فإذا تقرر هذا صار الناس أقساما: مؤمنون خلص ، وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أول البقرة ، وكفار خلص ، وهم الموصوفون بالآيتين بعدها ، ومنافقون ، وهم قسمان: خلص ، وهم المضروب لهم المثل الناري ، ومنافقون يترددون ، تارة يظهر لهم لمع من الإيمان وتارة يخبو وهم أصحاب المثل المائي ، وهم أخف حالا من الذين قبلهم. وهذا المقام يشبه من بعض الوجوه ما ذكر في سورة النور ، من ضرب مثل المؤمن وما جعل الله في قلبه من الهدى والنور ، بالمصباح في الزجاجة التي كأنها كوكب دري ، وهي قلب المؤمن المفطور على الإيمان واستمداده من الشريعة الخالصة الصافية الواصلة إليه من غير كدر ولا تخليط ، كما سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله. ثم ضرب مثل العباد من الكفار ، الذين يعتقدون أنهم على شيء ، وليسوا على شيء ، وهم أصحاب الجهل المركب ، في قوله: ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) الآية [ النور: 39]. ان الله على كل شي قدير. ثم ضرب مثل الكفار الجهال الجهل البسيط ، وهم الذين قال [ الله] فيهم: ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) [ النور: 40] فقسم الكفار هاهنا إلى قسمين: داعية ومقلد ، كما ذكرهما في أول سورة الحج: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد) [ الحج: 3] وقال بعده: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) [ الحج: 8] وقد قسم الله المؤمنين في أول الواقعة وآخرها وفي سورة الإنسان ، إلى قسمين: سابقون وهم المقربون ، وأصحاب يمين وهم الأبرار.
- أنَّ الله على كل شيء قدير : ثلاث مرات في القرآن : مرتان في البقرة ١٠٦، ٢٥٩، ومرة في الطلاق ١٢ | Quran verses, Quran, Verses
- ان الله على كل شي قدير
- الدليل على ربوبية الله هو قوله تعالى - موقع المقصود
- التفريغ النصي - شرح الأصول الثلاثة - الأصل الأول [1] - للشيخ خالد بن عبد الله المصلح
- Books الفرق بين الدليل العقلي والدليل النقلي - Noor Library
- ص522 - كتاب مجموع الفتاوى - فصل في قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة ما هو - المكتبة الشاملة
أنَّ الله على كل شيء قدير : ثلاث مرات في القرآن : مرتان في البقرة ١٠٦، ٢٥٩، ومرة في الطلاق ١٢ | Quran Verses, Quran, Verses
ولما كانت صفات الرب سبحانه وتعالى أكثر وأكمل، كان له المثل الأعلى، وكان أحق به من كل ما سواه. بل يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى المطلق أثنان، لأنهما أن تكافآ من كل وجه، لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ، فالموصوف به أحدهما وحده، فيستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير. واختلفت عبارات المفسرين في المثل الأعلى. ووفق بين أقوالهم من وفقه الله وهداه، فقال: المثل الأعلى يتضمن: الصفة العليا، وعلم العالمين بها، ووجودها العلمي، والخبر عنها وذكرها، وعبادة الرب تعالى بواسطة العلم والمعرفة القائمة بقلوب عابديه وذاكريه. ان الله علي كل شي قدير صوره. فها هنا أمور اربعة:
الأول: ثبوت الصفات العليا لله سبحانه وتعالى، سواء علمها العباد أو لا، وهذا معنى قول من فسرها بالصفة. الثاني: وجودها في العلم والشعور، وهذا معنى قول من قال من السلف والخلف: أنه ما في قلوب عابديه وذاكريه، من معرفته وذكره، ومحبته وجلاله، وتعظيمه، وخوفه ورجائه، والتوكل عليه والإنابة إليه. وهذا الذي في قلوبهم من المثل الأعلى لا يشركه فيه غيره أصلا، بل يختص به في قلوبهم، كما اختص به في ذاته. وهذا معنى قول من قال من المفسرين: أن معناه: أهل السماوات يعظمونه ويحبونه ويعبدونه، وأهل الأرض كذلك، وإن أشرك به من أشرك، وعصاه من عصاه، وجحد صفاته من جحدها، فأهل الأرض معظمون له، مجلون، خاضعون لعظمته، مستكينون لعزته وجبروته.
ان الله على كل شي قدير
كيف لهذا البلاء النازل بي أن يأتي بعده الفرج؟!!
وهكذا قال أبو العالية ، والحسن البصري ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي بسنده ، عن الصحابة وهو أصح وأظهر. والله أعلم. وهكذا يكونون يوم القيامة عندما يعطى الناس النور بحسب إيمانهم ، فمنهم من يعطى من النور ما يضيء له مسيرة فراسخ ، وأكثر من ذلك وأقل من ذلك ، ومنهم من يطفأ نوره تارة ويضيء له أخرى ، فيمشي على الصراط تارة ويقف أخرى. ان الله علي كل شئ قدير لا شي مستحيل. ومنهم من يطفأ نوره بالكلية وهم الخلص من المنافقين ، الذين قال تعالى فيهم: ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) [ الحديد: 13] وقال في حق المؤمنين: ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات) الآية [ الحديد: 12] ، وقال تعالى: ( يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) [ التحريم: 8]. ذكر الحديث الوارد في ذلك: قال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله تعالى: ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات) الآية [ الحديد: 12] ، ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن ، أو بين صنعاء ودون ذلك ، حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره إلا موضع قدميه.
الدليل على وجوب الإيمان بالكتب قوله تعالى، هناك العديد من المور المهمة التي يجب على المسلم ان يؤمن بها ليكون ايمانه صحيحا وان الكتب السماوية واحدة من اهم الامور التي تعبر من اركان الايمان يعد الإيمان بالكتب السماوية، أحد أركان الإيمان الستة، وهو الركن الثالث، ويقصد بالكتب السماوية أنها الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى مع رسله لهداية الخلق، وعبادة الخالق، رحمة بهم بهدايتهم وتبليغهم أوامر الله تعالى لتحقيق النجاة لهم في الدنيا والآخرة والإيمان بالكتب السماوية، والايمنان بالكتب السماوية يكون بالايمان والتصديق بأنها جميعا من عند الله، و التصديق بما جاء فيها من أمور صحيحة غير المحرفة. يعتبر الايمان بالكتب السماوية من اركان الايمان المهمة وهنا يجدر الاشارة الى ان سؤال الدليل على وجوب الإيمان بالكتب قوله تعالى، من الاسئلة المهمة وان الاجابة على هذا السؤال هي قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً"
الدليل على ربوبية الله هو قوله تعالى - موقع المقصود
وقوله: (جميع العالمين) لبيان أن ربوبيته سبحانه وتعالى لا تختص بصنفٍ من الخلق، بل جميع الخلق مربوبٌ لله سبحانه وتعالى، علويه وسفليه، كل ذلك مربوبٌ له سبحانه وتعالى، لا يخرج عن رزقه ولا عن ملكه ولا عن تدبيره وتصريفه، ولا عن خلقه سبحانه وتعالى. قال: (وهو معبودي)، فبعد أن أثبت الربوبية العامة لكل مخلوق ولكل ما سوى الله سبحانه وتعالى ولجميع العالم، أثبت حق هذه الربوبية، وهو عبادته سبحانه وتعالى، فقال: (وهو معبودي) يعني: وهو الذي أتقرّب إليه بالعبادة، وسيأتي بيان العبادة التي هي حقه سبحانه وتعالى. الدليل على ربوبية الله هو قوله تعالى - موقع المقصود. قال: (ليس لي معبود سواه)، وهذا تأكيد على ما دلت عليه الجملة السابقة من إفراده سبحانه وتعالى بالعبادة، فقوله: (وهو معبودي)، يفيد الحصر لأن الجملة المعرّفَةَ الطرفين من أساليب الحصر في لغة العرب، فهو تعالى المعبود المستحق للعبادة، وأكد ذلك بقوله: (ليس لي معبود سواه)، والدليل على ما تقدم من أنه سبحانه وتعالى هو الرب الذي ربى جميع العالمين وهو المعبود الذي لا يستحق العبادة سواه؛ قول الله سبحانه وتعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]. فقوله: (( لِلَّهِ)) فيه الإثبات بأنه المعبود وحده لا شريك له، ففيه إثبات الإلهية له دون غيره، وقوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) فيه إثبات ربوبيته سبحانه وتعالى، وإضافة الربوبية للعالمين هنا هي الربوبية العامة التي يندرج تحتها كل أحد.
