لماذا لم أُفكّر في كتابة سيرة دييغو أرماندو مارادونا؟ كم هي مغرية بما تحتويه من تقلّبات وإثارة ودراما. كان يمكنني أن أعرض عليه خدمات كاتب-شبح، ويَصدُرُ كتابٌ بتوقيعه فيصعد بسهولة إلى رأس قائمة الأعلى مبيعاً. كل العالم ينتظر ذلك. هناك تفاصيل كثيرة نودّ لو تُروى من زاوية البطل نفسه. رجل فرنسي يتبرع بأرباحه من اليانصيب - العرب اليوم. لا أحد سيُحسِن تفسير الأخطاء الصغيرة التي تدمّر أسطورة فتجعلها في أيام هباءً منثوراً، ولا أحد يمكنه أن يكون بدل مارادونا وهو يعيش ذلك السقوط الحر، تماماً كما لا يمكن لأحد أن يراوغ كل الفريق المنافس ويضع هدفاً من دون أن تكون هناك فرصة للتسجيل في البداية. هل جرّب أحدكم أن يفقد كل شيء بين ليلة وضحاها؟
من واجبات الكاتب- الشبح أن يتقمّص الشخصية كي يُحسن القيام بدوره. أن تكون داخل جسد مارادونا ليس أمراً مريحاً. لا مارادونا الرشيق في العشرينات من عمره، ولا مارادونا البدين بعد ذلك. هناك شيء ثقيل على أكتافه عليك أن تحمله معه، ومن ثمّ تعبر العالم فوق حبل، بسرعة ودون أن تفقد التوازن. حين وصل مارادونا إلى نابولي في صيف 1984، رأى الأمل الذي ارتسم في وجوه أنصار فريق الجنوب الإيطالي. 75000 تقريباً كانوا في الملعب لاستقباله.
مارادونا وهو صغير يعمل بالطاقة الشمسية
تم التحديث في 23 مايو, 2019 بواسطة
عادي
25 نوفمبر 2020
21:56 مساء
«الخليج» - محمد الدسوقي
كان الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا لاعباً تثار حوله الكثير من التساؤلات حول مهاراته ورحلته وأخطائه ونزواته وتهوره، ولكن جميع من تابع كرة القدم في عصره أو ما بعد ذلك، أقروا أنه ضمن أفضل من لمسوا الساحرة المستديرة على مر العصور، ولكنهم أقروا أيضاً أن إدمانه للمخدرات لوث مسيرته وأضاعها. مارادونا وهو صغير ال رمضان يحتفل. ورحل عنا مارادونا، الأربعاء، بعد تعرضه لسكتة قلبية عن عمر ناهز 60 عاماً، ونعاه الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، قائلاً: «يعرب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم من خلال رئيسه كلاوديو تابيا عن عميق الحزن والألم بعد رحيل أسطورتنا دييجو أرماندو مارادونا.. ستظل دائماً في قلوبنا». ولد دييجو في 30 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1960 بمدينة لانوس بالأرجنتين، وعاش في حالة من الفقر بمدينة فييلا التابعة للعاصمة بوينس آيرس، ليبدأ مشواره الكروي في سن مبكرة، عندما اشترك في نادي ريد ستار الذي أسسه والده دييجو من أجل أطفال الحي الذي يسكن به. ولفتت مهارة الأرجنتيني نادي ارجنتينيوس، وهو يبلغ من العمر 11 سنة، ليشكل ظهوره آنذاك في بلاده فرحة كبرى؛ حيث استطاعت الأرجنتين من خلاله أن ترد على منافستها في صدارة الكرة بأمريكا الجنوبية وخصوصاً مع جارتها البرازيل.