واضطرابُ رأيهم في الجمع بين ادعاء الشركاء لله تعالى وبين توجّههم إلى الله بطلب الرزق وبطلب النجاة إذا أصابهم ضر. ومن إحالتهم البعث بعد الموت مع اعترافهم بالخلق الأول فقوله: { لقد خلقنا الإنسان في كبد} دليل مقصوداً وحده بل هو توطئة لقوله: { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} [ البلد: 5]. والمقصود إثبات إعادة خلق الإِنسان بعد الموت للبعثثِ والجزاء الذي أنكروه وابتدأهم القرآن بإثباته في سُور كثيرة من السور الأولى. فوزان هذا التمهيد وزان التمهيد بقوله: { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} [ التين: 4 ، 5] بعد القسم بقوله: { التين والزيتون} [ التين: 1] الخ. موقع الدكتور أحمد كلحى: موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البلد. فمعنى: { أيحسب أن لن يقدر عليه} [ البلد: 5]: أيحسب أن لن نقدر عليه بعد اضمحلال جسده فنعيده خلقاً آخر ، فهو في طريقة القسم والمُقسم عليه بقوله تعالى: { لا أقسم بيوم القيامة} إلى قوله: { أيحسب الإنسان أَلَّن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه} [ القيامة: 1 4]. أي كما خلقناه أول مرة في نَصَب من أطوار الحياة كذلك نخلقه خلقاً ثانياً في كَبدٍ من العذاب في الآخرة لكفره. وبذلك يظهر موقع إدماج قوله { في كبد} لأن المقصود التنظير بين الخلْقين الأول والثاني في أنهما من مقدور الله تعالى.
- أيحسب أن لن يقدر عليه أحد اعراب الفعل
أيحسب أن لن يقدر عليه أحد اعراب الفعل
إعراب الآية 4 من سورة البلد - إعراب القرآن الكريم - سورة البلد: عدد الآيات 20 - - الصفحة 594 - الجزء 30. (لَقَدْ) اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق (خَلَقْنَا) ماض وفاعله (الْإِنْسانَ) مفعول به (فِي كَبَدٍ) متعلقان بمحذوف حال والجملة جواب القسم لا محل لها. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) والخلق: إيجاد ما لم يكن موجوداً ، ويطلق على إيجاد حالة لها أثر قويّ في الذات كقوله تعالى: { يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق} [ الزمر: 6] وقوله: { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير} [ المائدة: 110]. فهو جعل يغير ذات الشيء. أيحسب أن لن يقدر عليه أحد اعراب سورة. والكَبَد بفتحتين: التعب والشدة ، وقد تعددت أقوال المفسرين في تقرير المراد بالكَبَد ، ولم يعرج واحد منهم على ربط المناسبة بين ما يفسِّر به الكَبَد وبين السياق المسوق له الكلام وافتتاحِه بالقسم المشعر بالتأكيد وتوقع الإنكار ، حتى كأنَّهم بصدد تفسير كلمة مفردة ليست واقعة في كلام يجب التِئامُه ، ويَحِق وِءَامُه. وقد غضُّوا النظر عن موقع فِعل { خلقنا} على تفسيرهم الكبد إذ يكون فعل { خلقنا} كمعذرة للإِنسان الكافر في ملازمة الكَبد له إذ هو مخلوق فيه. وذلك يحط من شدة التوبيخ والذم ، فالذي يلتئم مع السياق ويناسب القسم أن الكبد التعب الذي يلازم أصحاب الشرك من اعتقادهم تعدد الآلهة.
(1 - 20) ﴿ لَا ﴾ زائدة ﴿ أُقْسِمُ ﴾ فعل مضارع مرفوع والفاعل أنا، ﴿ بِهَذَا ﴾ جار ومجرور، ﴿ الْبَلَدِ ﴾ مضاف إليه. ﴿ وَأَنْتَ حِلٌّ ﴾ مبتدأ خبر والجملة في محل نصب حال، ويجوز: معترضة. ﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ عطف على البلد ﴿ لَقَدْ ﴾اللام واقعة في جواب القسم، قد للتحقيق ﴿ خَلَقْنَا ﴾ فعل ماض ونا فاعل، ﴿ الْإِنْسَانَ ﴾ مفعول به ﴿ فِي كَبَدٍ ﴾ جار ومجرور. ﴿ أَيَحْسَبُ ﴾ الهمزة للاستفهام، يحسب: فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر هو ﴿ أَنْ ﴾ مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن، والجملة بعدها خبر، ﴿ يَقْدِرَ ﴾ فعل مضارع منصوب ﴿ أَحَدٌ ﴾ فاعل وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي يحسب. أيحسب أن لن يقدر عليه أحد اعراب الفعل. ﴿ أَهْلَكْتُ ﴾ فعل ماض والتاء فاعل ﴿ مَالاً ﴾ مفعول به، ﴿ لُبَدًا ﴾ نعت، والجملة مقول القول. ﴿ نَجْعَلْ ﴾ فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل نحن ﴿ لَهُ ﴾ جار ومجرور ﴿ عَيْنَيْنِ ﴾ مفعول به. ﴿ وَهَدَيْنَاهُ ﴾ فعل ماض ونا فاعل والهاء مفعول به أول، ﴿ النَّجْدَيْنِ ﴾ مفعول به ثان. ﴿ فَلَا ﴾ الفاء للعطف ولا للنفي والدعاء، ﴿ اقْتَحَمَ ﴾ فعل ماض والفاعل هو، ﴿ الْعَقَبَةَ ﴾ مفعول به. ﴿ وَمَا ﴾ اسم استفهام مبتدأ، ﴿ أَدْرَاكَ ﴾ فعل ماض والفاعل هو والكاف مفعول به أول، ﴿ مَا ﴾ مبتدأ، ﴿ الْعَقَبَةُ ﴾ خبر، والجملة في محل المفعول الثاني.