الإعراب: (قد) حرف تحقيق (من) موصول في محلّ رفع فاعل الواو عاطفة وكذلك الفاء. جملة: (أفلح من تزكّى) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تزكّى) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (ذكر) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (صلّى) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذكر.. إعراب الآيات (16- 17): {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17)}. الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ عن مقدّر أي أنتم لا تفعلون ذلك بل تؤثرون.. الواو حاليّة.. جملة: (تؤثرون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (الآخرة خير) في محلّ نصب حال.. إعراب الآيات (18- 19): {إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19)}. الإعراب: اللام المزحلقة للتوكيد (في الصحف) متعلّق بخبر إنّ (صحف) بدل من الصحف مجرور. جملة: (إنّ هذا لفي الصحف) لا محلّ لها استئنافيّة. موقع هدى القرآن الإلكتروني. الفوائد: - بعض ما في صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام: عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن للمسجد تحية، فقلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، قلت: يا رسول اللّه، هل أنزل اللّه عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر، اقرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
قال- تعالى-: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ. أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. وقال- سبحانه-: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. ومنهم من يرى أن لفظ أَخْفى فعل ماض. فيكون المعنى: وإن تجهر بالقول في ذكر أو دعاء فلا تجهد نفسك بذلك فإنه- تعالى- يعلم السر الذي يكون بين اثنين، ويعلم ما أخفاه- سبحانه- عن عباده من غيوب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما سيفعله الإنسان من أعمال في المستقبل، قبل أن يعلم هذا الإنسان أنه سيفعلها. قال الجمل: وقوله: أَخْفى جوزوا فيه وجهين: أحدهما: أنه أفعل تفضيل. أى:وأخفى من السر. فصل: إعراب الآيات (17- 20):|نداء الإيمان. والثاني: أنه فعل ماض. أى: وأخفى الله من عباده غيبه، كقوله:وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) أي: أنزل هذا القرآن الذي خلق الأرض والسماوات العلا ، الذي يعلم السر وأخفى ، كما قال تعالى: ( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما) [ الفرقان: 6]. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( يعلم السر وأخفى) قال: السر ما أسر ابن آدم في نفسه ، ( وأخفى): ما أخفى على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فالله يعلم ذلك كله ، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد ، وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة ، وهو قوله: ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) [ لقمان: 28].
[الكامل: 1/ 113- 114]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ليشرب ماء القوم بين الصرائم فهي جمع صريمةٍ، وهي الرملة التي تنقطع من معظم الرمل، وقوله: " صريمة " يريد مصرومة، والصرم: القطع، وأتشد الأصمعي:
فبات يقول أصبح ليل حتى = تجلى على صريمته الظلام
يعني ثورًا، وصريمته: رملته التي هو فيها. وقال المفسرون في قول الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم} [القلم: 20] قولين، قال قوم: كالليل المظلم، وقال قوم: كالنهار المضيء، أي بيضاء لا شيء فيها، فهو من الأضداد. ويقال: لك سواد الأرض وبياضها، أي عامرها وغامرها، فهذا ما يحتج به لأصحاب القول الأخير، ويحتج لأصحاب القول الأول في السواد بقول الله تبارك وتعالى: {فجعله غثاءً أحوى} [الأعلى: 5]، وإنما سمي السواد سوادًا لعمارته، وكل خضرةٍ عند العرب سواد). القران الكريم |وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى. [الكامل: 1/304-305] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {غُثَاءً أَحْوَى}: يقول أخرج المرعى أحوى فجعله غثاءً. ويقال أسود من القدم). [مجالس ثعلب: 370]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (ومن الأضداد أيضا أو ما يشبهها الأحوى؛ يقال: أحوى للأخضر من النبات الطري الريان من الماء، ويقال أحوى للنبات الذي اسود وجف، قال الشاعر: فما أم أحوى قد تحمم روقه....... تراعي به سدرا وضالا تناسقه
أراد بالأحوى الذي قد اخضر موضع الزغب منه والشعر.
فصل: إعراب الآيات (17- 20):|نداء الإيمان
ولا حجة لهم أيضا في قوله: {فذكر إن نفعت الذكرى} لأن (إن) ليست إيجابا، وإنما معناها الشرط، والتأويل: فذكر إن نفعهم تذكيرك، أي إن دمت على ذاك وثبت، فكأنه تحضيض للنبي صلى الله عليه وسلم وتوكيد عليه أن يديم تذكيرهم وتعليمهم، والله أعلم وأحكم). [كتاب الأضداد: 189-190] تفسير قوله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}
وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى: (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ). فن التتميم: في قوله تعالى: (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ).
