الدعاء
يريدون ليطفئوا نور ه
تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم
ومن خلال قراءة الرواية بنصها الصحيح نجد أنّ الإمام بصدد تأويل الآية وتفسيرها لا بصدد بيان تنزيلها، ولذلك قال: « أمّا هذا الحرف فتنزيل، وأمّا غيره فتأويل »، أي أنّ الحروف الموجودة في القرآن فتنزيل لا يزيد ولا ينقص، وأمّا غيرها فتأويل أي تفسير وتطبيق للضابطة الكلية على المصاديق. فإنّ القرآن الكريم حسب ما وصفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه 5. فما ذكره الإمام في تطبيق النور فإنّما هو من قبيل التأويل والعلم بالباطن لا أنّه تنزيل. يريدون ليطفئوا نور ه. وهؤلاء لم يفرقوا بين التنزيل والتأويل، أو بين التنزيل والجري، بمعنى تطبيق الضابطة على المصاديق المختلفة عبر القرون. كما أنّ المراد من النور الإسلام حيث إنّه دين عالمي له أُصول وفروع. وخلافة الأوصياء الإلهيّين هي من جملة هذه الأُصول التي يرتكز عليها الإسلام، كما أنّ وظائف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) تكمل بإمامة هؤلاء الأوصياء، وأيّ حكومة من حكومات العالم إذا ظهرت في منطقة ما فإنّها تعمل على ضمان ديمومة مشروعها بنصب من يلي الأُمور وإلاّ فإنّها لن تحقق أهدافها ولم تكمل برنامجها.
يريدون ليطفئوا نور الله English
الخطبة الأولى:
قال الله -تعالى-: ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصف: 6 - 9]. أيها المسلمون: يذكر المفسّرون أن هذه الآيات جاءت على الأغلب بصدد استقبال أهل الكتاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي بشّرَت به كتُبُهم، والتنديد بهذا الاستقبال، وكيدهم لهذا الدين الجديد الذي قدّر الله -تعالى- أن يُظهِره على الأديان جميعها، وأن يكون الدين الأخير: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) [آل عمران: 19].
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم
وجملة: هي (نصر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. يريدون ليطفئوا نور الله والله متم نوره. وجملة: (بشر المؤمنين) لا محلّ لها استئنافيّة. الفوائد: - عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس، منع ذلك أكثر العلماء، ومنهم ابن مالك وابن عصفور، وأجاز ذلك الصفّار وجماعة، مستدلين بقوله تعالى: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) وقوله تعالى في سورة الصف في الآية التي نحن بصددها: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
يريدون ليطفئوا نور الله والله متم نوره
إعراب الآية رقم (7): {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (من) اسم استفهام بمعنى الإنكار في محلّ رفع مبتدأ، خبره (أظلم)، (ممّن) متعلّق ب (أظلم) (على اللَّه) متعلّق ب (افترى)، (الكذب) مفعول به منصوب، الواو حاليّة (إلى الإسلام) متعلّق ب (يدعى)، الواو استئنافيّة (لا) نافية. جملة: (من أظلم) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (افترى) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (هو يدعى) في محلّ نصب حال. "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون" - جريدة الغد. وجملة: (يدعى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو). وجملة: (اللَّه لا يهدي) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا يهدي) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه).. إعراب الآية رقم (8): {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8)}. الإعراب: اللام زائدة (يطفئوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بأفواههم) متعلّق ب (يطفئوا) والباء للاستعانة الواو حاليّة في الموضعين (لو) حرف شرط غير جازم.. والمصدر المؤوّل (أن يطفئوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة.
وكذلك ما في هذه الآية لأن المعنى: والله متمّ نورَه على فرض كراهة الكافرين ، ولما كانت كراهة الكافرين إتمام هذا النور محققةً كان سياقها في صورة الأمر المفروض تهكماً. وتقدم استعمال ( لو) هذه عند قوله تعالى: { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به} في سورة [ آل عمران: 91]. وإنما كانت كراهية الكافرين ظهور نور الله حالة يُظنّ انتفاء تمام النور معها ، لأن تلك الكراهية تبعثهم على أن يتألبوا على إحداث العراقيل وتضليل المتصدين للاهتداء وصرفهم عنه بوجوه المكر والخديعة والكيد والإِضرار. وشمل لفظ الكافرون} جميع الكافرين بالإِسلام من المشركين وأهل الكتاب وغيرهم. ولكن غلب اصطلاح القرآن على تخصيص وصف الكافرين بأهل الكتاب ومقابلتهم بالمشركين أو الظالمين ويتجه على هذا أن يكون الاهتمام بذكر هؤلاء بعد { لو} الوصلية لأن المقام لإِبطال مرادهم إطفاء نور الله فإتمام الله نوره إبطال لمرادهم إطفاءَه. وسيرد بعد هذا ما يبطل مراد غيرهم من المعاندين وهم المشركون. يقول الله تعالى {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم}.. – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. وقرأ نافع وأبو عَمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم { متمٌ نورَه} بتنوين { متمٌ} ونصب { نورَه}. وقرأه ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص وخلف بدون تنوين وجَرّ { نورِه} على إضافة اسم الفاعل على مفعوله وكلاهما فصيح.