لمزيد من المعلومات عن تفسير سورة الانشقاق للأطفال وفوائدها
التذكير بالقيامة
بعد أوامر الله تعالى للرسول، بدأ التحدث عن يوم القيامة وأهوال هذا اليوم، وعن النفخ في البوق وهو صوت مهيب يُعلن عن بدء يوم القيامة، وهو صعب على المؤمنين والكفار، لكن الكافرين لن يعبروا هذا اليوم بسلام. شرح سورة المدثر للاطفال – المنصة. تهديد من يكذبون بالقرآن
مازلنا نتحدث عن تفسير سورة المدثر للأطفال وبعد التذكير بالقيامة، يبدأ التحدث عن الكافر وليد بن مغيرة، حيث أنعم الله عليه بالحسب والنسب والمال، ولكنه لم يحمد الله تعالى، وكذب بالقرآن واتهم الرسول أنه ساحر. حيث قال أن القرآن ما هو إلا قول ساحر، ولقد توعده الله بعذاب أليم حيث يدخل نار جهنم حتى يحترق ويذوب لحمه وأعصابه وجلده ويظل يتعذب حيث لا يحيى ولا يموت. وصف نار جهنم
يصف الله تعالى النار التي يدخلها الكفار، حيث يحرسها 19 من الملائكة، وهذا العدد مجرد اختبار فقط حيث يستهين الكفار عند سماع هذا العدد، ولكنهم لا يعرفون مدى قوة كل ملك منهم ومدى حجمهم، والكفار هم من يتساءلون ماذا يريد الله بإخبارنا ذلك، أما المؤمنون فإنهم يسلمون بأمر الله ويصدقون كل آيات القرآن. حديث أهل الجنة وأهل النار
يُقسم الله تعالى بالقمر والليل والنهار، لأنهم أحد أعظم آياته، ويُحذر الكافرين، حيث يُخبرنا عن أهل الجنة الذين يسألون أهل النار عن سبب دخولها، ويردوا عليهم أن السبب هو عدم صلاتهم، وعدم تصدقهم على الفقراء والمساكين، والتكذيب باليوم الآخر حتى جاءهم الموت وعرفوا الحق، ولكن لا شفيع لهم.
تفسير سورة الفاتحة للأطفال - مقال
﴿ مع الخائضين ﴾: مع أهل الضلال والكذب. ﴿ حتى أتانا اليقين ﴾: حتى جاءنا الموت. ﴿ التذكرة ﴾: القرآن وآياته. ﴿ كأنهم حمر مستنفرة ﴾: هؤلاء الكفار مثل الحمير الوحشية الشاردة. ﴿ فرت من قسورة ﴾: هربت من الأسد وممن يريد اصطيادها. ﴿ أن يؤتى صحفًا منشَّرة ﴾: أن ينزل عليه كتاب من الله مثل محمد - صلى الله عليه وسلم -. تفسير سورة الفاتحة للأطفال - مقال. ﴿ هو أهل التقوى ﴾: الله - عز وجل - مستحق لأن يتقى ويطاع. مضمون الآيات الكريمة من (19) إلى (56) من سورة "المدثر":
1- بيَّنت الآيات الحكمة من تحديد عدد خزنة النار من الملائكة الغلاظ الشداد. 2- وتحدَّثت عما يدور من حوار بين المؤمنين والمجرمين في الآخرة؛ تحقيرًا لشأن المجرمين وبيانًا لسبب دخولهم النار. 3- وختمت ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان وهو العناد والمكابرة. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (19) إلى (56) من سورة "المدثر":
1 - من أهم الأسباب التي تؤدي إلى دخول النار: ترك الصلاة وعدم المحافظة عليها، البخل بالإنفاق على الفقراء والمساكين، التحدث بالباطل، مصاحبة الكذابين وأهل المعاصي، عدم التصديق بيوم الحساب والجزاء. 2 - الله وحده عالم الغيب، فلا أحد يعلم جنوده وأعداد ملائكته وقوتهم إلا هو، وهو المستحق لأن يعبد ويطاع.
