ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره. قال وهب: وكان حبيب مجذوما ، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال: هل من آية ؟ قالوا: نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك. فقال: إن هذا لعجب! استفسار عن قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا: نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر. فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم. ف " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية. وقال قتادة: كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين: أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟ قالوا: لا ، ما أجرنا إلا على الله. قال أبو العالية: فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) يقول: وجاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الذين أرسلت إليهم هذه الرسل رجل يسعى إليهم؛ وذلك أن أهل المدينة هذه عزموا، واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر، فبلغ ذلك هذا الرجل، وكان منزله أقصى المدينة، وكان مؤمنًا، وكان اسمه فيما ذكر " حبيب بن مري".
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - القول في تأويل قوله تعالى " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى "- الجزء رقم19
- وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى - ملفات متنوعة - طريق الإسلام
- استفسار عن قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
- تفسير: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
- قصة المؤمن والكافر | مصراوى
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الكهف - الآية 39
- التفريغ النصي - تفسير سورة الكهف [39-45] - للشيخ المنتصر الكتاني
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الكهف - قوله تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله- الجزء رقم10
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - القول في تأويل قوله تعالى " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى "- الجزء رقم19
وبهذا يظهر وجه تقديم ( من أقصى المدينة) على ( رجل) للاهتمام بالثناء [ ص: 366] على أهل أقصى المدينة. وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لا يوجد في الوسط ، وأن الإيمان يسبق إليه الضعفاء لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترفق وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة ، قال أبو تمام: كانت هي الوسط المحمي فاتصلت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا وأما قوله تعالى في سورة القصص وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى. فجاء النظم على الترتيب الأصلي إذ لا داعي إلى التقديم إذ كان ذلك الرجل ناصحا ولم يكن داعيا للإيمان. وعلى هذا فهذا الرجل غير مذكور في سفر أعمال الرسل وهو مما امتاز القرآن بالإعلام به. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - القول في تأويل قوله تعالى " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى "- الجزء رقم19. وعن ابن عباس وأصحابه وجد أن اسمه حبيب بن مرة قيل كان نجارا - وقيل غير ذلك - فلما أشرف الرسل على المدينة رآهم ورأى معجزة لهم أو كرامة فآمن. وقيل: كان مؤمنا من قبل ، ولا يبعد أن يكون هذا الرجل الذي وصفه المفسرون بالنجار أنه هو " سمعان " الذي يدعى " بالنيجر " المذكور في الإصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل وأن وصف النجار محرف عن " نيجر " فقد جاء في الأسماء التي جرت في كلام المفسرين عن ابن عباس اسم شمعون الصفا أو سمعان.
وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى - ملفات متنوعة - طريق الإسلام
- الشيخ: إلى هنا. وقفنا عندها.
استفسار عن قوله تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
وقوله: ( قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) يقول جل ثناؤه: قال الرجل الذي جاءه من أقصى المدينة يسعى لموسى: يا موسى إن أشراف قوم فرعون ورؤساءهم يتآمرون بقتلك, ويتشاورون ويرتئون فيك; ومنه قول الشاعر: مَـــا تَـــأْتَمِرْ فِينـــا فـــأمْ ركَ فِـــي يَمِينِـــكَ أو شِــمالكْ (5) يعني: ما ترتئي, وتهمّ به; ومنه قول النمر بن تولب: أَرَى النَّــاسَ قَــدْ أَحْـدَثُوا شِـيمَةً وَفِـــي كُــلِّ حَادِثَــةٍ يُؤْتَمَــرْ (6) أي: يُتشَاوَرُ وَيُرْتَأَى فِيها. وقوله: ( فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) يقول: فاخرج من هذه المدينة, إني لك في إشارتي عليك بالخروج منها من الناصحين. وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى. ------------------------ الهوامش: (4) بنيات الطريق: تصغير بنات الطريق، وهي الطرق الصغار، تتشعب من الطرق الكبار. (5) في (اللسان: أمر): وفي التنزيل: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) قال أبو عبيدة:أي يتشاورون عليك ليقتلوك. وجعل منه المؤلف قول الشاعر "ما تأتمر فينا". يريد أن ما تشاور فيه أهل الرأي في أمرنا، فهو أمر نافذ لا معترض عليه. لكن تفسير المؤلف البيت بقوله: "يعني ما ترتئي، وتهم به" يجعل المعنى ليس من الائتمار، بمعنى المشاورة، ولكن من الائتمار بمعنى الاستبداد بالرأي، دون مشورة أحد غير نفسه قال الأزهري: ائتمر فلان رأيه: إذا شاور عقله في الصواب الذي يأتيه، وقد يصيب الذي يأتمر رأيه مرة، ويخطئ أخرى.
