فبهذين الأمرين -معاشر العباد- يتلخص الكبر؛ أن يكون المرء رادًا للحق غير قابلٍ له، حتى لو كان في أقل القليل؛ ولهذا جاء في الحديث في صحيح مسلم: "أَنَّ رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَكَلَ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كُلْ بِيَمِينِكَ " قَالَ: "لَا أَسْتَطِيعُ" قَالَ النبي -عليه الصلاة والسلام-: " لَا اسْتَطَعْتَ " مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ". أول ذنب عصي الله بی بی. فانظر كيف يصنع الكبر بصاحبه، وكيف أنه يجعله رادًا للحق غير قابلٍ له ممتنعٍ من قبوله، ولهذا فكم من أمورٍ وآثام وذنوب تولَّدت عن الكبر ونجمت عنه، بل لم يقع فيها صاحبها إلا بسبب ما قام في قلبه من كبر. وفي قول النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث المتقدم " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ " ما يدل على أن الكبر خصلة تقوم في القلب ثم من بعد ذلك تظهر على الجوارح آثارها، وآثارها كما تقدم تتلخص في رد الحق وغمط الناس؛ ازدراءً لهم وتعاليًا عليهم ورؤية نفسه فوقهم عاليا. والجزاء من جنس العمل، والعقوبة من جنس الذنب؛ ولهذا جاء في الترمذي بسند ثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ".
- أول ذنب عصي الله با ما
- أول ذنب عصي الله به التسلية أو الألغاز
أول ذنب عصي الله با ما
كيف يتكبر الإنسان
وقد خلق من نطفة ثم يصير جيفة ثم لا يدري ما يفعل به!!! كيف يتكبر وقد خرج من مجرى البول يحمل
العذرة في بطنه إنه لا كرم إلا بالتقوى ولا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى فلا نسب
ولا حسب ولا مال ولا جاه ولا جمال يرفع الإنسان عند الله إنما يرفعه الإيمان والعلم قال تعالى ( يرفع الله الذين
آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة الآية 11 وقال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات
الآية 13 إن التقوى والأعمال الصالحة والصفات الحميدة من كسب الإنسان يمدح إذا اتصف بها أما اللون
والنسب والطول والقصر والعروبة والعجمة فهي مقدرة على الإنسان لا سبيل إلى الخلاص منها ولا يمدح
الإنسان بسببها.
أول ذنب عصي الله به التسلية أو الألغاز
وليس المقصود هنا هذه المسألة وإنما الغرض أن ينظر تفاوت ما بين الذنبين اللذين أحدهما ترك المأمور به فإنه كبير وكفر ولم يتب منه والآخر صغير تيب منه .
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. التحذير من أعظم ذنب عصي الله به نسأل الله السلامه - YouTube. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، وأعِنه على طاعتك، اللهم يا ربنا وفِّقه وولي عهده لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال. اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180- 182].