سورة المدثر - تفسير السعدي - طريق الإسلام
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) يقول: مأخوذة بعملها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) قال: غلق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) قال: لا يحاسبون. تفسير سوره المدثر كامله للاطفال. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) أصحابَ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها الله لهم، وقرأ قول الله: إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ قال: لا يؤاخذهم الله بسيئ أعمالهم، ولكن يغفرها الله لهم، ويتجاوز عنهم كما وعدهم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) قال: كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه الله في النار، لا يرتهن الله أحدا من أهل الجنة، ألم تسمع أنه قال: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) يقول: ليسوا رهينة ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ).
شرح سورة المدثر للاطفال – المنصة
[٥] بيّنت الآيات الكريمة وصف النار ، فهي لا تترك جزءًا من جسد الإنسان إلّا أحرقته، جاعلة وجوههم أشد سوادًا من الليل، ولا يستطيع أحد الفرار منها، فقد ورد في الآيات أن عدد خزنة النار تسعة عشر ملكًا. [٦] ثم تحدثت الآية الكريمة عن أن هذا العدد من أجل اختبار الكفار الّذين أنكروا عددهم، وبيّنت الآية الكريمة أنّ من صفات ملائكة النار الغلظة والشدّة، وفي الوقت ذاته يزداد إيمان المؤمنين، ويعلم أهل الكتاب، بأن محمد هو الرسول الحق صلى الله عليه وسلم. سورة المدثر - تفسير السعدي - طريق الإسلام. [٦] قال -تعالى-: {كَلاَّ وَالْقَمَرِ* وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ* إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ* نَذِيراً لِلْبَشَرِ* لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}: [٧] بعد أن انتهت الآيات من الحديث عن النار، وشدة وغلظة ملائكتها، وجّهت تحذيرًا للكافرين بأن يعودوا ويستقيموا، وللمؤمن لأن يستعدّ جيداً، فعقاب الله -تعالى- شديد، فكفى بنار جهنم رادعًة عن المنهيات. [٦]
حوار بين أصحاب اليمين والمكذبين
قال -تعالى-: {كلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ* إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ* فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ الْمُجْرِمِينَ* مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ* وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ* وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ* حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ}.
﴿ سأصليه سقر ﴾: سأدخله جهنم. ﴿ لا تبقي ولا تذر ﴾: لا تترك أحدًا من الكفار إلا أحرقته. ﴿ لوَّاحةٌ للبشر ﴾: محرقة للجلود، وظاهرة للناس يرونها من بعد. ﴿ أصحاب النار ﴾: خزنتها من الملائكة. ﴿ عدتهم ﴾: عددهم وهو تسعة عشر. ﴿ ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ﴾: ليعلم أهل الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء السابقين أن هذا الرسول حق، حيث نطق بما ذكرته هذه الكتب. ﴿ ولا يرتاب ﴾: ولا يشك. مرض: شك ونفاق. ﴿ وما هي إلا ذكرى للبشر ﴾: وما الحديث عن هذه النار إلا تبصير للناس كي يؤمنوا. ﴿ والقمر ﴾: أقسم الله بالقمر. ﴿ والليل إذ أدبر ﴾: وأقسم بالليل حين ذهب بظلمته. ﴿ والصبح إذا أسفر ﴾: وأقسم بالصبح إذا أضاء. ﴿ إنها ﴾: جهنم. ﴿ لإحدى الكبر ﴾: إحدى المصائب الكبيرة. ﴿ نذيرًا للبشر ﴾: تخويفًا حقيقيًّا بما ينتظر الناس. ﴿ أن يتقدَّم ﴾: أن يتقرَّب إلى الله بالطاعة. ﴿ أو يتأخَّر ﴾: أو يتأخَّر بفعل المحرمات. ﴿ كل نفس بما كسبت رهينة ﴾: كل نفس محبوسة عنده - سبحانه وتعالى - بعملها حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات. ﴿ إلا أصحاب اليمين ﴾: إلا السعداء من المؤمنين. ﴿ ما سلككم في سقر ﴾: أي شيء أدخلكم جهنم؟. ﴿ وكنَّا نخوض ﴾: وكنا نتحدث بالباطل.
