8- القراءة للعمل لا الجدل: إن العمل هو الثمرة المرجوة من العلم؛ فعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر؛ وكما قال ابن القيم: "لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين" (الفوائد، ص: 31،).
من شروط القراءة الهادفة. فالقراءة المثمرة هي ما تدفع للعمل، وتهذب السلوك، وتترك بصماتها على حياة الإنسان؛ عطاءً ونفعًا للآخرين. وقد جعل العقاد مقياس الكتاب النافع مرتبطًا بما يتركه في نفس قارئه من فهم أفضل، ومن دافعية للعمل؛ فقال: "أما مقياس الكتاب المفيد، فإنك تتبينه من كل ما يزيد معرفتك وقوتك على الإدراك، والعمل، وتذوق الحياة؛ فإذا وجدت ذلك في كتاب ما، كان جديرًا بالعناية والتقدير؛ فإننا لا نعرف إلا لنعمل أو لنشعر؛ أما المعرفة التي لا عمل وراءها ولا شعور فيها، فخير منها عدمها. وعلى هذا المقياس تستطيع أن تفرق بين ما يصلح للثقافة والتهذيب وما لا يصلح" (انظر مقاله: "لماذا أهوى القراءة"، مجلة "الهلال" عدد مارس 1948م). تلك هي أهم الشروط والمعالم التي تتطلبها القراءة المثمرة، الواعية، الفاحصة، المضيئة، الفاعلة..