هذا البيت من مقدمة ألفية ابن مالك. رحمه الله. ومعنى ذلك:
الكلام في اللغة: هواسم لكل ما يتكلم به. أما في الاصطلاح -اصطلاح النحويين-: فهو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها. لذلك قال ابن مالك:كلامنا لكي يشير إلى أن المقصود هنا هو كلام النحويين لا كلام اللغويين. والتعريف الاصطلاحي:
- اللفظ: هو الصوت المشتمل على بعض الحروف تحقيقاً أو تقديراً، فهو بذلك يشمل المستعمل كـ(زيد) ويشمل المهمل كـ(ديز)-لفظ لا معنى له- ويشمل الكلمة والكلام والكلم. - مفيد: أخرج غير المفيد وهو المهمل. - فائدة يحسن السكوت عليها: أخرج الكلمة وبعض الكلم لأنه لا يشترط في الكلم أن يكون مفيداً وإنما أن يتكون من ثلاث كلمات. بشاشا ... كلامنا لفظ مفيد كاستقم. شرحه
نلاحظ هنا أن ابن مالك قال في هذا البيت (كلامنا لفظ مفيد كاستقم) ولم يقل (مفيد فائدة يحسن السكوت عليها) والجواب على هذا أن نقول: إنه قصد بقوله (كاستقم) أي كفائدة استقم وهي فائدة يحسن السكوت عليها فهو بذلك قد استغنى بالمثال عن ذكر بقية التعريف، ونقصد بالفائدة التي يحسن السكوت عليها: أن تفيد معنى بحيث لا يكون السامع منتظراً لشيء آخر انتظاراً تاماً. وأقل ما يتألف الكلام من اسمين نحو(زيدٌ قائمٌ) ،أو من فعل واسم نحو(قامَ زيدٌ) ، ولا يشترط في الاسم أو الفعل أن يكونا ظاهرين كما في مثال المصنف قوله(استقم) فهو يتكون من الفعل الظاهر-استقمْ- ومن الاسم المستتر-الضمير أنت-، ومثال الفعل المستتر قولنا(يا زيدُ) فتقديرها أدعو زيداً.
بشاشا ... كلامنا لفظ مفيد كاستقم
ملاحظة:سيأتي شرح الاسم والفعل والحرف في البند التالي. (واحِدُهُ كَـلِمَةٌ والقولُ عَمّ)
الكلمة(لغة): هي الجمل المفيدة,
قال تعالى (كلا إنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُهَا) إشارة إلى قوله (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيْما تَرَكْتُ). الكلمة (اصطلاحاً): هي قول مفرد. توضيح التعريف:
– القول: هو اللفظ الدال على معنى، فهو بذلك يشمل الكلام والكلم والكلمة. – المفرد: هو ما لا يدل جزؤه على جزء معناه، وهو بذلك يشمل ثلاثة أنواع:
1- ما لا جزء له أصلاً كهمزة الاستفهام وواو العطف وغيرها. 2- ما له جزء ولا يدل على جزء معناه مثل(زيد)، فإن أجزاءه الزاي والياء والدال إذا أفردت لا تدل على شيء مما يدل هو عليه. 3- ما له أجزاء تدل عليه ولكنه ليس جزء المعنى الذي تدل عليه الجملة نحو (عبد الله) علماً. *أقسام الكلمة*
1- الاسم: وهو ما دل على معنى مفرد. ونقول (معنى مفرد) لنميزه عن الفعل إذ كان الفعل يدل على معنى وزمان محصل. – الاسم لغة: سمة الشيء أي علامته. 2- الفعل وهو ما دل على معنى وزمان محصل
ونعني بالمحصل الماضي والحاضر والمستقبل. مثال ذلك (يقوم) فإنه يدل على معنى أو حدث وهو القيام ويدل أيضاً على أن الحدث يحدث في الحاضر أي يقوم الآن.
ملاحظة: سوف أقوم-بإذن الله- بإضافة درس جديد إلى هذا الموقع بصورة دورية فداوم على زيارته؛ لتحظى بالمزيد من الدروس النحوية في شرح الألفية. This entry was posted in Uncategorized. Bookmark the permalink.
