاؤل ونفاد. يا ويلتاه على دور الأيتام والعجزة، والمؤسسات التعليمية والمستشفيات، وجمعيات العائلات، ومتطوعي ومتطوعات الرأفة والتعاطف والرحمة، وصناديق الزكاة، والإعانات الإنسانية! ، الحمد لله أنه لا تزال بيننا فئات مقتدرة وقلوبها عامرة بالتعاطف والرحمة. وفي شهر الصوم، يكون علينا نحن المسلمين ، فتح الأيدي والقلوب والعقول ، لاستقبال نفحات العطاء والأجر من الرحمن الرحيم". وتابع دريان: "أما الشعبة الثانية أيها الإخوة الأفاضل: فهي شعبة الانتخابات، نعم، هناك سبيل سلمي باق أو مرجو، وعلى اللبنانيين سلوكه من دون تردد. كل اللبنانيين ينبغي أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع. يقول لنا كثيرون: وماذا يفيد ذلك ، والانتخابات قد لا تغير ، وأنا أقول كما قال الله تعالى: "إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون" ، وهؤلاء هم الذين لا يثقون بأنفسهم وبإخوانهم. تفسير الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون [ الأنعام: 82]. وأي بديل مهما كان يحصل نتيجة الانتخابات ، أفضل من السلطة القاهرة والفاسدة. ويقول آخرون: لكن معظم المرشحين من الطينة نفسها، ومن منتهزي الفرص.
تفسير : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ
الى ذلك، توجه الى السياسيين، قائلًا: "لقد حولتم لبنان بفسادكم إلى دولة تعاني الجوع والخوف والحرمان وبددتم أموال الناس ومدّخراتهم وأسرفتم في سوء الإدارة حتى عمت المجاعة بين اللبنانيين فيما أنتم تعانون التخمة في أكل مال الحرام". واشار دريان الى انه "حبذا لو يصومون عن الفساد وقول الزور ليمنحوا لبنان فرصة لتنشق الهواء الأخوي لكن ورغم كل الفساد المستشري والتعثر والفشل فإننا لن نيأس ولن نستسلم لتجويع الفاسدين آملين من الله أن يستجيب لدعائنا لنتخلص من هذه الزمرة الحاكمة". كما لفت الى أنّ "هناك تضامن مشهود مع لبنان من العرب والعالم رغم غيظهم بسبب الاستيلاء الغريب والفساد الفاقع وليس هناك من يريد المساعدة إلّا ويحرص على عدم وصول أي من هذه المساعدات إلى السلطة التي تحجّر رؤوس أفرادها". وختم دريان رسالته متوجها الى المسلمين: "يأبى رمضان إلا أن يكون وعدا وعهدا ، وميثاقا على الثقة وعلى الخير ، وعلى صنع الجديد والمتقدم. أنت تعمل الخير والود في رمضان للغير ، لكنك في الحقيقة تعمله لنفسك عند الله وعند الناس. اللهم إننا ندعوك سبحانك مع قدوم شهر رمضان ، شهر استجابة الدعاء أن ترزق أوطاننا السلم والأمن والأمان ، وأن تخرجنا من هذه المحن المستعصية، وأن تهب وطننا السكينة والطمأنينة ، إنك يا رب العالمين حكيم قدير.
يا صاحبي: انتبه لهذه المعاني جيداً ثم لا تلومن إلا نفسك بعدها:
كلما اتلبس الإيمان بظلم تهدد الأمن الحياتي في الدنيا وتزعزع الاهتداء الديني. وعلى قدر الظلم سواء أكبر أو أصغر يكون مقدار تصدع الأمن الحياتي والاهتداء الديني. يا صاحبي: انتبه لهذه المعاني جيداً ثم لا تلومن إلا نفسك بعدها: كلما اتلبس الإيمان بظلم تهدد الأمن الحياتي في الدنيا وتزعزع الاهتداء الديني. وعلى قدر الظلم سواء أكبر أو أصغر يكون مقدار تصدع الأمن الحياتي والاهتداء الديني. لذا كان فهم السلف لها تطبيقياً: كنت أرى أثر معصيتي في خلق دابتي وامرأتي. يعلم أنه لما عصى تزعزعت حياته وأن هذا التزعزع هو من عند نفسه وهو أثر للمعصية و العكس بالعكس: كلما اقترب الإيمان من الكمال كلما اقتربت الحياة في الاسقرار الآمن واقترب الاهتداء من الكمال. قال تعالى: { الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:82-83]. قال السعدي في تفسيره: "قال الله تعالى فاصلاً بين الفريقين { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} أي: يخلطوا { إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقًا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة.
