وهكذا سنة الله في خلقه ، وهكذا جل خلقه ، إلا من رحم ربي ، حتي هذا الصنف الأخير من الخلق ، علم الله أن الإنسان منهم ضعيف أسيف في جبلته، عجل ( بفتح العين وكسر الجيم) هلوع ، ينسي ويطغي ، ويعجز ويبطر ، ويشرد عن الجادة ، ففتح له مواسم خير ترفع خسيسته وترد جموحه وشططه ، وتجبر عجزه وضعفه ، وتنهض به إن استجاب لها ، ولبي نداها ؛ إلي مقامات عليا أرادها الله ورضيها ، ومن كرم الله أن هذه المواسم تدور مع الأيام ، وتتكرر في غضون الأعوام ، ومن أجلها وأعلاها ،وأفضلها وأسناها: ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ؟! إنها المرقاة العليا ، والرتبة المتميزة في شهر كله سمو ونفحات وتقرب إلي الله وطاعات.
اكثروا من الصلاة على النبي ليلة الجمعة المقبلة
همسات الوداع تقول: ارفعوا عنكم التنازع والخصام فإنه سببٌ في منع الخير وخفائه ففي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى " أي تخاصم وتنازع " رجلان من المسلمين، فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت) رواه البخاري 0 همسات الوداع تقول: أحيوا سنة الإعتكاف ، فإن هذه السُنَّة بلسمٌ للقلوب ، ودواءٌ لآفاته. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر ، طلباً لليلة القدر. همسات الوداع تقول: استغلوا ما بقي من شهركم... فقد ذهب معظمه.. ولا يعلم أحدكم هل سيصوم هذا الشهر في أعوامه القادمة أم سيكون في حفرة مظلمة من فوقه تراب ومن تحته تراب وعن يمينه تراب وعن شماله تراب ، ليس له أنيس ولا جليس إلا عمله الصالح. همسات الوداع تقول: لا تفسدوا صفو الليالي ببعض المعكرات التي تفسد الجنان... وتجلبُ الأحزان... اكثروا من الصلاة على النبي ليلة الجمعة المقبلة. وتؤنبُ الضمائر... وتقلقُ الخواطر... فلقد اعتكف بعض الناس في هذه الليالي في الأسواق ومحلاتها ، وتهافتوا على المراكزِ التجارية ومسابقاتِها ، وتسمروا أمام القنوات وشاشاتها. فيا لله.. ماذا قدموا للآخرة؟ ماذا قدموا للقبور وظلماتها ، والقيامة وعرصاتها ، والنار ودركاتها ، والجنة ودرجاتها.
شعبان شهر القرآن
جاء فى بعض الآثار تسمية شعبان بـ (شهر القرآن) ومعلوم أن قراءة القرآن مطلوبة فى كل زمان ولكنها تتأكد فى الأزمنة المباركة والأمكنة المشرفة كرمضان وشعبان ومكة المكرمة ، وهناك العديد من المرويات عن فضائل الدعاء فى ليلة النصف فى شعبان. وقد روى عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - أنه قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان أقبلوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان".