للمزيد من الإفادة قم بالتعرف على معلومات أكثر حول الأحلام بعد قراءة سورة البقرة وفضلها للمحسود وأعراض الشفاء
لقد قمنا في هذه المقالة بالتعرف على سبب نزول آية إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب وقصتها، وتحدثنا عن سورة آل عمران، وتعرفنا على فضلها، وما تحدثت عنه، وسبب تسميتها ونزولها.
ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل
الحمد لله. من المقرر عند أهل الإيمان الراسخ والتوحيد الكامل أن المولى جل وعلا قادر على كل شيء ، وقدرته سبحانه ليس لها حدود ، فله سبحانه مطلق القدرة وكمال الإرادة ، ومنتهى الأمر والقضاء ، وإذا أراد شيئاً كان كما أراد وفي الوقت الذي يريد ، وبالكيفية التي أرادها سبحانه وتعالى. وقد تواترت النصوص القطعية من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم على تقرير هذا الأمر وبيانه بياناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض ، ونكتفي هنا بذكر بعض الآيات الدالة على ذلك ، فمن ذلك قوله تعالى: ( بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) البقرة / 117. إن في خلق السماوات والأرض وما. قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة ( 1/175): ( يبين بذلك تعالى كمال قدرته ، وعظيم سلطانه ، وأنه إذا قدر أمراً وأراد كونه فإنما يقول له كن _ أي: مرة واحدة _ فيكون ، أي فيوجد على وفق ما أراد كما قال تعالى: ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس / 82) أ. هـ. وقال تعالى: (... قال كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) آل عمران / 47. وقال تعالى: ( هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) غافر / 68.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي رفع السماوات بغير عماد، ووضع الأرض وهيأها للعباد، وجعلها مقرهم أحياء وأمواتا، فمنها خلقهم، وفيها يعيدهم، ومنها يخرجهم تارة أخرى يوم المعاد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا مضاد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أفضل العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما. هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله وأطيعوه، وصدقوا بما أخبركم به واعتقدوه، وارفضوا ما خالف كتابه وسنة نبيه من أقوال الناس، وردوه؛ لأن ما خالف الكتاب والسنة فهو باطل، زور وبهتان، وما وافق الكتاب والسنة فهو حق ثابت لقيام الحجة والبرهان. واعلموا: أن الله -سبحانه- لم يشهد أحدا خلق السماوات والأرض، فلا علم عند أحد في ذلك إلا ما جاء عن طريق الوحي: ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)[الكهف: 51]. فكل من تكلم عن خلق السماوات والأرض من أي مادة هو؟ وكيف وقع؟ ومتى وقع؟
كل من تكلم بذلك من غير طريق الوحي، فإنما يتكلم عن أمر نظري، وقياس ظني، قد يصيب وقد يخطئ، وقد يرفض وقد يغير، إذ ليس أحد من البشر شاهد كيف خلق السماوات والأرض، هذه هي الحقيقة الثابتة.