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى
فاعلم أنك عزيز عنده ، وأنك عنده بمكان وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه
وأنه يراك
أما تسمع قوله تعالى: ( واصبر لحكم ربك فأنك بأعيننا) ۩ ◄بارك الله فيك ► ۩ جزاكى الله كل خير جزاكي الله كل خير
رائع جدا
+++
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا مزخرفه عربيه
﴿ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم﴾
بعد أن تدبر، يعني صلاة الفجر. أيها الأخوة الكرام:
أساس هذا الدين الصلاة، ومن ترك الصلاة فقد هدم الدين، والخشوع في الصلاة من فرائضها، لا من فضائلها. لقوله تعالى:
﴿ قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾
( سورة المؤمنون: 1 ـ 2)
فإذا الإنسان قلد النبي عليه الصلاة والسلام وأتبع أثره، وأتبع سنته، له من هذه الآية نصيب، فإنك بأعيننا، يعني أنت بعين الله ترعاك، عين الله ترعاك، وعين الله تحفظك، وعين الله تحرسك، وعين الله تأيدك، وعين الله توفقك، وعين الله تقربك. ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ﴾
يعني كلما أردت أن تقوم لعمل، سبح بحمد الله، لماذا ؟ من أجل أن يأتي هذا العمل متوافقاً مع منهج الله، قلت يا الله أنا ذاهب لسوق سبح بحمد ربك، نزهه، ومجده، واخضع له، لا تعقد صفقةً بيمين كاذبة لا تشتري حاجةً لا تنفع المسلمين، لا تبخس من قيمة البضاعة مثلاً إن أطيب الكسب كسب التجار، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا كان لهم لم يعثروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا اشتروا لم يذموا.
واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا مزخرفه انجليزي
(واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا).. قد نفهم من الآية أن الطريق إلى الله عز وجل محفوف بالمكارة.. فبالاضافة إلى لذة القرب والأنس هناك تبعات وعقبات، لابد من تجاوزها.. وعليه، فالذي يريد أن يكون بعين الله، عليه أن يصبر على حكم ربه.. ومن المعلوم أن المؤمن كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه.. فهي بمثابة العاصفة التي تدفعهم للالتجاء إلى الله عز وجل، فحياة المؤمن بين عسر ويسر، والنبي (ص) سأل الله الكفاف، ليصبر يوما، ويشكر يوما. إن الذي يريد أن يكون بعين الله عز وجل، عليه أن يسلب من نفسه كل إرادة.. فالإنسان الذي تكون لديه إرادة ويحب أن يصل إلى الله عز وجل بتخطيطه هو، فإن هذا ليس من التكامل في شيء.. وقد قيل: إن البلاء وزع على الأولياء بدرجاتهم، الأمثل فالأمثل.. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أصبر الأولياء، فلم يبتلَ نبي بمثل ما ابتلى النبي صلى الله عليه وآله.. وعمدة بلائه كان في نفسه، بلاء التعذيب النفسي، الذي عاشه النبي (ص) إلى آخر ساعات حياته، عندما طلب منهم الكتاب ليكتب لهم ما إن تمسكوا به لن يضلوا بعده. (وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم).. إن المؤمن مشغول بالتسبيح من الصباح إلى المساء.. ولكن لماذا هذا التأكيد على التسبيح؟!..
هناك من يصبر خوفاً على ماله الذي جمعه من حرام. هذه أنواع الصبر التي لا علاقة لها بهذه الآية. الآية الكريمة
﴿ ولربك فاصبر ﴾
الصبر المحمود أن تصبر لله، أن تكون قادراً على إنزال أشد العقاب بخصمك، لكنك كظمت غيظك وصبرت لله. الصبر الذي يرفع من قيمة الإنسان، هو الصبر الذي يكون باعثه إرضاء الله عز وجل، هذا صبر الأقوياء. قد تكون قوياً وبإمكانك أن تسحق خصمك، ولكنك تعفو عنه لله، هذا هو الصبر الذي ذكره الله في هذه الآية
﴿ واصبر لحكم ربك ﴾
شيئاً آخر الله عز وجل، له أمر تكليفي، وله أمر تكويني. الأمر التكليفي افعل ولا تفعل، وفي أغلب الأحوال افعل يتناقض مع الطبع غض البصر، والطبع يدعوك إلى أن تطلق البصر، أنفق المال والطبع يأمرك أن تأخذ المال، لا تنفقه. فالأمر والنهي، يتناقضان مع الطبع يتوافقان مع الفطرة، الأمر والنهي يتنقضان مع الطبع يتوافقان مع الفطرة. فهناك صبرٌ على أمر الله التكليفي، وهناك صبرٌ على أمر الله التكويني جعل هذا الإنسان عقيماً لا يلد، جعل هذا الإنسان ذات دخلٍ محدود، جعل هذا الإنسان ذات قامة معينة، فيها مرض وراثي، هذا أمر تكويني. فأنت ينبغي أن تصبر على أمر الله التكليفي، وعلى أمره التكويني.