القران الكريم |وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى
* - حَدَّثَني عَليّ, قَالَ: ثنا عَبْد اللَّه, قَالَ: ثني مُعَاويَة, عَنْ عَليّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله { يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى} قَالَ: السّرّ: مَا أَسَرَّ ابْن آدَم في نَفْسه. وَأَخْفَى: قَالَ: مَا أَخْفَى ابْن آدَم ممَّا هُوَ فَاعله قَبْل أَنْ يَعْمَلهُ, فَاَللَّه يَعْلَم ذَلكَ, فَعلْمه فيمَا مَضَى منْ ذَلكَ, وَمَا بَقيَ علْم وَاحد, وَجَميع الْخَلَائق عنْده في ذَلكَ كَنَفْسٍ وَاحدَة, وَهُوَ قَوْله: { مَا خَلْقكُمْ وَلَا بَعْثكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحدَة}. 31 28 * - حَدَّثَنَا الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, قَالَ: قَالَ ابْن جُرَيْج, قَالَ سَعيد بْن جُبَيْر, عَنْ ابْن عَبَّاس: السّرّ: مَا أَسَرَّ الْإنْسَان في نَفْسه; وَأَخْفَى: مَا لَا يَعْلَم الْإنْسَان ممَّا هُوَ كَائن. 18093 - حَدَّثَني زَكَريَّا بْن يَحْيَى بْن أَبي زَائدَة وَمُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَا: ثنا أَبُو عَاصم, عَنْ عيسَى; وَحَدَّثَني الْحَارث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَميعًا عَنْ ابْن أَبي نَجيح, عَنْ مُجَاهد, في قَوْل اللَّه: { يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى} قَالَ: أَخْفَى: الْوَسْوَسَة.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: يعلم ما أسررت في نفسك، وأخفى: ما لم يكن هو كائن. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: أخفى من السرّ: ما حدّثت به نفسك، وما لم تحدث به نفسك أيضا مما هو كائن. حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) أما السرّ: فما أسررت في نفسك، وأما أخفى من السرّ: فما لم تعمله وأنت عامله، يعلم الله ذلك كله. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنه يعلم سرّ العباد، وأخفى سرّ نفسه، فلم يطلع عليه أحدا. * ذكر من قال ذلك:حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سرّه فلا يعلم. قال أبو جعفر: وكأن الذين وجهَّوا ذلك إلى أن السرّ هو ما حدّث به الإنسان غيره سرّا، وأن أخفى: معناه: ما حدّث به نفسه، وجهوا تأويل أخفى إلى الخفيّ. وقال بعضهم: قد توضع أفعل موضع الفاعل، واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر:تَمَنَّى رِجالٌ أنْ أمُوتَ وإنْ أمُتْفَتِلْكَ طَرِيقٌ, لَسْتُ فِيها بأوْحَدِ (6)والصواب من القول في ذلك، قول من قال: معناه: يعلم السرّ وأخفى من السرّ، لأن ذلك هو الظاهر من الكلام; ولو كان معنى ذلك ما تأوّله ابن زيد، لكان الكلام: وأخفى الله سرّه، لأن أخفى: فعل واقع متعدّ، إذ كان بمعنى فعل على ما تأوّله ابن زيد، وفي انفراد أخفى من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى فعل الدليل الواضح على أنه بمعنى أفعل.
وقد مضى الرد في مقدمة الكتاب على من خالف مصحف عثمان ، وأن ذلك ليس بقرآن يتلى; فتأمله هناك.
والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا
وبمثل هذا التفكير المبني على المشاهدة والتأمُّل يحصل الإيمان. أما كلمة (النَّازِعَاتِ): فهي جمع نازعة، مأخوذة من نزع، بمعنى: جذب وقلع، تقول: نزع فلان المسمار من الخشب، ونزعتُ الدلو من البئر. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة العصر - قوله تعالى إن الإنسان لفي خسر - الجزء رقم32. والمراد (بالنازعات) هنا أشعة الشمس التي تنصبُّ بحرارتها على البحار تلك المستودعات العظيمة التي ملأها الله تعالى بالماء، فتنتزع قسماً من مياهها وتجعلها أبخرة صالحة لأن تتصاعد في السماء. أما كلمة (غرقاً): فمأخوذة من غَرِقَ بمعنى: غاب وخفي، ومن غَرَقَ بفتح الراء: أي أخذ من اللبن شربة. ويكون ما نفهمه من هذه الكلمة الواردة في هذه الآية أنها تبيِّن كيفية النزع، فهذه الأشعة (النَّازِعَاتِ) إنما تنتزع الماء من البحر غرقاً، أي: في خفاء ولطف حتى لا تكاد تدركه العين، ومن جهة ثانية فإنها تنتزعه شيئاً بعد شيء كما يمتصّ الإنسان اللبن بصورة تدريجية جرعة بعد جرعة. وبعد أن ذكر لنا تعالى أثر أشعة الشمس في نزول الأمطار بتبخيرها الماء وانتزاعها إيَّاه بصورة تدريجية وخفاء، أراد تعالى أن يبيِّن لنا فعل الرياح ودورها فقال:
{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}:
وَالنَّاشِطَات: جمع ناشطة مأخوذة من نَشِطَ بكسر الشين، بمعنى: خفَّ وأسرع، ومن نَشَطَ بفتح الشين، أي: خرج من بلد إلى بلد، أو من مكان إلى مكان.
والعصر ان الانسان لفي خسر
والمراد بالْمُدَبِّرَات هنا: الإشارة إلى ما تقدَّم في الآيات السابقة. فالنازعات والناشطات والسابحات والسابقات وإن شئت فقل: أشعة الشمس والرياح والسحب هذه كلها إنما هي مدبِّرات تدبِّر لك أمر معاشك، إذ يكون بالماء النازل من السماء نماءُ زرعك وجريان نهرك وإمداد بئرك وقوام حياتك. والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا. أما (الفاء) الواردة في أول كلمة (الْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً) فهي تشير إلى تلك الإرادة العظيمة الحكيمة التي قيام هذه المدبِّرات بها في وظائفها وأعمالها، فما هذه المدبِّرات في قيامها وسيرها في أعمالها إلا بأمر منه تعالى، فبكلمة (كن) تبخِّر الأشعة الماء، وتنتزعه من البحر غرفاً، وتحمله الرياح، وتنقله إلى أعالي الطبقات الجوية نشطاً، وتجمع الأبخرة المتصاعدة فتكوِّن سحباً سابحة، ثم تسير متلاحقة متسابقة. وهكذا بكلمة (كن) التي تصدر عن هذا الخالق العظيم، والإله الحكيم، والرب القدير، يسير هذا الكون، وتنتظم حياتك، وتتأمَّن أمور معاشك، فأنت مدين له دوماً، وفضله عليك متواصل أبداً.
ثم ذكر لنا تعالى أن السحب إنما تسير في وجهة معيَّنة لا تجاوزها ولا تعدوها، فقال:
{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}:
والفاء الواردة في أول كلمة (السَّابِقَات) في هذه الآية إنما تبيِّن لنا أن هذه السحب في سبحها وضمن هذا السبح يجري السباق بينها إلى أمكنتها. العصر ان الانسان لفي خسر. والسَّابِقَات: جمع سابقة مأخوذة من سبق بمعنى: تقدَّم غيره، تقول: سبق فلان فلاناً، أي: تقدَّمه وخلَّفه وراءه. والمراد بـ (السَّابِقَاتِ) هنا قطع السحاب من حيث جريها بنظام وفي اتجاهات معيَّنة، فترى طلائعها تجري متقدِّمة، وتتبعها السحابات الأخرى متلاحقة متسارعة، حتى تبلغ هدفها وتصل إلى البلدة المعيَّنة لها، فإذا هي بلَغَتْها خيَّمتْ في سمائها واتصلت ببعضها. أما كلمة (سبقاً): فإنما تبيِّن نوع السبق من حيث كونه متتالياً ومبنياً على نظام. وبعد أن بيَّن لنا تعالى ما بيَّن، وبعد أن عرَّفنا بذلك النظام الذي بموجبه تنزل الأمطار، والتي تتوقف عليها حياة الكون أراد تعالى أن يعرِّفنا بأن هناك يداً عظيمة هي التي تدير الحركة وتؤمِّن السير وتقوم بهذه الأعمال التي تتوقف عليها الحياة، فقال تعالى:
{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}:
والْمُدَبِّرَات: جمع مدبِّرة وهي مأخوذة من دبَّر، تقول: دبَّر القائد الخطة، أي: حضَّرها وهيأها.