وكلمة أنّما} بفتح الهمزة تقيّد الحصر ، مثل ( إنّما) المكسورةِ الهمزة ، فكما أفادت المكسورة الحصر بالاتّفاق فالمفتوحتها تفيد الحصر لأنّها فرع عن المكسورة إذ هي أختها. وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020. ولا ينبغي بقاء خلاف من خالف في إفادتها الحصر ، والمعنى أنّ أمره محصور في التبليغ لا يتجاوزه إلى القدرة على هدي المبلّغ إليهم. وفي إضافة الرسول إلى ضمير الجلالة تعظيم لجانب هذه الرسالة وإقامة لمعذرته في التبليغ بأنّه رسول من القادر على كلّ شيء ، فلو شاء مُرسله لهَدَى المرسَلَ إليهم فإذا لم يهتدوا فليس ذلك لتقصير من الرسول. ووصفُ البلاغ ب { المُبين} استقصاء في معذرة الرسول وفي الإعذار للمعرضين عن الامتثال بعد وضوح البلاغ وكفايته وكونه مُؤيَّداً بالحجّة الساطعة. قراءة سورة المائدة
تفسير سورة المائدة الآية 92 تفسير الطبري - القران للجميع
وكرّر { وأطيعوا} اهتماماً بالأمر بالطاعة. وعطف { واحذَروا} على { أطيعوا} أي وكونوا على حذر. وحذف مفعول { احذروا} ليُنَزّلَ الفعلُ منزلة اللازم لأنّ القصد التلبّس بالحذر في أمور الدين ، أي الحذر من الوقوع فيما يأباه الله ورسوله ، وذلك أبلغ من أن يقال واحذروهما ، لأنّ الفعل اللازم يقرُب معناه من معنى أفعال السجايا ، ولذلك يجيء اسم الفاعل منه على زِنة فَعِللٍ كفرِح ونَهِممٍ. وقوله: { فإن تولّيتم} تفريع عن { أطيعوا واحذروا}. والتولّي هنا استعارة للعصيان ، شُبّه العصيان بالإعراض والرجوع عن الموضع الذي كان به العاصِي ، بجامع المقاطعة والمفارقة ، وكذلك يطلق عليه الإدبار. ففي حديث ابن صياد «ولئنْ أدْبَرْتَ ليَعْقَرَنَّك الله» أي أعرضتَ عن الإسلام. وقوله: { فاعلموا} هو جواب الشرط باعتبار لازم معناه لأنّ المعنى: فإن تولّيتم عن طاعة الرسول فاعلموا أن لا يضرّ تولّيكم الرسولَ لأنّ عليه البلاغ فحسب ، أي وإنّما يضرّكم تولّيكم ، ولولا لازم هذا الجواب لم ينتظم الربط بين التولّي وبين علمهم أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمر إلاّ بالتبليغ. تفسير سورة المائدة الآية 92 تفسير الطبري - القران للجميع. وذكر فعل { فاعلموا} للتنبيه على أهمية الخبر كما بيّنّاه عند قوله تعالى: { واتّقوا الله واعلموا أنّكم ملاقوه} في سورة البقرة ( 223).
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020
فناسب تكرار" أَطِيعُوا "للتأكيد على طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم - خلافا لحال المنافقين، أما باقى السور فلم يكن فيها مثل هذا الحديث. وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ – التفسير الجامع. ثانيا: هذه المواضع سبقها أو صاحبها الحديث عن الحدود و الأحكام و المحرمات ؛ فناسب تكرار" وَأَطِيعُوا " للتأكيد على طاعته – صلى الله عليه و سلم – خاصة فى هذه الأمور التى خرج عنها كثير من الناس فى زمننا. فذكر الله تعالى فى سورة النساء: آيات المواريث و المحرمات من النساء ، و ذكر فى سورة المائدة:المحرمات من المطعومات و ورد فيها تحريم الخمر ، و فى سورة النور: ذكر حدَى الزنا و القذف ، و يكفى فى سورة محمد تسميتها بسورة القتال ، و سورة التغابن تلتها سورة الطلاق و ما فيها من حقوق للنساء لذلك كثيرا ما يرد الأمر بتقوى الله فى هذه السور مصاحبا للأمر بطاعة الله و رسوله – صلى الله عليه و سلم –. و من الملاحظ فى هذه السور أنها تحدثت عن الطهارة بنوعيها المعنوية و الحسية: من بُعد عن: الزنا و نشر الفواحش و القذف ، و الأمر بالوضوء و التيمم و ملازمة المساجد و أجمل ذلك الحديث عن النور فمصدره الله سبحانه و تعالى و الإيمان بكتابه و مكانه بيوت الله ( [2]). فكان تكرار الفعل إشارة لما تميزت به هذه الأمة عن غيرها – بعد التوحيد – و هو الطهارة بنوعيها.
