وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
تفسير بن كثير يقول تعالى مخبراً عن الإنسان، وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة { إن الإنسان خلق هلوعاً} ، ثم فسره بقوله: { إذا مسه الشر جزوعاً} أي إذا مسه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، أيس أن يحصل له بعد ذلك خير { وإذا مسه الخير منوعاً} أي إذا حصلت له نعمة من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حق اللّه تعالى فيها. وفي الحديث: { شر ما في الرجُل: شح هالع وجُبن خالع) ""رواه أبو داود"".
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المعارج - الآية 23
- إِلَّا الْمُصَلِّينَ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- القران الكريم |وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
- لا تبديل لسنن اللَّه في القرآن الكريم
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المعارج - الآية 23
فصلت. إن المستحضر لعظمة الخالق ولهول يوم القيامة، وما ينتظر الناس في يوم لا ريب فيه، لابد وأن يخشع في صلاته ويكون من المداومين المحافظين عليها. ـ نلاحظ في هذه الآيات التالية التركيز على الصلاة وتكرارها، لأن الصلاة هي التي تربط الصلة المباشرة بين الخالق سبحانه وعباده المؤمنين، ثم يلي ذلك بعض الأوامر والنواهي، التي لا يقوم بها إلا الخاشعون في صلاتهم، والوارثون للفردوس والخلود فيها. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المعارج - الآية 23. فأرجو منكم أعزائي التركيز في هذه الآيات التي أعتبرها مفتاح السعادة في الأولى والآخرة. قال رسول الله عن الروح عن ربه:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6)فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ(7)وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ(10)الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11).
إِلَّا الْمُصَلِّينَ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وقيل: عُني بقوله: ﴿إِلا الْمُصَلِّينَ﴾ المؤمنون الذين كانوا مع رسول الله ﷺ؛ وقيل: عُنِي به كلّ من صلى الخمس. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن ومؤمل، قالا ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: المكتوبة. ⁕ حدثني زريق بن السخب، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا زائدة، عن منصور، عن إبراهيم ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: الصلوات الخمس. القران الكريم |وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا... ﴾ إلى قوله: ﴿دَائِمُونَ﴾ ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد ﷺ قال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا، أو عاد ما أُرسلت عليهم الريح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة، فعليكم بالصلاة فإنها خُلُقٌ للمؤمنين حسن. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ﴿عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: الصلاة المكتوبة. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: هؤلاء المؤمنون الذين مع النبيّ ﷺ على صلاتهم دائمون. قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا حَيْوة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير أنه سأل عقبة بن عامر الجُهَنّي، عن: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ قال: هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا خَلْفَهم، ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم.
القران الكريم |وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
وقال ابن جريج والحسن: هم الذين يكثرون فعل التطوع منها. { والذين في أموالهم حق معلوم} يريد الزكاة المفروضة، قاله قتادة وابن سيرين. وقال مجاهد: سوى الزكاة. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: صلة رحم وحمل كل. والأول أصح؛ لأنه وصف الحق بأنه معلوم، وسوى الزكاة ليس بمعلوم، إنما هو على قدر الحاجة، وذلك يقل ويكثر. { للسائل والمحروم} تقدم في [الذاريات]. { والذين يصدقون بيوم الدين} أي بيوم الجزاء وهو يوم القيامة. وقد مضى في سورة [الفاتحة] القول فيه. { والذين هم من عذاب ربهم مشفقون} أي خائفون. { إن عذاب ربهم غير مأمون} قال ابن عباس: لمن أشرك أو كذب أنبياءه. وقيل: لا يأمنه أحد، بل الواجب على كل أحد أن يخافه ويشفق منه. قوله تعالى { والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} تقدم القول فيه. { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} تقدم. { والذين هم بشهاداتهم قائمون} على من كانت عليه من قريب أو بعيد، يقومون بها عند الحاكم ولا يكتمونها ولا يغيرونها. وقد مضى القول في الشهادة وأحكامها في سورة [ البقرة]. وقال ابن عباس { بشهاداتهم} أن الله واحد لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله.
{ أولئك في جنات مكرمون} أي أكرمهم الله فيها بأنواع الكرامات.
الأربعاء،4 رجب 1436//22 أبريل/نيسان 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية"مينا". أمرنا الله تعالى بتدبر كتابه الكريم، والتأمل فيما فيه من الحكم والأحكام، والعقائد والأعمال، والأخلاق والآداب، فالقرآن الكريم كتاب هداية للبشرية، يحمل لها النور والعلم وسبل الفلاح في الدنيا والآخرة. واشتمل القرآن الكريم على آيات كثيرة تقرر أن لله تعالى سننا ثابتة، ونواميس لازمة، تتسم هذه السنن بالثبات وعدم التغير، وتتصف بالشمول والعموم، كما أنها نافذة متحققة لا تتخلف ولا تتبدل، التفقه بها تدبر لبعض ما اشتمل عليه القرآن من العلوم النافعة، كما أنه يجعل المسلم على بصيرة وبينة فيسلك سبيل النجاة ويحذر سبل الهلاك، أما الجهل بها والإعراض عنها فيعرض المسلم للخطر؛ إذ لا يأمن المرء أن يقع فيما وقع فيه السابقون فيصيبه ما أصابهم كما قال تعالى: {قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين}. لا تبديل لسنن اللَّه في القرآن الكريم. ويعرف الراغب الأصفهاني السنن فيقول: السنن جمع سنة، وسنة الله تعالى قد تقال لطريقة حكمته، وطريقة طاعته، نحو {سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلًا}، {ولن تجد لسنة الله تحويلًا} ففروع الشرائع، وإن اختلفت صورها، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدل، وهو تطهير النفس للوصول إلى ثواب الله تعالى وجواره.
لا تبديل لسنن اللَّه في القرآن الكريم
تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف ثم بين ذلك بقوله "استكبارا في الأرض" أي استكبروا عن اتباع آيات الله "ومكر السيء" أي ومكروا بالناس في صدهم إياهم عن سبيل الله "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" أي وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم.
5- القيام بدراسات علمية مستقبلية تعتمد على ما فقهناه من سنن الله تعالى في حركة الفرد والمجتمع. وإذا ما فعلنا ذلك فسوف نجد الخلاص من كثير من مشكلاتنا ، كما سنجد ساحات ودروباً للحركة والعطاء. وعلى الله قصد السبيل. (1) انظر هذه الأخبار وكثيراً نحوها في كتاب الفتن من صحيح البخاري. (2) الطبري 4/173. (3) السابق 4/30.