اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
محاور سورة الكهف
سورة الكهف سورة مكيّة نزلت بعد سورة الغاشية وقبل سورة الشورى، وهي الثامنة والستون في ترتيب نزول السور، والثامنة عشر في ترتيب المصحف، تعدّ من السور القليلة التي نزلت جملة واحدة على النبي مُحمّد -صلى الله عليه وسلم-، عدّت آياتها في عدد قراء المدينة ومكة مائة وخمساً، وفي قراء الشام مائة وستاً، وفي قراء البصرة مائة وإحدى عشرة، وفي قراء الكوفة مائة وعشرة. [١] يرجع سبب نزول سورة الكهف إلى ما ذكره مُحمَّد بن إسحاق وغيره في السيرة؛ أنَّ قريشاً بعثوا إلى اليهود يسألونهم عن أشياء، يمتحنون بها صدق النبي مُحمَّد -صلى الله عليه وسلم- ويسألونه عنها فقالوا: سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا. المصحف سوره الكهف بصوت الحصري. [٢] وسلوه عن رجل طواف في الأرض وعن الروح، [٢] قال -تعالى-: ( وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا) ، [٣] وقال -تعالى-: ( وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا). [٤] عرضت السورة الكريمة عدة محاور من خلال خمسة قصص يربطهم محور واحد هو التحذير من الفتنة، وتفصيل ذلك فيما يأتي: [٥]
التحذير من فتنة الدين (قصّة أصحاب الكهف)
جاءت آيات هذه القصّة في سورة الكهف في الآيات الكريمة من (9-26)، وهم فتية قد آمنوا بربهم، وأعلنوا البراءة ممّا سواه، وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين من اتخذ عبادة من دون الله، وخرجوا عن المألوف والعرف بإيمانهم؛ فأغلقت في وجوههم أبواب الدنيا، ولم يبقى أمامهم إلا الفرار بدينهم، قال -تعالى-: ( إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا).
- سورة الكهف المصحف
سورة الكهف المصحف
[٦] ويمكن استنتاج محاور عقديّة، وأخرى دعويّة من هذه القصّة، وبيانها ما يأتي:
إثبات وترسيخ عقيدة البعث والنُشور. مشروعيّة الفرار بالدّين. القيام بالحقَّ، والجهر بكلمة التّوحيد، وإنكار العقيدة المنحرفة. سورة الكهف قراءة من المصحف - تريندات. أهميّة الصُّحبة الصّالحة. التحذير من فتنة المال (قصّة صاحب الجنتين)
جاءت آيات هذه القصّة في سورة الكهف من الآية (32-44)، وتتحدث عن رجلين كانا يعيشان في قرية واحدة، كان أحدهما فقيراً ولكنه مؤمن بالله تقي راضٍ بما قسمه الله له، وكان الآخر غنيًا وهبه الله حديقتين كبيرتين، بهما كل ما تشتهي الأنفس من زروعٍ ونخلٍ وفاكهةٍ وأنهار، ولكنّه مُنكر لنعم الله -عزّ وجلَّ- عليه. وفي حوار بينهما؛ أصبح الغني يتباهى بما يملك وينسب الفضل لنفسه، ونهاه الفقير فلم ينتهي، حتى أرسل الله على جنته ما يفسدها فأصبحت خراباً، وظل يقلب كفيه نادماً أشد الندم على نكرانه لنعم الله عليه، وأصبح يتمنى لو أنفق ماله في رضا الله -عز وجل-، قال -تعالى-: ( وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَيَقولُ يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا). [٧] ويمكن استنتاج محاور عقديّة، وأخرى دعويّة من هذه القصّة، وبيانها ما يأتي:
معرفة حقيقة الدّنيا وأنها دار بلاء.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:3614، صحيح.