وَأَطِيعُوا اللَّهَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
(29) وأما العقاب على التولية والانتقام بالمعصية، فعلى المُرْسَل إليه دون الرسل. وهذا من الله تعالى وعيد لمن تولَّى عن أمره ونهيه. يقول لهم تعالى ذكره: فإن توليتم عن أمري ونهيي، فتوقّعوا عقابي، واحذَرُوا سَخَطي. ------------------- الهوامش: (27) انظر تفسير "التولي" فيما سلف: 393 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (28) "النذارة" (بكسر النون) قال صاحب القاموس: "النذير: الإنذار كالنذارة ، بالكسر. وهذه عن الإمام الشافعي رضي الله عنه". انظر رسالة الشافعي ص: 14 ، الفقرة: 35 ، وتعليق أخي السيد أحمد عليها. (29) انظر تفسير "مبين" فيما سلف 9: 428 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ – التفسير الجامع
{ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} عما أمرتم به ونهيتم عنه. { فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} وقد أدى ذلك. فإن اهتديتم فلأنفسكم، وإن أسأتم فعليها، والله هو الذي يحاسبكم، والرسول قد أدى ما عليه وما حمل به. 0
1, 023
وجاء في آية أخرى قول الحق تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} (التغابن:12). وحديثنا في هذه السطور ينطلق من سؤالين اثنين: الأول: أن الآية الأولى وردت فيها زيادة قوله سبحانه: {واحذروا} وزيادة قوله تعالى: {فاعلموا} في حين أن الآية الثانية خلت من هاتين الزيادتين مع اتحاد ما تضمنته الآيتان من الأمر بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتحذير من الإعراض عن ذلك والتولي، فما وجه هذه الزيادة؟ الثاني: أن الأمر بطاعة الله ورسوله ورد في القرآن الكريم بصور متعددة؛ فمرة نجده سبحانه يقول: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (المائدة:92) ونحو هذه الآية في سور: النساء، والنور، ومحمد، والتغابن. ومرة يقول تعالى: {وأطيعوا الله والرسول} (آل عمران:132) ونحو هذا في سورتي الأنفال والمجادلة.
أما آية سورة التغابن فلم يرد قبلها ما يستدعي هذا التأكيد؛ إذا تقدمها قوله عز وجل: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم} (التغابن:11) فليس هنا نَهْيٌ عن محرم، ولا تهديد ولا وعيد، فلما لم يرد هنا نهي عن محرم متأكد التحريم، وما يستتبع النهي من التهديد والتأكيد، لم يرد هنا من الزيادة المفيدة لمعنى التأكيد ما ورد هناك، فجاء كل على ما يجب ويناسب، وليس عكس الوارد بمناسب. وقد ذكر ابن عاشور عند تفسيره لآية سورة التغابن، أنه سبحانه جاء في آية المائدة بقوله: {فاعلموا} للتنبيه على أهمية الخبر، كما في قوله تعالى: {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} (البقرة:223) فقد أمر سبحانه عباده المؤمنين أن يعلموا أنهم {ملاقوه} مع أن المسلمين يعلمون ذلك؛ تنزيلاً لعلمهم منزلة العدم في هذا الشأن؛ ليُزاد من تعليمهم اهتماماً بهذا المعلوم، وتنافساً فيه. على أن (التحذير) في قوله سبحانه: {واحذروا} الغرض منه -كما قال الشيخ الشعرواي- أن يعلم العبد أن الشيطان لن يدعه يدخل في مجال طاعة الله وطاعة الرسول، وسيحاول جاهداً أن يُلَبِّس عليه الأمر. فعندما يعلم الشيطان ميلاً في نفس إنسان إلى لون من الشهوات، يدخل إليه من باب المعاصي.