** الطفيل بن عمرو الدوسي يحرق الصنم المسمي ذي الكفين ويواصل الطفيل عمله مع الجماعة المؤمنة.. ويوم فتح مكة٬ كان يدخلها مع عشرة آلاف مسلم لا يثنون أعطافهم زهوا وصلفا٬ بل يحنون جباههم في خشوع واذلال٬ شكرا ﷲ الذي أثابهم فتحا قريبا٬ ونصرا مبينا.. ورأى الطفيل رسول الله وهو يهدم أصنام الكعبة٬ ويطهرها بيده من ذلك الرجس الذي طال مداه.. وتذكر الدوسي من فوره صنما كان لعمرو بن حممة. طالما كان عمرو هذا يصطحبه اليه حين ينزل ضيافته٬ فيتحنث بين يديه٬ ويتضر ع اليه..!! الآن حانت الفرصة ليمحو الطفيل بن عمرو السدوسي ع ن نفسه اثم تلك الأيام.. هنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام يستأذنه في أن يذهب ليحرق صنم عمرو بن حممة وكان هذا الصنم يدعى٬ ذا الكفين٬ وأذن له النبي عليه السلام.. ويذهب الطفيل ويوقد عليه النار.. وكلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ويقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا!! اني حشوت النار في فؤادكا الطفيل بن عمرو الدوسي يموت شهيداً في موقعة اليمامة وهكذا عاش مع النبي يصلي وراءه٬ ويتعلم منه٬ ويغزو معه. وينتقل الرسول الى الرفيق الأعلى٬ فيرى الطفيل أن مسؤوليته كمسلم لم تنته بموت الرسول٬ بل انها لتكاد تبدأ.. وهكذا لم تكد حروب الردة تنشب حتى كان الطفيل يشم ر لها عن ساعد وساق٬ وحتى كان يخوض غمراتها وأهوالها في حنان مشتاق الى الشهادة.. اشترك في حروب الردة حربا.. حربا.. وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين مصطحبا معه ابنه عمرو بن الطفيل".
مدرسة الطفيل بن عمرو
ثم رجعت إليهم، وهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام، حتى استجاب منهم من استجاب، وسبقتني بدر وأحد والخندق، ثم قدمت بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس، فكنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح مكة، فقلت: يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه؟ قال:( أجل، فاخرج إليه). فأتيت، فجعلت أوقد عليه النار، ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقمت معه حتى قبض، ثم خرجت إلى بعث مسيلمة، ومعي ابني عمرو حتى إذا كنت ببعض الطريق، رأيت رؤيا، رأيت كأنَّ رأسي حلق، وخرج من فمي طائر، وكأنَّ امرأة أدخلتني في فرجها، وكأنَّ ابني يطلبني طلباً حثيثاً، فحيل بيني وبينه، فحدثت بها قومي، فقالوا: خيراً، فقلت: أما أنا فقد أولتها، أما حلق رأسي: فقطعه، وأما الطائر: فروحي، والمرأة: الأرض أدفن فيها، فقد روعت أن أقتل شهيداً، وأما طلب ابني إياي فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفره هذا، قال: فقتل الطفيل يوم اليمامة، وجرح ابنه ثم قتل يوم اليرموك بعد. وروى البخاري في صحيحه من طريق الأعرج عن أبي هريرة قال: قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إن دوساً قد عصت، فادع الله عليهم، فقال:( ا للهم اهد دوساً).
قصة اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي
حدث الطفيل قال: قدمت مكة فما إن رآنى سادة قريش حتى أقبلوا على فرحبوا بى أكرم ترحيب وأنزلونى فيهم أعز منزل ثم اجتمع إليا سادتهم وكبراؤهم وقالوا: يا طفيل إنك قد قدمت بلادنا وهذا الرجل الذى يزعم أنه نبى قد أفسد أمرنا ومزق شملنا وشتت جماعتنا ونحن إنما نخشى أن يحل بك وبزعامتك فى قومك ما قد حل بنا فلا تكلم الرجل ولا تسمعن منه شيئا فإن له قولا كالسحر: يفرق بين الولد وأبيه وبين الأخ وأخيه وبين الزوجة وزوجها. قال الطفيل: فالله ما زالوا بى يقصون على من غرائب أخباره ويخوفونى على نفسى وقومى بعجائب أفعاله حتى أجمعت أمرى ألا أقترب منه وألا أكلمه أو أسمع منه شيئا. ولما غدوت إلى المسجد للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها التى كنا إليها نحج وإياها نعظم حشوت فى أذنى قطنا خوفا من أن يلامس سمعى شىء من قول محمد. لكن ما إن دخلت المسجد إلا وجدته قائما يصلى عند الكعبة صلاة غير صلاتنا ويتعبد عبادة غير عبادتنا فأسرنى منظره وهزتنى عبادته ووجدت نفسى أدنو منه شيئا فشيئا على غير قصد منى حتى أصبحت قريبا منه وأبى الله إلا أن يصل إلى سمعى بعض مما يقول فسمعت كلاما حسنا. وقلت فى نفسى: ثكلتك أمك يا طفيل إنك لرجل لبيب شاعر وما يخفى عليك الحسن من القبيح فما يمنعك أن تسمع من الرجل ما يقول فإن كان الذى يأتى به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته ثم قال: ثم مكثت حتى انصرف رسول الله إلى بيته فتبعته حتى إذا دخل داره دخلت عليه.
الطفيل بن عمرو
صفة الصفوة ابن الجوزي. الاستيعاب ابن عبد البر.
فعرض عليه رسول الله الإسلام فقبله وحسن إسلامه. ثم طلب الطفيل ـ رضي الله عنه ـ من رسول الله أن يرسله إلى قبيلته دوس؛ ليدعوهم إلى الإسلام، وأن يدعو الله سبحانه أن يؤيده بآية من عنده، فدعا له رسول الله: (اللهم نَوِّر له)... فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب، أخاف أن يقولوا إنه مُثعلَة (شناعة أو عيب)، فتحول إلى طرف عصاه، فكان يضيء في الليلة المظلمة....!