كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين استئناف بياني ناشئ عن سؤال يخطر ببال السامع لقوله وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون فيتساءل كيف تواردت هذه الأمم على طريق واحد من الضلال فلم تفدهم دعوة الرسل - عليهم السلام - كما قال تعالى أتواصوا به بل هم قوم طاغون. [ ص: 24] والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن جملة وإنا له لحافظون; إذ قد يخطر بالبال أن حفظ الذكر يقتضي أن لا يكفر به من كفر ، فأجيب بأن ذلك عقاب من الله لهم لإجرامهم وتلقيهم الحق بالسخرية وعدم التدبر ، ولأجل هذا اختير لهم وصف المجرمين دون الكافرين; لأن وصف الكفر صار لهم كاللقب لا يشعر بمعنى التعليل. كذلك نسلكه في قلوب المجرمين | هزاع البلوشي - YouTube. ونظيره قوله في الآية الأخرى وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم. والتعبير بصيغة المضارع في " نسلكه " للدلالة على أن المقصود إسلاك في زمن الحال ، أي: زمن نزول القرآن ، ليعلم أن المقصود بيان تلقي المشركين للقرآن ، فلا يتوهم أن المراد بالمجرمين شيع الأولين مع ما يفيده المضارع من الدلالة على التجديد المناسب لقوله: " وقد خلت سنة الأولين " ، أي: تجدد لهؤلاء إبلاغ القرآن على سنة إبلاغ الرسالات لمن قبلهم.
- كذلك نسلكه في قلوب المجرمين | هزاع البلوشي - YouTube
كذلك نسلكه في قلوب المجرمين | هزاع البلوشي - Youtube
الثالث: أن الشيع القبائل، قاله الكلبي. قوله عز وجل: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} فيه أربعة أوجه: أحدها: كذلك نسلك الاستهزاء في قلوب المجرمين، وإن لم يعرفوا، قاله قتادة. الثاني: كذلك نسلك التكذيب في قلوب المجرمين، قاله ابن جريج. الثالث: كذلك نسلك القرآن في قلوب المجرمين، وإن لم يؤمنوا، قاله الحسن. الرابع: كذلك إذا كذب به المجرمون نسلك في قلوبهم أن لا يؤمنوا به. قوله عز وجل: {لا يؤمنون به} يحتمل وجهين: أحدهما: بالقرآن أنه من عند الله. الثاني: بالعذاب أن يأتيهم. {وقد خلت سنة الأولين} السنة: الطريقة، قال عمر بن أبي ربيعة: لها من الريم عيناه وسُنّتُهُ ** ونحرُه السابق المختال إذ صَهَلا فيه وجهان: أحدهما: قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل. الثاني: بأن لا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا. ويحتمل ثالثاً: بأن منهم مؤمناً وكافراً. كما يحتمل رابعاً: من أقام على الكفر بالمعجزات بعد مجيء ما طلب من الآيات.. تفسير الآيات (14- 15): {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)} قوله عز وجل: {ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون} فيه وجهان: أحدهما: فظل هؤلاء المشركون يعرجون فيه، قاله الحسن وقتادة.
تفسير: (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ)
♦ الآية: ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الشعراء (200). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ كذلك سلكناه ﴾ أدخلنا التَّكذيب ﴿ في قلوب المجرمين ﴾ فذلك الذي منعهم عن الإِيمان. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": كَذلِكَ سَلَكْناهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ أدخلناه أي الشِّرْكَ وَالتَّكْذِيبَ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. تفسير القرآن الكريم