التفريغ النصي - شرح الأصول الثلاثة - الأصل الأول [1] - للشيخ خالد بن عبد الله المصلح
معنى العالَم في قوله: (الحمد لله رب العالمين)
ثم قال رحمه الله: (وكل من سوى الله عَالَم)، وهذا يفيد دخوله في قوله تعالى: (رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فهو مربوب له سبحانه وتعالى، فإذا قيل: ما المراد بالجمع هنا؟ فالجواب: المراد به الأفراد، والأجناس، والأنواع على اختلافها وتنوعها، فكل هذه الأصناف على اختلافها مما سوى الله سبحانه وتعالى فهي داخلة في العبودية له، وهي عبودية القهر التي لا يخرج عنها أحد، كما قال الله جل وعلا: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السموات وَالأَرْضِ إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً [مريم:93]، فهذه العبودية هي عبودية القهر لا خروج لأحد عنها. ثم قال: (وأنا واحد من ذلك العالم)، واعلم أن العالم في قوله تعالى: (الْعَالَمِينَ) يشمل العوالم المكلفة، والعوالم غير المكلفة، والمكلفة هي التي وجه إليها الخطاب بالطلب، وغير المكلفة هي التي لم نعلم أنه وجه إليها طلب، وإنما عبادتها عبادة ذاتية، أي: تسبيح فطري لا تكليفي بأمر ونهي، والعوالم المكلفة فيما نعلم هم بنو آدم، والجن، والملائكة، فهؤلاء وجه إليهم الخطاب من رب العالمين، وطولبوا بأفعال ونهوا عن أشياء. ثم قال: (فإذا قيل لك: بمَ عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته).
Books الفرق بين الدليل العقلي والدليل النقلي - Noor Library
هذا فيه الاستدلال على ربوبية الله سبحانه وتعالى، واعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أقام الأدلة الدالة على ربوبيته سبحانه وتعالى، وأنه رب العالمين، أقامها بأنواعٍ مختلفة وصور متعددة في السموات والأرض والأنفس، فالآيات الدالة على ربوبية الله جل وعلا لا حصر لها. وفي كل شيءٍ له آية تدل على أنه واحد فآيات الله سبحانه وتعالى الدالة على ربوبيته واستحقاقه للعبادة دون غيره كثيرة لا حصر لها، وإنما ذكر المؤلف رحمه الله بعض الآيات فقال: (بآياته ومخلوقاته)، والآيات هنا الظاهر أن المراد بها الآيات الخلقية الكونية. واعلم أن الآيات نوعان: آيات كونية خلقية، وآيات شرعية أمرية، فالآيات الشرعية هي ما تضمنته الشريعة من آيات الكتاب المبين، وما جاء في التوراة والإنجيل في الأمم السابقة، أما هذه الأمة فالآيات الشرعية لها هي ما في كتاب الله عز وجل، والآيات الكونية هي العلامات الدالة على الخالق سبحانه وتعالى، وهي متنوعة كثيرة. وقوله: (ومخلوقاته) هل هذا من عطف الشيء على نفسه أم من عطف المتغايرات؟ الظاهر أنه من عطف الشيء على نفسه لا من عطف المتغايرات؛ لأن المخلوقات آيات، فكل مخلوق من مخلوقات الله عز وجل يدل على عظمة من خلقه سبحانه وتعالى، فهذا عطف تنويع.
ص522 - كتاب مجموع الفتاوى - فصل في قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة ما هو - المكتبة الشاملة
الآيات الدالة على وجود الله ومعرفته
الرب هو المعبود سبحانه وتعالى
- هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الإنسان مختار في أفعاله، منها: قوله تعالى: { مَن عَمِلَ صَالحاً فلِنفسِهِ ومن أساءَ فَعَلَيْهَا ومَا رَبُّكَ بِظَلام لِلْعَبِيدِ}. قوله تعالى: { كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين}. قوله تعالى: { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإمّا كَفوراً}.