قِيلَ لَهُ فِي الْحَالِ
- الشيخ: هذا مأخوذٌ من الاختصارِ الذي في الآياتِ والله أعلم، هذا الرجلُ يُذكَرُ ويُقالُ له: صاحبُ ياسين، صاحبُ ياسين، هو هذا الرجل، لعلَّه سُمِّيَ بذلكَ؛ لأنَّه ذُكِرَ في هذهِ السورةِ سورةِ "يس" الله أكبر. - القارئ: قِيلَ لَهُ فِي الْحَالِ: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} فَقَالَ مُخْبِرًا بِمَا وَصَلَ إِلَيْهِ مِنَ الْكَرَامَةِ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَإِخْلَاصِهِ، وَنٌصْحًا لِقَوْمِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، كَمَا نَصَحَ لَهُمْ فِي حَيَاتِهِ: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}
- الشيخ: نصحَ لهم تمنيًا، ولّا ما، الآن أقول: ذهبتِ الفرصةُ عليهم، ناصحٌ لهمْ بعدَ مماتِه يتمنَّى أنَّ قومَه يعلمونَ بمصيرِه. - القارئ: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} أي: بِأَيِّ: شَيْءٍ غَفَرَ لِي، فَأَزَالَ عَنِّي أَنْوَاعَ الْعُقُوبَاتِ، {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} بِأَنْوَاعِ الْمَثُوبَاتِ وَالْمَسَرَّاتِ، أَيْ: لَوْ وَصَلَ عِلْمُ ذَلِكَ إِلَى قُلُوبِهِمْ، لَمْ يُقِيمُوا عَلَى شِرْكِهِمْ. وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. قَالَ اللَّهُ فِي عُقُوبَةِ قَوْمِهِ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ} [يس:28] أَيْ: مَا احْتَجْنَا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار. ذكر الأخبار الواردة بذلك:حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي مُجِلِّز، قال: كان صاحب يس " حبيب بن مري".
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله أي بالقلب ، وهو توبيخ ووصية من المؤمن للكافر ورد عليه ، إذ قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما في موضع رفع ، تقديره: هذه الجنة هي ما شاء الله. وقال الزجاج والفراء: الأمر ما شاء الله ، أو هو ما شاء الله; أي الأمر مشيئة الله - تعالى -. قصة المؤمن والكافر | مصراوى. وقيل: الجواب مضمر ، أي ما شاء الله كان ، وما لا يشاء لا يكون. لا قوة إلا بالله أي ما اجتمع لك من المال فهو بقدرة الله - تعالى - وقوته لا بقدرتك وقوتك ، ولو شاء لنزع البركة منه فلم يجتمع. الثانية: قال أشهب قال مالك: ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول هذا. وقال ابن وهب قال لي حفص بن ميسرة: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا ما شاء الله لا قوة إلا بالله. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأبي هريرة: ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة - أو قال كنز من كنوز الجنة قلت: بلى يا رسول الله ، قال لا حول ولا قوة إلا بالله إذا قالها العبد قال الله - عز وجل - أسلم عبدي واستسلم أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى.
تفسير: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
فعسى ربي بمعنى لعل أي فلعل ربي. أن يؤتين خيرا من جنتك أي في الآخرة. وقيل في الدنيا. ويرسل عليها أي على جنتك. حسبانا أي مرامي من السماء ، واحدها حسبانة; قاله الأخفش والقتبي وأبو عبيدة. وقال ابن الأعرابي: والحسبانة السحابة ، والحسبانة الوسادة ، والحسبانة الصاعقة. وقال الجوهري: والحسبان ( بالضم): العذاب. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرض حسبان أي جراد. والحسبان أيضا الحساب ، قال الله - تعالى -: الشمس والقمر بحسبان. وقد فسر الحسبان هنا بهذا. قال الزجاج: الحسبان من الحساب; أي يرسل عليها عذاب الحساب ، وهو حساب ما اكتسبت يداك; فهو من باب حذف المضاف. والحسبان أيضا: سهام قصار يرمى بها في طلق واحد ، وكان من رمي الأكاسرة. والمرامي من السماء عذاب. فتصبح صعيدا زلقا يعني أرضا بيضاء لا ينبت فيها نبات ولا يثبت عليها قدم ، وهي أضر أرض بعد أن كانت جنة أنفع أرض; وزلقا تأكيد لوصف الصعيد; أي تزل عنها الأقدام لملاستها. ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله. يقال: مكان زلق ( بالتحريك) أي [ ص: 365] دحض ، وهو في الأصل مصدر قولك: زلقت رجله تزلق زلقا ، وأزلقها غيره. والزلق أيضا عجز الدابة. قال رؤبة: كأنها حقباء بلقاء الزلق
والمزلقة والمزلقة: الموضع الذي لا يثبت عليه قدم.
قصة المؤمن والكافر | مصراوى
لما رأى الرجل المؤمن ما عليه صاحبه من الكفر والغرور وعدم شكر النعمة، ذكره بالله سبحانه ووجوب الإيمان به، وشكره على نعمه العظيمة؛ لما في ذلك من حفظها وزيادتها، وأن الله عز وجل بيده تبديل الأحوال بأن يعطي الفقير فيصير غنياً، ويمحق ما بيد الغني فيصبح فقيراً، وهذا ما حصل بالفعل فقد أفسد الله عليه جنته فغار ماؤها، وماتت أشجارها، وصارت صعيداً زلقاً، جزاء كفره وطغيانه، وعتوه عن أمر ربه وعصيانه.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الكهف - الآية 39
وقال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: سئل محمد بن إسحاق بن خزيمة عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: تحاجت الجنة والنار فقالت هذه - يعني الجنة - يدخلني الضعفاء من الضعيف ؟ قال: الذي يبرئ نفسه من الحول والقوة يعني في اليوم عشرين مرة أو خمسين مرة. وقال أنس بن مالك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره عين. وقد قال قوم: ما من أحد قال ما شاء الله كان فأصابه شيء إلا رضي به. وروي أن من قال أربعا أمن من أربع: من قال هذه أمن من العين ، ومن قال حسبنا الله ونعم الوكيل أمن من كيد الشيطان ، ومن قال وأفوض أمري إلى الله أمن مكر الناس ، ومن قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أمن من الغم. قوله تعالى: إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا إن شرط ترن مجزوم به ، والجواب فعسى ربي وأنا فاصلة لا موضع لها من الإعراب. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الكهف - الآية 39. ويجوز أن تكون في موضع نصب توكيدا للنون والياء. وقرأ عيسى بن عمر إن ترن أنا أقل منك بالرفع; يجعل أنا مبتدأ " وأقل " خبره ، والجملة في موضع المفعول الثاني ، والمفعول الأول النون والياء; إلا أن الياء حذفت لأن الكسرة تدل عليها ، وإثباتها جيد بالغ وهو الأصل لأنها الاسم على الحقيقة.
التفريغ النصي - تفسير سورة الكهف [39-45] - للشيخ المنتصر الكتاني
فأعرها أذنك فهو خطاب لك، وامتثل ما قيل لك أمراً واترك ما قيل لك نهياً، وإلا حل بك ما حل بالكفار والمشركين من اللعنة في الدنيا والآخرة. وقوله تعالى: هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف:44]، قرئ: (لله الحقِ) على أنه نعت لاسم الجلالة الله، والله هو الحق، وهو الواحد الأحد، الرازق الصمد، الذي بيده كل شيء. وقرئ: (هنالك الولاية لله الحقُ)، على أن الحق نعت للولاية، أي: هنالك الولاية الحق، وهنالك الملك والسلطان لله وحده، وهنالك المناصرة والتعزيز والتأييد، فالحق لله وليس لأحد سواه، والكل تؤكده الآية وتدل عليه، وكلتاهما قراءتان سبعيتان متواترتان. قال تعالى: هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا [الكهف:44]. فالله جل جلاله خير ثواباً ممن ترجو ثوابه من المشركين ومن الكافرين، فثواب الله خير، وهو خير في الواقع وفي الزمن القائم في الدنيا. التفريغ النصي - تفسير سورة الكهف [39-45] - للشيخ المنتصر الكتاني. وَخَيْرٌ عُقْبًا [الكهف:44]، أي: خير عاقبة في الآخرة. وقرئت: (عقْبى) و(عقُبى)، فثواب الله خير في الدنيا وخير عاقبة يوم القيامة.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الكهف - قوله تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله- الجزء رقم10
القصة:
قال بعض الناس: هذا مثل مضروب ولا يلزم أن يكون واقعا. والجمهور أنه أمر قد وقع، وقوله: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا} يعني لكفار قريش، في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم، وافتخارهم عليهم كما قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} كما قدمنا الكلام على قصتهم قبل قصة موسى عليه السلام. ولولا اذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله. والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين، وكان أحدهما مؤمنا والآخر كافرا، ويقال: إنه كان لكل منهما مال، فأنفق المؤمن ماله في طاعة الله ومرضاته ابتغاء وجهه، وأما الكافر فإنه اتخذ له بستانين، وهما الجنتان المذكورتان في الآية، على الصفة والنعت المذكور؛ فيهما أعناب ونخل تحف تلك الأعناب، والزروع في خلال ذلك والأنهار سارحة ههنا وههنا للسقي والتنزه، وقد استوسقت فيهما الثمار، واضطربت فيهما الأنهار وابتهجت الزروع والثمار وافتخر مالكهما على صاحبه المؤمن الفقير قائلا له:
{أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا أي}؛ وأمنع جنابا. ومراده أنه خير منه، ومعناه، ماذا أغنى عنك إنفاقك ما كنت تملكه في الوجه الذي صرفته فيه؟ كان الأولى بك أن تفعل كما فعلت لتكون مثلي.
قال: [ سادساً: الولاية بمعنى: الملك والسلطان لله يوم القيامة ليست لغيره، إذ الملك والأمر كلاهما لله تعالى]، الولاية بمعنى: الملك والسلطان لله يوم القيامة، إذ لا ملك ولا سلطان في عرصات القيامة، والوَلاية بالفتح تعني الموالاة. وصلى الله على نبينا محمد.